لاينسى ملايين من أجيال العراق أن أول ماكانوا يتعلمونه في المدرسة الابتدائية في الصف الأول ، هو : دار دور نار نور..ومن ثم في درس آخر: قدري قاد بقرنا!!
ومرت السنون ومرت العصور..وضاع الدار وضاعت الدور..وراح النور وبقيت النار تتقد في الأحشاء ، علها تجد الراحة في القبور!!
كانت الدار والدور هي الكلمة الاولى من الوطن الصغير..التي تعلم الطفل حب الوطن الكبير..لكي يعمده بألف باء الوفاء والمحبة والتضحية ويتحول الى رجل يرتقي الى المعالي في قادم الايام!!
قدري قاد بقرنا..!!
أجل ..مايزال (قدري) هو نفسه من يقود (بقرنا).. وهو من يأخذ حليب الابقار ، وهو من سيسلم رقاب البقر الى مقصلة القصاب!!
ويبدو ان (قدري) معجب بالهندوس ، وولعهم بالبقر..غير انه نسي ان الهندوس لن يقدموا رقاب البقر طعما لسكين غادرة تقتص منهم، بل يعدون (ذبح البقر) من (المحرمات)!!
ولا ندري هل يكون بوسع منظمات حقوق الانسان أو المدافعين عن حقوق الحيوان أن يضعوا حدا لطغيان (قدري) وتلاعبه بمصير (البقر)..التي بقيت تناضل من اجل ان تحقق لنفسها (دكتاتورية البقر) على هذه الأرض!!
ولا سبيل لنا الا أن نتضامن مع البقر ونردد معها شعارها في سعيها لإقامة دكتاتوريتها : ( يا أبقار العالم.. إتحدوا..) مع الإعتذار لماركس ولينين وكل مفكري البشرية الذين حلموا بتحقيق (دكتاتورية البروليتاريا) ، الا ان هذا الحلم (الإشتراكي) الجميل ، تبدد للأسف الشديد ..وأصبح من ذكريات الماركسية التي عدها كثير من رجال ديننا في العصر الحديث ،من الديناصورات المنقرضة!!