18 ديسمبر، 2024 11:51 م

قبيل الانتخابات قراءة في التسقيط السياسي بالمشهد العراقي

قبيل الانتخابات قراءة في التسقيط السياسي بالمشهد العراقي

ما ان اقتربت الانتخابات حت اشتعلت لعبة التسقيط السياسي التي باتت لعبة الكبار في اسقاط خصومهم الم شحين للانتخابات القادمة – التسقيط السياسي موجود في الكثير من البلدان التي تشهد اجواءاً ديمقراطية، لكن في العراق يصل الى درجة التحدث عن امور لا تليق بالعملية السياسية وبالعمل السياسي التسقيط السياسي في العراق وصل الى درجة لا تليق بالعملية السياسية- وقد دعى العبادي مرارا جميع السياسيين الى الكف عن لغة التسقيط السياسي فهي لاتخدم الا العدو، وتشوّه سمعة بلدهم امام العالم مؤكدا ان العراق يحتاج اليوم الى تحالف واسع لتقليل المناكفات والتسقيط السياسي،
ومن المفروض سياسيا واخلاقيا هذا التسقيط يجب أن ينتهي، وتصبح العملية السياسية ناضجة بحيث لا يتم اللجوء الى مثل هذه الأساليب والوسائل، كل كتلة وكل حزب لديه الحق بقول ما يشاء في إطار العملية السياسية الديمقراطية، لكن الخلاف والصراع سيشتد كلما اقترب موعد الانتخابات ومن المبكر الحديث عن دعم شخص محدد”، لافتا الى أن الكل سينتظرون نتائج الانتخابات وعدد المقاعد التي ستحصل عليها الكتل
يقول الفيلسوف الفرنسي “جوستاف لوبون” ( 1841- 1931) صاحب كتاب (سيكولوجية الجماهير) الذي يذكر فيه الخصائص الأساسية للفرد المنخرط في الجمهور وهي ” تلاشي الشخصية الواعية، هيمنة الشخصية اللاواعية، توجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض والعدوى للعواطف والأفكار، الميل لتحويل الأفكار المحرض عليها الى فعل وممارسة مباشرة، وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه وإنما يصبح إنسان آلي ما عادت إرادته بقادرة على ان تقوده
التسقيط السياسي يعرف بالقاموس السياسي بـانه السلوك السياسي المريض الذي تتبعه جماعات السلطة لتصفية الحسابات فيما بينها لتعود مرة أخرى للواجهة من اجل نيل ثقة المواطن وبالتحديد قبيل موسم الانتخابات لتجني ثماره عند صناديق الاقتراع. كما ان التسقيط له علاقة وثيقة بالدعاية السياسية التي هي عبارة عن فن تزييف الحقائق والوقائع، الغرض الأساسي منه التأثير على عقول الناس وسلوكهم العام بما ويتناسب مع مصالح ورغبات هذه الجماعة أو تلك، فالتسقيط السياسي يحمل وجهتين احدهما تحمل جانب من المصداقية فيما يبث ويروج من خلاله، إما الوجهة الأخرى فهي تفتقر إلى المصداقية وبالتالي يصبح دعاية سياسية بما يحمله من حقائق وأخبار رخيصة وكاذبة.
ان المتابعين والمراقبين اليوم يجدون عبر وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك، التليكرام، الواتساب والفايبر ، تويتر) انها أصبحت اللاعب بل المحرك الرئيسي لللمنافسين من وسائل الإعلام الأخرى في الوصول إلى كل مواطن ودون عناء وتكلفة- ويرى البعض ان «المنابر الإعلامية ليست هي المكان المناسب لإطلاق الاتهامات جزافاً والتهجم على الشركاء في العملية السياسية، وإنه في حالة توافر ما يدين مرشحا بعينه، فإن القضاء هو الفيصل والحكم، ومن حقه وحده أن ينظر في ذلك ويصدر الأحكام المناسبة فمثل هذه التصريحات والاتهامات المرفوضة من شأنها أن تتسبب في تعكير صفو العلاقات التي تربط أطراف العملية السياسية في وقت نحن بأمس الحاجة فيه إلى التضامن والتلاحم للشروع بالجهاد الأكبر لإعمار ما دمره الإرهاب وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة
ونحن لنا خياراتنا نحن أيضاً، لأننا في حال اعتبرنا الجميع غير صالحين وفاسدين، فهذا فيه ظلم كبير، لأن هناك من حاول أن يعمل وربما هناك من نجح -ومن الله التوفيق