22 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

قتلـى مكـة والصـراع الايرانـي السعـودي

قتلـى مكـة والصـراع الايرانـي السعـودي

في اكثر بقاع الارض قدسية وحرمة وخشوع تساقط المئات من حجيج مكة هلكى الموت في حوادث مروعة ومثيرة للجدل تنوعت مابين سقوط رافعات الحديد وصخور ضخمة انتهاءاً بفاجعة مشعر منى التي تدافع فيها آلاف الحجيج بشكل غير مبرر مخلفة افواجاً من القتلى.
وهل هنالك ما يدعو الى الاستغراب ؟ ألم يبلغنا الله سبحانه وتعالى ان الانفس انما هي رهن قضاءه وقدره وما تدري بأي ارض تموت خصوصاً اذا ما علمنا ان شريحة الحجاج هم الاكثر ايماناً وتسليماً لارادة الخالق الواحد القهار. موسم الحج هذا العام وما رافقه من حوادث مروعة اصبح مادة اعلامية دسمة تناولتها اغلب القنوات الاخبارية بشكل غير مهني وبعيداً عن واقع الامور واضفت عليها صبغة طائفية مقيتة وابعاداً سياسية لا هدف لها سوى اثارة فتنة طائفية في هذا الوقت الحرج. ما حدث في الحرم المكي المقدس وفي مناطق اخرى وما شاهدناه في التلفاز من مشاهد مؤلمة قد تحمل في طياتها رسالة مفادها ان لا حصانة الهية لمكة او لغيرها من الاماكن المقدسة. ومن يدري فقد يكون في موت هؤلاء حكمة ربانية يتحتم علينا نحن معشر المسلمين الايمان بها والاتعاظ منها ولا اعتراض على حكم الله سبحانه وتعالى.
   كم هي مضحكة ومثيرة للسخرية تلك التأويلات السخيفة الساذجة التي لاتجد لها مكاناً الا في عقول المتخلفين والبلهاء الممتلئة بعقائد وموروثات بالية. يصيح احدهم وقد برقت عيناه من فرط الايمان والتقوى ان الرافعة اثابها الله ابت ان تبقى واقفة منتصبة وانتفضت على هذا الوضع المهين وهمت بالسجود فوق رؤوس المصلين حباً وتزلفاً الى الله. اما الصخور الضخمة المتهاوية فهي تبدو في نظر البعض لعنة من الله وعقوبة الهية بحق ما اقترفته الايادي الاثيمة من حكام العرب بحق شعوبهم وابناء جلدتهم, او انها استجابة من الله وتلبية منه لمن كان يتمشدق في طلب الموت ونيل الشهادة فهنيئاً لهم ماكانوا يتمنون.
   اما ما حصل في مشعر منى فهذا مرده (كما يقول البعض) الى التخبط وسوء التنظيم وعدم الاكتراث بحياة البشر مما جعل البعض ينهالون بما طاب لهم من سباب وشتائم على الحكام من آل سعود ومجموعة بن لادن والوهابية … الخ.
   هنا اقف لاقول ان الحقيقة هي كالهرم ثلاثي الاوجه وجميعنا يرى منها جانباً واحداً وهو ذلك الجانب الذي يتناغم مع ما تستهويه نفسه وعقله من رغبات مكبوتة وعقد نفسية كامنة في اعماق العقل الباطن فنراه على حين غرة يطلق العنان من حيث لا يشعر لتأويلات وأراء سخيفة ما انزل الله بها من سلطان وكل يغني على ليلاه للاسف الشديد.
تعقلوا ايها المؤمنون وتوجهوا بالدعاء بنية صادقة لمن مات بالرحمة والغفران واجركم على الله.

أحدث المقالات