27 ديسمبر، 2024 2:38 م

قتلى تخفيض قيمة الدينار أضعاف قتلى حريق مستشفى إبن الخطيب

قتلى تخفيض قيمة الدينار أضعاف قتلى حريق مستشفى إبن الخطيب

قتل حريق مستشفى إبن الخطيب بصورة بشعة العشرات من الراقدين فيه و المرافقين لهم و لذلك كان رد الفعل عالياً ضد الطبقة الحاكمة الماسكة بزمام السلطة، بينما لا يوجد أي رد فعل على قتلى تخفيض قيمة الدينار الذين تتزايد أعدادهم بإستمرار و تبلغ أضعاف قتلى حريق مستشفى إبن الخطيب و ذلك لأنهم يقتلون بعيداً عن الأعين و عن الضجيج.
مريض السكر يحتاج و بصورة مستمرة إلى الكشف الطبي لوصف العلاج المناسب و يحتاج بصورة مستمرة إلى قياس مستوى السكر في الدم لمراقبة تأثير العلاج الطبي على المرض و يحتاج إلى تناول الأدوية اللازمة للعلاج. و بطبيعة الحال فإن كل هذا يحتاج إلى المال لتغطية أثمانها، و كلما قلت الأموال المتوفرة عند الشخص المريض زادت خطورة تأثير المرض على حياته و التي غالباً يؤدي إلى قتله. و هنالك أمراض أخرى أكثر خطورة على حياة الإنسان بفقدان الأموال اللازمة لتوفير التغذية المناسبة و العلاج الطبي اللازم مثل السرطان الذي يحتاج علاجه إلى أموال طائلة.
عندما كان سعر الدولار يساوي 1190 دينار كانت هناك شريحة من الناس يعانون من الفقر و توابعه، من مثل صعوبة الحصول على الغذاء المناسب و صعوبة الحصول على الخدمات الطبية و الأدوية اللازمة و الذي يؤدي بالعديد منهم أن يفقدوا حياتهم و التي ما كانوا يفقدوها لو كانت لهم الأموال الكافية. و بعد رفع سعر الدولار إلى 1450 دينار أصبحت تلك الشريحة في خبر كان، و أصبحت شريحة أخرى من الناس يعانون من الفقر و توابعه مثل الشريحة التي سبقتهم و التي أصبحت في خبر كان.
إن الموت مصير كل الناس لقوله سبحانه و تعالى “كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (القصص 88) و لكن ليس بسبب السكوت عن الفاسدين الذين يسرقون أسباب حياة الناس في الغذاء و الدواء لقوله سبحانه و تعالى “وَ مَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَ أَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود 117).