18 ديسمبر، 2024 9:50 م

قتيل شاطئ الفرات في الكتاب المقدس وبحث مقارنة الأديان

قتيل شاطئ الفرات في الكتاب المقدس وبحث مقارنة الأديان

من هو قتيل شاطئ الفرات في الكتاب المقدس؟!.

هل أن (كركميش) تعني كربلاء، ولماذا يصف الكتاب المقدس هذه الواقعة وكأن مصير البشرية يتوقف عليها؟!..

كتبت ايزابيل بنيامين ماما آشوري من العراق :

من هو قتيل شاطئ الفرات ؟.. ضمن دراستي الكهنوتية للكتاب المقدس والتي استمرت سنوات وانا اتفكر في نص غريب موجود في الكتاب المقدس لكوني عراقية ونهر الفرات يمر في البلد الذي اسكنه.

التقيت بقداسة الانبا المقدس البطريارك الماروني(صبيح بولس بيروتي)، وسألته عن النص الذي يذكر بأن هناك ذبيح على شاطئ الفرات، فمن يكون؟، فنظر إلي مليا ثم قال: لولا انك مسيحية وباحثة في علم اللاهوت وان هذا ضمن دراساتك ما اجبتك على سؤالك، ولكني سأجيب، قال : أولا أن شاطئ النبوءة يمتد طولا على امتداد نهر الفرات من منابعة وحتى مصبه في البصرة، ولكنني استطعت أن احصر منطقة الحدث في صحراء تقع في العراق بالقرب من بابل، الثاني : بحثت ايضا عن تفسير هذه النبوءة فوجدت أنه من تاريخ نزول هذه النبوءة وحتى يومنا هذا لم تتحقق هذه النبوءة إلا مرة واحدة، قلت له : واين المكان ومن هو الذبيح؟ قال : أن النبوءة تتحدث عن شخص مقدس (ابن نبي) وهو سيّد عظيم مقدس اسمه (اله سين )، ولما سألت قداسة الاب بطرس دنخا كبير الاساقفة عن معنى كلمة (إله سين ) قال: أن العرب كانوا في جنوب العراق يقلبون الهاء حاء، فتصبح (الحسين)، هذا هو المذبوح بشاطئ الفرات وهي نبوءة تتعلق بابن نبي مقدس جدا وهو سيكون سيّدا في السماء.

ويُشير الكاتب المسيحي أنطوان بارا، مؤلف كتاب (الحسين في الفكر المسيحي):( إنّني مُنذ زمن إجتمعت مع أحد البطارقة المسيحيين في لبنان فقال لي: (مُنذ زمن طويل وأنا أسمع أنّ المسيح قد تنبّأ بشهيد، ولكنّني لم أعرف من هو، وعندما قرأت كتابك إقتنعت بهذه الفكرة التحليلية السليمة، فالحُسين الشهيد هو المقصود بلا شك)،

يوحنا يخبر عن المذبوح بكربلاء:

فقد جاء في سفر يوحنا باللغة العبرية:

(كي أتا نشحطتا، وي بدمخا قانيتا لإيلوهيم، من كل مشبحا وي لا شون وي كل عم وي گوي، وي إيريه وا اشمع، قول ملاخيم ربيم، قورئيم عوشير وي حاخما، وي گبورها وي هدار كاود وي براخا)

و يعني هذا النص:(إنك الذي ذبحت، وقدمت دمك الطاهر قربانا للرب، و من أجل إنقاذ الشعوب والأمم، وسينال هذا الذبيح المجد، والعزة والكرامة وإلى الأبد لأنه، جسد البطولة والتضحية بأعلى مراتبها).

وفي سفر إرمياء الاصحاح 46 : فما 6 ـ 10: ( أسرجوا الخيل ، واصعدوا أيها الفرسان وانتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح البسوا الدروع . لماذا أراهم مرتعبين ومدبرين إلى الوراء ، وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين ، في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة عند شط الفرات )

وغيرها من النصوص الإلهية التي تؤكد على عمق القضية الحسينية في ضمير الديانات السماوية ومحوريتها ومركزيتها، وهذا ما أثبته الأستاذ المعلم في بحثه (الثورة الحسينية والدولة المهدوية) حيث قال: « أن إحياء ثورة الإمام وامتدادها عبر التاريخ حتى قبل وقوعها وقبل ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) علـى أيدي الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) وعلى يـد خـاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيّه(عليه الـسلام) وامتدادها عبر العوالم في السماوات والأرضين – كما عرفنـا سابقًاً – كلّ ذلك لم يكن إلا من أجل تحقيق الأهداف الإلهيـة التي خُلق الإنسان من أجلها وصدرت الأحكام الشرعية من أجل تحقيقها وتلك الأهداف وتحقيقها جعلـها الله تعـالى مرتبطة ومتلازمة مع ثورة ونهضة الإمـام الحـسين (عليـه السلام)»، ثم بين ارتباطها الوثيق بالدولة العالمية العادلة بقيادة المهدي الموعود ووزيره عيسى المسيح، لأنَّها أسَّست الأسس المتينة لهذه الدولة وأنَّ المهدي هو من سيجني الثمار النهائية لها حيث قال الأستاذ المعلم في نفس البحث: « إنَّ الثورة الحسينية تمثل الأساس الذي تنشأ عليه الدولة المهدوية التي يتحقق فيها تكامل الانسان وسعادته في الدنيا والآخرة، وأنَّ المهدي هو من يجني الثمار النهائية لثورة الامام الحسين من تحقيق الاهداف الالهية في ظل اقامة الدولة الاسلامية العادلة»، انتهى المقتبس من كلام الاستاذ.

وعلى ضوء ما تقدم يتضح أنَّ الثورة الحسينية والدولة المهدوية من أبرز القضايا المشتركة التي تناولتها الكتب السماوية المقدسة بالشكل الذي ينسجم مع التخطيط الالهي المُعد لهذين الحدثين العظيمين الذين يمثلان عصارة الأديان وجوهرها وبشارتها، ولذلك جاء بحث (مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد) الذي طرحه المرجع المعلم- من أجل مواجهة الارهاب والتطرف والالحاد الذي يفتك بالبشرية- ليبين ويثبت بالدليل العلمي الشرعي الأخلاقي وحدة وتوحيد الأديان ، وبيان تصديق كل دين بمن سبقه، وتبشيره بمن بعده، وعدم اختلافها وتنافرها، وأنَّها تدعوا الى العدل والرحمة والسلام والحوار والمجادلة بالحسنى واحترام حرية الراي والفكر والعقيدة، وتفعيل الهدف المشترك الذي نزلت من أجله والمتمثل بإسعاد البشرية، ليغلق الأبواب بوجه من يريد أن يلعب على ورقة المتاجرة بالأديان، والنقاط التي ظاهرها الاختلاف، ومن ثم يوظفها لتحقيق مصالحه الشخصية، واشعال نار الفتن الدينية والمذهبية بين أهل الديانات خصوصا والبشرية عمومًا.

وكان من أهم الموضوعات التي تناولها الأستاذ في بحثه هي:

-عيسى.. محمد..المهدي( عليهم الصلاة والسلام) في بشارة العهدين

-صوت صارخ في البرية.. توبوا..قد اقترب ملكوت السماوات

-قانون التحدي.. والمنهج الوسطي في تقارب الأديان

-العهد القديم، سفر اشعياء: اقرأ هذا، فيقول، لا اعرف الكتابة، نبوءة وتحدي

-الانجيل يصدق التوراة، والقرآن يصدق الانجيل والتوراة

-البرهان والحوار والمجادلة بالحسنى

-من المشرق.. مُحاججة ونصر وخلاص

-الانجيل والتوراة والتحدي بعدم الاختلاف

-الأديان عدل ورحمة وسلام

-تبيان وهدى ورحمة من غير كراهية وترهيب

وغيرها…

الديانات السماوية كلها من أصل واحد.. تدعوا الى العلم والعدل والرحمة والإحسان والأخلاق والسلام.. فأي دين يخالف هذه الثوابت فهو ليس من وحي السماء وانما من وحي الشيطان وجنوده المتلبسين بالأديان وهي منهم براء.