19 ديسمبر، 2024 3:52 ص

1) القتل بالقضاء
بتوصيات من ال سعود و ال زايد ، الايادي الصهيونية و اذرع الحكومة العالمية الخفية في الشرق الاوسط يتم التركيز على مصر و تصفية رجالها . و رجال مصر ليسوا ككل الرجال ، و الامر فيه تفصيل فانا اعرف مصر جيدا تاريخيا و حاضرا و عربيا و قبطيا و ادبيا و فنيا و شعبيا . و هذا موضوع اخر كتبت فيه كثيرا و حتى لانشتت المقال دعونا نركز في عنوانه.
الفرصة سنحت لتصفية رجال مصر -في المرحلة الجديدة و التي هي تكملة للمرحلة الاولى التي بداها عبد الناصر و لكن انذاك لم يكن قد تحمس معه احد من حكام العرب بل كانوا يلومونه او يتوسطون لهم عنده لكن اسياده انذاك كانوا يمنعونه من قبول اية وساطة- اقول سنحت الفرصة الجديدة عند استغفال بعض فئات الشعب الطيب و ترويج خدعة نبذ الاخوان و ما الى ذلك و بمشاركة الازهر او (مشيخة الازهر) -بحسن نية او بغفلة او بقصد “لاندري”-و هذا له مكانة مؤثرة في قلوب المصريين فوضع السيسي على راس الحكم بخطوات مدروسة و متسارعة .
مصر اولا و كما قلت قديما يجب ان يحكمها عسكر دائما ، هذا في عرف القوى المتنفذة في العالم ،لاسباب فصلتها ايضا في موضع اخر . و لقول الحق و دون اغضاب المصريين الذين نحبهم لابد ان نسجل حقيقة اجتماعية معروفة انثروبولوجيا و لمستها بنفسي و لك ان تلمسها جلية في مشاهدات عن مصر و هي ان من طبع الشعب المصري في غالبه تمجيد العسكر و تقريبا منهم من يوصل اصحاب الرتب العليا و المناصب الى حد التقديس حتى تظن انهم يخافونه او يبجلونه و قد كانوا في القديم يعبدونه و هذا متأصل في جانب من طباع بعضهم مما لم يقدر الاسلام او المسيحية على محوه تماما . و قد اشار الله تعالى في القران الى ذلك .
لكن هذا لايغير حقيقة ان في مصر رجال ليس لهم مثيل و هذا معنى قولي رجال مصر ليسوا كالرجال . فعندما يظهر رجال اقوياء يتمردون على المستبد او المستهتر في بلد كالعراق فليس لهم وقع او ميزة كبيرة ،فالعراقيون في طبعهم متمردون فوضويون لا ولاء دائم عندهم لأحد (اقصد العموم لا التعميم) و لايوقرون رتبة او حاكما او زعيما الا اذا احبوه فعلا او بطش بهم بأقسى من الخيال .
اما في مصر فانه و لعموم توقير الحاكم بل العسكري العالي الرتبة بل ضابط الشرطة الصغير في الشارع (هو باشا) ، و قد رايت بعيني شرطيا للمرور و محليا يتجاوز لفظيا على الناس من السواق و الكسبة و الطلبة و غيرهم و يتطاول بيده احيانا ولا يجرؤ على احد على ردعه .و من ابى ذلك على نفسه و استنكر او دمدم بكلمات هاج عليه العامة يعذلونه و يدفعونه ، فلك ان تتخيل الاعلى منه . و المصريون ايضا مفتونون بالمظاهر و ذلك لبساطة عيش اغلبهم . فعندما يرون موكبا لرجل عسكري فانهم يستمتعون بتوقيره و اظهار التبجيل له ، فاستغل هذا الامر كبراؤهم من اصحاب الغايات . و لذلك تجدهم في الانتخابات يجندون من يطبل لهم و يرقص امام اللجان الانتخابية و يسير خلفه ركب كبير من العوام ، و كذا انظر الى الاعلام كيف يؤله الحاكم و ينزهه عن كل خطأ و يجعل من تفاهته و بلاهته كراسا للفلسفة و التنظير .
عودا الى الامر ، فعندما يبرز من بين هؤلاء القوم المطيعين “طوعا” رجال يرفضون الباطل و التفاهة و التجهيل (وهم كثيرون في مصر لاحصر لهم) ، فان المعنيين بتحجيم مصر -اكبر بلاد العرب و المسلمين- يتسابقون الى ابتكار الوسائل و الحيل و الطرق بل و القوانين الدولية و الاتفاقات العالمية لقهرهم او نفيهم او حتى قتلهم ان لزم الامر ، و لا اعتبار عند ذاك لاي دعايات فارغة لحقوق الانسان او الامم المتحدة او تقرير الخارجية الامريكية حول الشرق الاوسط المعروف و المضحك .
انما يجب سحق هذه الفئة من الرجال باي شكل و باسرع وقت -و هذا ينطبق على كل حزب او جماعة او مجموعة سياسية او دينية او حتى ادبية او فنية-حتى لا يجروا معهم الشعب المصري الى الوعي او التاييد ، و هنا النقطة المهمة الاخرى والتي يعرفونها جيدا فان شعب مصر اذا ايد احدا او جماعة بقناعته فلن يقف في وجهه اي جبار و لو كانت امريكا ، فهو شعب عظيم الولاء لوطنه و شخصياته الوطنية . الحقيقي منها و المزيف .
و هنا يبدأ النفي او الحبس او القتل ، و منه الارهاب بالقضاء ، فيتم تلفيق شيء و تصوير المراد تصفيته مع مسرحية ساذجة لاسلحة او وثائق مزورة لتخابر مع جهة ثم يحكم عليهم القضاء “الشامخ” بالقتل اذا لم يكونوا قد هربوا بجلدهم الى خارج وطنهم قبل ذلك ، و يطال التعنيف و التغييب اقرباءهم و عوائلهم .
و امس و بعد التقارب الواضح مع تركيا و لاجل تفربق المصريين لدوام حكمهم لانهم ان اتحدوا لا قبل لاحد عليهم ، و لاعادة الامر الى المربع الاول و الهاء الناس عن الاخفاق في موضوع سد النهضة الخطير التبعات و امثاله من بيع الارض و التعاون مع العدو الازلي ، سارع بن سلمان لزيارة مصر ليلا و بن زايد لمهاتفة حاكمها و على اثرها صباحا حكمت المحكمة بتاييد حكم الاعدام ل 14 رجلا من بينهم رجال اكفاء خوفا من توسط تركيا ايضا للعفو عنهم ان تحسنت العلاقات . و ربما ايضا لافساد ماتحقق من تقارب بين البلدين المسلمين الكبيرين و هذا لايسر عدو (مثل بن سلمان) و لا ينفع صديق (مثل نتانياهو) ، و لله امر مصر و رجالها الافذاذ المغدورين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات