22 ديسمبر، 2024 11:43 م

افادت وكالة الانباء ان المرأة التي اقدمت على جريمة بشعة حيث رمت بطفليها في نهر دجلة من اعلى الجسر قبل عدة اشهر قد حكم عليها بالإعدام لمرتين .
هذا هو السياق كل جرم يقابل بعقوبة ولما كانت تلك المرأة قد قتلت طفلين بريئين كان من المفترض غريزيا ان تكون هي من يحميهما ويمنحهما الرعاية كونها امهما فقد حكم عليها بأن ينزل بها القصاص لمرتين ربما كان هذا امر يحدث للمرة الاولى ليس في بلدنا فحسب بل ربما في البلدان الاخرى مع العلم ان هناك احكاما بالسجن لمدة تزيد على القرن او اكثر بحق المدان وهذه المدة التي لا يمكن ان يعيشها الفرد تعكس طبيعة الجرم المدان به إذ تحرم قوانين تلك الدول عقوبة الاعدام .
الاعدام لمرتين …والقاتلة (ام)لا أظن بطبيعة الحال انها كانت تعي ما تفعل وليس من المستبعد انها فعلت ذلك وهي واقعة تحت تأثيرات مختلفة منها الاجتماعي والاقتصادي والعائلي والاكثر من هذا تأثير ما قد يكون من متناول الادوية التي تذهب بالعقول وتذهل عن الارادة فهي لم تخطط للقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد ومما يثير القلق ويبعث على التساؤل ان هذه الحالات اضحت تحدث كثيرا فهناك ولد يقتل اباه وابنة تقتل امها وزوجة تقتل زوجها وزوج يقتل زوجته واولاده اضافة الى حالات الانتحار لأشخاص مختلفين وفئات عمرية مختلفة بين صغار وكبار نساء ورجال وهذا امر يتطلب الدراسة الوافية ووضع الحلول المناسبة لتلافي مثل هذه الويلات.
الحكم بالإعدام لمرتين للمرأة التي قتلت طفليها.
ترى متى يحاكم من يقتلون الناس من خلال تأجيج الحروب الطاحنة التي يروح ضحيتها الالاف والملايين …ترى لو تمكن القانون من اولئك …كم مرة سينزل بهم القصاص…؟
…………….
رأيتهما يقفان وسط المروج وجهيهما يشعان بنور كأنه الشروق كانا رغم صغرهما يتلوان آيات الكتب السماوية ويتوشحان بوشاح ابيض كأنه الغمام يلوحان بأيدهما لطيور الجنان.
تقدمت منهم اريد محادثتهم فاسدل بيننا ستار ,كان هناك صوت ينادي ,هذا ستار بين الحياة والموت .
امرني بنبرة عالية مكانك ,ليس ابعد من هذا…ليس ابعد من هذا…
بقيت لحظات انظر عبر الستار وابعث بكلماتي للطفلين عبر الاثير
سألتهم …كيف انتم…؟اجابوني بأنهم عند مليك مقتدر…
هنا لا موجب للسؤال …عند مليك مقتدر…وفي نعيم مقيم….
عذرا …سامحوني…هكذا تكلمت واضفت هل تذكرون كيف جئتم الى هذا النعيم…؟
ارتسمت على وجهيمها ابتسامة كأنهما ملكين متوجين بأكاليل اللؤلؤ والمرجان ثم طفقا يتحدثان قائلين………..
كنا نسير برفقة امنا الحنون …نفوسنا مطمئنة الى دفئ مشاعرها وفيض عواطفها وان كانت تتكلم غاضبة كأنها تقاوم اشخاصا وتحاكم اخرين وتخاصم اهلنا فتتوعدهم قائلة عنهم انهم آلموها وما انصفوها …
كانت دموعي تنحدر على وجنتي ولكني كنت اغالب عبراتي كيما يبدو صوتي طبيعيا خوفا على الطفلين من الحزن.
وبعد ماذا جرى…؟
في بقعة محددة على الجسر كان وقوفنا ومن هناك رمينا ….واجهنا ريح عاصف هوت بنا الى النهر وحين ابتلت اجسامنا شعرنا بيد حانية تحملنا وتأتي بنا الى هنا …الى النعيم المقيم.
هنيئا لكما النعيم المقيم …هنيئا
لم يدعاني اكمل عبارتي اذ تكلما معا بصوت كأنه رفيف فراشات يعبق بعطر الزهور …
قالا اننا بخير وان اشتاقت نفوسنا لمن احبونا في الدنيا واكرمونا وحنو علينا
اننا نحبهم جميعا وندعو لهم بالخير.
واوصوني بوصية قائلين…:
دعائنا ان يحيا الجميع بسلام …ان تتعافى النفوس المحطمة وتنجو الارواح من العذاب وتطيب القلوب الجريحة وتجبر الاجنحة الكسيرة .
لم استطع ان اقول كلمة اخرى بل رأيتني ادعو دعائهما واتمتم
دعاء ان يحيا الجميع بسلام …ان تتعافى النفوس المحطمة وتنجو الارواح من العذاب وتطيب القلوب الجريحة وتجبر الاجنحة الكسيرة.
اللهم آمين …اللهم آمين…أللهم امين يا رب العالمين
هنا اشارلي وبنبرته الحادة قائلا وأمرا …أذهبي فقد انتهى اللقاء …لم اعد ارى غير الفضاء الذي رأيتني اسير عبره كأنني طائر مهاجر.