19 ديسمبر، 2024 1:49 ص

تكتسبُ الحياةُ رونقـــَـــها , حين تنطلقُ الأقلامُ لترويض ملامح الغاب المستشرية في مجتمعاتٍ , تعاني من تغلغل فئةٍ تصرُّ على أن تحكمَ العالم برؤيتها الضيقة . والكتــــــَّــــاب محطةٌ أثيرةٌ لاعتماد طرق التصحيح , و الإصلاح في الضدِّ من الظلام و الظلاميين .
وليس من بشاعةٍ كبشاعة اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر ; فقد سبق اغتيالـــَــــه اتهامــــُـــــه ومصادرةُ حريته بسبب رأيٍّ تبنـــَّـــاهُ في صفحتهِ الشخصية . ومصادرةُ الآراء , و تقريعُ المعبــــِّــــرين عن همومهم في زمنٍ كلُّ ما فيه يسيرُ نحو الحريةِ أمرٌ مرفوضٌ في عالم الألفية الثالثة . لكنَّ الفجيعة تكمنُ في أن يتمَ اغتيالــــُــــه أمام قصر العدالة ..!
فبعد أن انتظرَ الكاتبُ – طِيــــْــــب ُ الذكر لحضوره الدائم – إنصافَ القضاء له ، جوبه بالقدر ..!
لذا .. يــــُـــعلي الاتحاد العام للأدباء و الكتـــــَّــــاب في العراق صوتــــَـــه ليدينَ ما تعرَّض له ( حتر) ، و يحمـــِّــــل الجهات المسؤولة عن سلامة المواطنين ضرورةَ الحفاظ على أرواح الناطقين باسم الجمال و المواقف الثابتة ، و ضرورة توفير بيئةٍ ثقافيةٍ حرَّة تتحاورُ فيها الأفكارُ , و تتقبلُ الآخر بكلِّ رحابة صدر ، و الضرب الواثق على كلِّ فكرٍ إقصائيٍّ و تكفيري يحاول أن تكون الحياة مقبرةً يلوِّنها بمزاج بصره المفقوء .
فكم من الشخصيات ِ الثقافية عراقياً و عربياً و عالمياً , بوغتت بالاغتيال لإخراس مواقفها الوطنية و الإنسانية , و لعلَّ كامل شياع من أبرزها , إذ أودى الإرهاب ُ به وسط إهمال أمني ٍّ غير مبرر , لكن فكره و فكر َ كلِّ النابضين بفسائل الوطن ظلّا نبراس َ تحدٍ للأجيال , فحسبنا ما صدح به الجواهريُّ الكبير حين قال :
لثورة الفكر تاريخ ٌ يحدِّثنا        بأنَّ ألف َ مسيح ٍ دونها صــُـــلبا
الخلود الباسق لشهيد الكلمة الحرة و الأصيلة ، و التعازي لكلِّ الأدباء و الكتــــَّـــــاب ، دمتم قسطاس حقٍّ ما نطقت أقلامــــُــــكم بالسلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات