23 ديسمبر، 2024 10:06 ص

قداس العذراء الناصرية في عمان :حكاية عشق تتحدى العنف الاسود

قداس العذراء الناصرية في عمان :حكاية عشق تتحدى العنف الاسود

حروفهم الداعشية القاتلة لم تفرق الصديقتين المختلفتين بدينهما والمتشابهتين بدمهما الممزوج بأصالة العراق وتلاحمهِ الذي يعود الى ما قبل تسعة قرون من التشابك التاريخي بين مسلمي ومسيحي العراق ليصبح المشهد محاط بهالة تبهر كل من ينظر اليها.
قداس” الكنيسة العذراء الناصرية” في عمان نظم وقفة احتجاج على العنف الاسود من قبل داعش والصهاينة في العالم العربي،مؤكداً دعمهِ واسنادهِ لمسيحي العراق سكان الارض الاصليون.

امل واصرار
———–
ولدنا معاً وترعرعنا سويا وسوف نموت هنا لان المسيح هم ملح العراق ولن نسمح للدواعش بأن يستبدوا كرامة الاخرين هو ماتحدثت به العراقية المسلمة ” رنا عزيز ” التي حضرت قداس المسيح في عمان للتضامن مع اخوانها المسيحيين واصدقائها من الاطياف الاخرى لان هذا الاجرام الذي يحدث في الموصل ابتعد عن مفهوم الثورة وعن اي دين اخر وهو مغاير عن ما جاء في الدين الاسلامي الذي يرمز للسلام ولا تنفع معه الترميزات والتفرقة الطائفية الى ( ن، ر، م) التي زادت من اصرارنا وعزيمتنا على التماسك والانصهار اكثر في عمق الجذور التاريخية التي مثلت العراق وارضه ولن نتخلى عن تواجدنا في كل قداس واشعالنا للشموع كي نتظامن مع مسيحيي العراق كي يكون السلام حاضراً وينعم به العراق والعالم اجمع.

اصلي للعراق
————
المغتربة المسيحية في عمان ( هيام الصباغ) قالت من جانبها: اصلي كل ليلة للعراق ولمسيحي العراق ويعزعلينا ما يجري عليهم اليوم، نحن نشاهد ماذا يحدث في العراق من خلال القنوات العراقية ونرى القتل والتهجير من قبل العصابات الداعشية التي لادين لها والممولة من دول الجوار وكل من يطلق عليهم اسم ثوار ونعلم جيدا ان العراق وحده في هذا المنزلق وما يجري اليوم من تفجير كنائس وبيوت الله ومراقد الانبياء تخريب العراق يثبت للعالم انهم صناعة اسرائيلية تهدف الى التفرقة الطائفية وسفك الدماء،نحن في عمان قلوبنا معهم ونقيم بشكل متواصل هذا القداس لدعمهم والتنديد بالجرائم التي تحدث في الموصل والعراق.

ألم وحسرة
———
بعد التهجير لابناء الموصل من جميع الطوائف، تحدثت بحسرة السيدة ( رينوس عمانؤيل ) عن مأساة ما حدث حينما تم طردهم من منازلهم وهم لا يحملون سوى ما يرتدون من ملابس فقط نزحوا بها من مناطق سكناهم سيرا على الاقدام بعد انتهاء المهلة المعلنة من قبل عصابات داعش التي اعطيت للمسيحيين في الموصل والتي نصت على اعتناق الاسلام او دفع الفدية او التهجير الطائفي،ونظراً لعدم امتلاكها اي اوراق ثبوتية او جواز سفر لان داعش لم تسمح لهم باخذها، اضطرت الى النزوح لمدينة البصرة مع انها تركت جزء من عائلتها هناك.

الله واحد
——–
المطران ( مارون لحام ) في الاردن وصف مايحدث بالموصل من الدواعش بأنهُ من عمل الشيطان وعقيدتهِ الاجرامية ولايمت بصلة لاي دين سماوي قائلاً : لا اعلم من اين برزت داعش ولا اعلم من حبل بداعش ومن انجبها لكنني اعلم ان ما تقوم به داعش امر لاانساني ولا اخلاقي ولايحترم العقيدة الاسلامية ولاالعقيدة المسيحية ويتصرف حسب العقيدة الشيطانية وكل تصرف يفضي بقتل الاخر وعدم احترامه وتهجيره هو عمل الشيطان، ونحن يؤلمنا ما يحدث في الموصل اليوم وتهجير ابناء الطائفة المسيحية منها ونزوحهم الى المناطق القريبة الامنة من الموصل في حين لم يصلنا اي من العوائل المهجرة من الموصل مسيحين كانوا ام مسلمين ، ونحن مستعدين لتوفير المسكن والملبس والعناية الصحية لهم ان قدموا الينا فنحن اخوة في البشرية وبالايمان بالله الواحد، علينا ان نتكاتف فيما بيننا لان الحكومات الصغيرة مثل حكومة الاردن و حكومة العراق و وسوريا يقدمون كل مايستطيعون فالاردن قدم بلاده لتكون ملاذ للعرب المهجرين رغم ان هذه الدول لاتملك مفتاح الحل لما يجري الان في العالم العربي وانما الدول الكبرى هي من تمتلك الحلول وحينما تبحث عنها لا تفكر بالخير للانسان بل يبحثون عن مصالحهم واوضاعهم الاقتصادية وقواعدهم العسكرية وسياساتهم لتكون باحسن ما يرام وهذا يغضب الله لانهم سيظلمون الفقير والمعدوم والمهمش، ولا يسعني إلا ان اقدم كلمة للحكومات وللعصابات الداعشية واقول ان كل انسان بغض النظر عن دينه وعقيدته فهو ابن الله تعالى ومخلوق من قبله وكرامته من كرامة الله فاتقوا الله بالانسان الذي تظلمونه لانهُ مكرم من الخالق ولابد ان تقفوا يوماً امام الخالق للمحاسبة على الظلم الذي ارتكبتموه بحق الابرياء.