23 ديسمبر، 2024 6:16 ص

قبيلة بيديلي التركمانية الاوغوزية

قبيلة بيديلي التركمانية الاوغوزية

لمحة قصيرة عن التركمان وتاريخهم
التركمان أو الترك هم أقوام هاجرت من أواسط آسيا باتجاه منطقة الأناضول وشرق المتوسط، وينحدرون جميعهم من قبيلة “الأوغوز” التركيَّة نسبة إلى جدهم الأكبر “أوغوز خان”، ويقدر عددهم في سورية بـ 500 ألف نسمة, حسب أرقام عام 1997م, ويتكلَّمون اللُّغة التركية العثمانيَّة بالإضافة للعربيَّة، وبسبب الاختلاط مع الأغلبيَّة العربيَّة في سورية أصبح هناك نسبة كبيرة من التركمان يتحدثون اللغة العربيَّة فقط، وخاصة من يقطنون المدن الرئيسيَّة
وينتشر التركمان بشكل عام بالإضافة للمدن الرئيسية مثل اللاذقية منطقة باير بوجاق وكذلك في حمص وحماه ودمشق والجولان ودرعا وادلب والرقة وطرطوس حيث هناك بعض القرى وكذلك في مناطق تل الابيض ومنبج والباب وحوض الفرات والبليخ، حيث جرى إسكان جموع قبيلة “بيديلي” ، وكذلك جماعة “بوز أولوس” في الأنحاء الممتدَّة من تل أبيض إلى ضفاف نهر البليخ، ومن عين العروس وصولًا إلى مدينة الرقة، حيث مع مرور الزمن تراجعت أعداد التركمان شرق الفرات، حتى تم استيعاب من تبقى بشكل كامل ضمن ثقافة المنطقة ، وغلب عليهم الطابع العربي حتى استعرب قسم منهم في الرقة والمدن الوسطى وفي دمشق ودرعا .
اذا تحدثنا عن سياسة الإسكان التي أعقبت عصر تأسيس الإمبراطورية العثمانية وعصور التوسع والانتشار حيث برزت سياسة الإسكان كنتيجة فرضتها الظروف ,فمن أهم التغيرات التي طرأت على الإمبراطورية العثمانية ان الاضطرابات الاجتماعية ذات الاسباب مذهبية أو إدارية أو معيشية بسبب الجفاف هدمت القرى وشتت الفلاحين الذين يشكلون القاعدة الأساسية للبنية الداخلية للمجتمع وكان أهم مايهم الدولة العثمانية المعتمدة أساسا في اقتصادها على الزراعة والرسوم التي تجنيها من الفلاحين والزراعة لكن هؤلاء الفلاحين الذين ما عادوا قادرين على الزراعة نتيجة تخريب أراضيهم خرجوا من دائرة المنتجين دافعي الرسوم وامام هذا الخطر وجدت الحكومة نفسها وجها لوجه امام مسلة إسكان داخلي وكانت إحدى التدابير المتخذة لإعادة أعمار القرى هي المباشرة بتوزيع القرى وذلك بإعطاء القرية لمن يطلب تعهدها شريطة ان يجلب سكانا من خارج المنطقة لاستيطانها وأعمارها واستصلاحها وإعادة استثمارها زراعيا كما نلاحظ ان سياسة الإسكان العثمانية في القرن السابع عشر كانت تهدف إلى إعادة تعمير البنية الداخلية.شيدت معظم القرى التركمانية اما بجوار طريق الحج وذلك لحماية طريق الحج من قطاع الطرق واللصوص حيث كان البدو يشنون غارات سطوٍ على قوافل الحجاج والتجار , أو في الثغور والاماكن المواجهة لصد الغزوات البدو من الصحراء لمناطق الحضر من الريف والمدن وكما تم اسكان التركمان أيضا في المناطق ذات الاضطرابات المذهبية الثائرة ضد الحكم العثماني السني .في سنة 1690 بدأت السلطة العثمانية سياسة إسكان العشائر التركمانية من فروع بيديلي التركمانية والعشائر الكردية الرحّل، وكانت مناطق شرق شمال وشرق سورية وكذلك جنوب سورية من بين المناطق المستهدفة في عملية الإسكان، وكانت الأسباب الموجبة لسياسة الإسكان عديدة ، منها: أحياء الأرض، تخفيف الضرر على المزروعات التي تحدثها التنقلات للعشائر الرحل، كما كانت بعض المناطق مثل (الرقة) تعتبر منفى للقبائل التي تتسبب في احداث “شقاوات” وفق الوصف الملازم لأحداث الاضطراب التي تحدثها هذه القبائل.
وأن التركمان في سورية لا تختلف عن التركمان في العراق من حيث التاريخ والثقافة واللغة والتشكيلات القبلية، وقد هاجرت أعداد كبيرة من قبائلهم في فترات متباعدة إلى إيران وتركيا وإلى المشرق العربي , ولأسباب كثيرة حيث أننا نجد تركماناً في العراق وسوريا وتركيا ومصر وليبيا والأردن وغيرها من الدول, واستعرب معظمهم وبالاخص من هم في التجمعات الصغيرة وفي المدن وبالمقارنة فقد استطاع التجمعات الكبيرة المحافظة على اللغة والانتماء التركماني كما في شمال حلب وشمال اللاذقية وبعض القرى المنتشرة على أطراف حمص وبعض القرى في لبنان على حدود محافظة حمص , حيث يرد قدوم قسم من التركمان إلى المنطقة ما قبل العثمانيين بقرون عديدة ،ويعود بالضبط إلى أواخر القرن السابع الميلادي ،عندما اندفعت القبائل التركمانية من موطنها في تركستان وسط آسيا.وأن المراجع التاريخية ترجع زمن هجرة التركمان إلى شرق المتوسط إلى أواخر القرن السابع الميلادي، حيث اندفعت القبائل التركمانية بفروعها المختلفة من موطنها في سهول تركستان وسط آسيا غربا باتجاه شرق المتوسط ،وأخذت تستقر في العديد من المناطق ذات التماس بين الدولة العربية ـ الإسلامية والدولة البيزنطية وأماكن الثغور من شمال العراق وحتى شمال آسيا الصغرى.
ان أغلب الإسكان الذي تم شمال سورية وغربها فمعظم عشائر التركمان نقلت من أماكن ومواقع سورية أخرى أي ان العشائر التركمانية سورية قديمة أقدم من دخول العثمانيين إلى سورية بمئات السنين منذ بدايات القرن الثالث عشر ولم تات مع العثمانيين في القرن السادس عشر ولم يات بها العثمانيون من الاناضول كما يظن البعض خطا هناك بعض العشائر التركمانية التي اتى بها العثمانيون لكن أغلب هذا البعض هرب أيام الحكم العثماني وعاد إلى حيث اتى فتركمان حلب وتركمان يني ال كانوا يخرجون للرعي صيفا في أراضي ارابكير جانيك ديفريكي بوزاوق جوروم اماسيا سيواس بينما كانوا يقضون الشتاء متنقلين في أنحاء بلاد الشام وتركمان بوز أولوس الشعب الاغبر كانوا يمضون الصيف في دياربكر وارضروم عند منابع الفرات وينزلون لقضاء الشتاء في البادية الممتدة من جنوب ماردين وحتى ديرالزور وتركمان سللورية كانوا يقضون الصيف في جبال لبنان وينزلون لقضاء الشتاء في واحة تدمر وهذا كله قبل العثمانيين وقد اندمج التركمان في الحياة العامة للدولة العربية ـ الإسلامية بعد اعتناقهم الإسلام دينا لهم، وانخرط عدد كبير منهم في جيش الدولة ،وهو الأمر الذي مهد لهم فيما بعد ،وخاصة في العهد العباسي لأن يلعبوا دورا مهما في بعض المراحل السياسية.كما تبوأت شخصيات منهم مناصب رفيعة في الدولة، وبرز منهم كثير في قائمة النخبة العليا في تاريخ العلم الانساني والفكر الاسلامي وبالاخص في الفترة المملوكية , شهد غزارة في عدد العلماء المسلمون ومعظمهم من العنصر التركي .
وشارك التركمان في الدفاع عن بلاد الشام أثناء الحروب الصليبية دفاعاً مميتاً حتى وصف تلك الحروب بحروب الفرنج والتركمان ولو لا دفاع التركمان لهذه المنطقة ضد الصليبين لما بقيى العروبة والاسلام في سورية ولبنان لغاية يوما هذا ,فالتركمان معروفين بفروسيتهم وشجاعتهم، بدأ وجودهم كعنصر حاكم بالدولة الطولونية والسلاجقة والاتابيكية الزنكية والمملوكية التركمانية والاميراطورية العثمانية لغاية عام 1918 .
قبيلة بيديلي التركمانية الاوغوزية
هي احدى قبائل الاغوز ال الاربعة وعشرون وهم ابناء اغوز خان جد كل القبائل الاربعة وعشرون وبي ديلي ابناء الجد السابع يلدزخان حسب ماورد في كتاب ديوان اللغات لمحمود كاشغري .وتعني كلمة بي ديلي حسب كاشغري كبارعزيزالنفس الى ان اخد معناه الاخير لغة البيك ومع ذلك ، اليوم لا يمكن تحديد معنى بي ديلي بدقة.
بيديلي الاسم هو كلمة مركبة تتكون من الباي واللغة . كما هو الحال في قبائل الاغوز الاخرى ، بين القرن الرابع عشر وحتى القرن التاسع عشر ، لم يكن اسم قبيلة بيديلي شائعًا . ومع ذلك ، فمن المؤكد أن فرعًا مهمًا منهم لعب دورًا في إنشاء دولة السلاجقة وشارك في غزو الأناضول. وما فروع بي ديلي الذين لم يشاركو في الفتح السلجوقي هم الذين هزموا السلطان سنجار السلجوقي في هوراسان ومن ثم هاجروا إلى أذربيجان وشرق الأناضول ثم إلى سوريا بعد الغزو المنغولي.
كانت هجرة قبائل بي ديلي مع القبائل الاوغوزية التركمانية احفاد اوغوزخان من فرع بوز اوق في القرن العاشرمن سهول واواسط اسيا منطقة خراسان حيث وكان لها دورا كبيرا مع شقيقتها قبائل القنق الذين اسسو الدولة السلجوقية وشاركوا في قسم تلك الفتوحات والمعارك التي خاضوها مع سلجوق بن تقاق الى عهد الب ارسلان وابنه وملكشاه حيث لعبوا دورا مشرفا في معركة ملاذ كرد الشهيرة .
بعد وفاة السلطان ملكشاه انقسمت دولة السلاجقة الى عدة دويلات دولة في فارس وخراسان وفي الشام والعراق ودولة سلاجقة الروم في الاناضول .طبعا هذه الانقسامات ادت الى ضعف الدولة السلجوقية ومهدت الى اقامة الدولة الخوارزمية التي اسسها قبائل بي ديلي التركمانية وعاصمتها قونا ومن ثم سمرقند واصبحت دولة ذات شان عظيم حتى ظهور المغول الذين بدأو بالهجمات ضدهم اضطرت قبائل بي ديلي بعد معاركهم الطاحنة مع المغول وانهيار دولة خوارزم الى الهجرة الى مناطق بلاد الشام وشمال العراق وهنا انضمو الى قبائل الاق قوينلو وساهمو معهم بتاسيس دولة الاق قوينلو ولعبو دور كبير في محاربة جيوش المغول وصد تقدمهم تجاة دولتهم واصبح لهم شان عظيم في المنطقة الممتدة من الاناضول وصولا الى شمال سوريا والعراق حيث كان تعدادهم اكثر من اثنى عشرة الف خيمة. وكان لهم معارك كبيرة في التاريخ بحربهم مع قبيلة قرة قوينلو التركمانية الذين اسسو دولة في مناطق ديار بكر وما حولها وكانت منافسة لدولة الاق قوينلو وجرت بينهم وبين قبائل بي ديلي معارك عديدة عبر مراحل تاريخية مختلفة ولاسباب عديدة .
يذكر في تلك المرحلة كانت هناك اربع دول تركمانية دولة الاق قوينلو وهي في شمال العراق والموصل وشرق الاناضول ودولة قرة قوينلو في مناطق ديار بكر ووسط الاناضول ودولة قرة مان اوغلولار في مناطق قونيا واكسراي وصولا الى سواحل البحر المتوسط طبعا الدولة الاكبر والاقوى كانت الدولة العثمانية من قبيلة قايي التركمانية وهي مناطق شمال وغرب الاناضول الى بحر ايجا وامتدادا الى اوربا الشرقية وفي بداية القرن السادس عشر توجه احفاد اوغوزخان واحفاد سليمان شاه العثمانيون لفتح مناطق الاناضول وبلاد الشام ومصر والى الشرق العراق ومناطق اذربيجان الشمالية والجنوبية وبمشاركة مع القبائل التركمانية في تلك الفترة ومنها قبيلة بي ديلي بالزحف مع الجيش العثماني احفاد قبيلة قايي التركمانية على جبهات كثيرة منها جبهة العراق واذربيجان ومعاركهم ضد الصفويين واشهرها معركة كالديرون ومعركة مرج دابق ضد دولة المماليك لما يعرف عنهم الشجاعة ورباطة الجاش في القتال يذكر بعض الرويات ان جزء بسيط من قبائل بي ديلي كانوا قد انضمو الى دولة الصفويين بمحاربة العثمانيين .وفي نهاية القرن السابع عشر وباغراءات من الشاه الصفوي ومضايقات من الدولة العثمانية وخوفهم من تاسيس كيان مستقل لهم في المنطقة وبسبب الخلافات بين بعض فروع قبائل بي ديلي فيما بينهم وبسبب ظروف الطبيعية القاسية والقاحلة وصداماتهم المستمرة مع القبائل العربية في تلك المنطقة كانت السبب في هجرة بعض القبائل بي ديلي التركمانية بحدود الاربعين الف خيمة الى بلاد خراسان بقيادة زعيمهم التاريخي انذاك فيرز بيك ولعب دورًا في إنشاء الدولة الصفوية وبقي القسم الاكبر من قبائل بي ديلي التركمانية بينما بقي آخرون في منطقة يني ايل اي المنطقة الجديدة في مناطق حلب وحمص وحماه وعنتاب واورفا وريف الرقة واحفادهم موجودون الى هذا التاريخ في هذه المناطق ومحافظين على لغتهم وعاداتهم التركمانية مع استعراب الجزء القليل منهم في منطقة الرقة تل الابيض.تولى الكثير من قادة بيديلي مناصب عالية في ظل إدارة الدولة الصفوية في عهد شاه طهماسب. كذلك في عهد عباس الأول ، أصبح زينال بك ، الذي كان على رأس هذه القبيلة ، وصل الى مرحلة الحاكم العام ومن ثم منصب القائد العام في زمن شاه صفوي. استمر نفوذ قبائل بي ديلي التركمانية حتى القرن الثامن عشر، في إدارة الدولة الإيرانية. بعد هذا القرن ، اختفت آثارهم ونفوذهم تدريجياً في الدولة. في القرن نفسه ، بدأت مجموعات قبائل بيديلي في الاستيطان والعيش في منطقة أذربيجان. اليوم ، لا تظهر في الجغرافية والتضاريس الإيرانية الوحدات والمجموعات الاستيطانية التي تحمل اسمقبائل بيديلي التركمانية ، تم طمس كل المعالم التاريخية لهذه القبيلة التركمانية في ايران الفارسية مع الاسف. الان توجد منطقتان مستوطنتان تسمى بيديلي في أراضي جمهورية أذربيجان الحالية.
في عام 1520 تم توثيق توزع تركمان بيديلي على أنها تتكون من ثلاث تجمعات باكير بي راعي الفرسان بي وكذلك يالفجو اوغلو عبدي بي. ويلاحظ أن قبائل بيديلي التركمانية، التي تم تسجيلها بين اعوام 1525-1530على أنها كانت تتكون من ثلاثة وأربعين جماعة ، وتسعة وثلاثين جماعة في عام 1536 ، وستة عشر جماعة في عام 1552 ، وتسعة وستين جماعة في عام 1570 ، يبلغ عدد سكانها حوالي 1000 أسرة في ذلك الوقت .من أهم هذه الجماعات كانت قره جولو بوز قوينولو وكذلك قوزوجوكلو وبلابانلو وطاش باشلو وديملوكلو وكذلك اولاشلو وطاطالو .
كانت أهم هذه القبائل مثل كاراكالو والأكراد وبوزكويونلو وكوزوكوكلو وبالابانلي وتاس باس وديملك لو وأولاسلو وتاتالو. كان من الملاحظ ان تركمان بي ديلي بوزأولوس في الانحاء الممتدة من سهول حلب تل أبيض وعين العروس على ضفاف نهر البليخ، وصولاً إلى مدينة الرقة ودياربكر ان عدد سكانهم في هذه المنطقة كانت كثيفًا وكان لديهم عددًا كبير من الخيول والأغنام والإبل ترعى في سهولها .
أقدم الإمبراطورية العثمانية في عملية إسكان العشائرالتركمان الرحّل في لواء الرقة، يعود إلى شهر كانون الثاني سنة 1691م، حيث تم إسكان جموع قبيلة بي ديلي التابعة لقصر اوسكودار من طائفة التركمان الكبرى. تقرر أن تخصص لهم اراضي زراعية وأماكن إقامة، وأن يدفعوا للجانب الميري خُمس أوسبع المحصول الذي تنتجه الأرض التي يزرعونها بحسب جودتها، شريطة أن يتصدوا لغارات القبائل العربية وولصد هجوم سائرالأشقياء من تركمان وأكراد ويردوا خطرهم ويحافظوا على أمن وأطمئنان الأهالي كما يحظر القرار أن يخرجوا مع مواشيهم إلى المشاتي أو المصائف ويكتفون باخراج الرعاة وهم مجبرون أن يبقوا صيفاً شتاءً في أماكن سكنهم .تم تضمين اسكان العشائر في هذه المنطقة من فرع بيديلي التركمانية حوالي 1069 أسرة تركمانية في منطقة يني ايل اي المنطقة الجديدة في سهول حلب والرقة .
بين اعوام 1690-1691 تم اعطاء اوامر اسكان العشائر التركمانية من فرع بي ديلي في منطقة من اقجة قلعة وعلى ضفاف نهر بليخ حيث تم اسكان 500 خيمة من قبيلة بكمشلي التركمانية و600 خيمة من قبيلة قرة شيخلي و600 خيمة من قبيلة بوز قوينولو ومجموعات اخرى من بوز قوينولو 200 خيمة و 500 خيمة من قبيلة ديملك لو . في هذه المرحلة كان يراسهم فيرز بك من قبيلة بوزكويونلو ، وابنه شاهين بك ، وشقيقه كينان بك ، وقورت بك .من لبن قبائل بي ديلي الذين امروا بالاسكان في سهول حلب والرقة قبائل تاتالو وقازلي وبالابان وعرابلو وتاشباشلو وسينجانلو وغونيش وبكمشلي .
في واقع الأمر ، يُرى أن بعض القبائل بيديلي التركمانية تم اسكانهم في يني ايل او المقاطعة الجديدة في سهول حلب والرقة تم في عام 1702. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن قبائل بيديلي التركمانية الذين تم اسكانهم في منطقة الجديدة يني ايل وحلب أدت القبائل بيديلي خدمات مهمة في النقل الذخائر في حملة بغداد عام 1683.
قبائل بيديلي التركمانية ومنهم بكميشلو ، هاج علي ، غونش (غونش أوباسي) ، قرة شيخلي، عرابلو ، تورون ، قازلي ، قاديرلي ، بايندرلي و سيريتلي الذين تم اسكانهم على ضفاف نهر بليخ في القرن تاسع عشر كانت مبعثرة فيما بينها لاسباب عديدة ولكنهم ستقروا في مناطق وسهول غازي عنتاب ، أورفا ، نزيب ، كاركاميش ، أوغوزلي وكيلس فيما بعد ومازالو موجودين في تلك المناطق الى يومنا هذا. طبعا بقي قرى بيديلي التركمانية الان مثل قرية جورتان ، وقرى تيليلي من قبلية عربلو اوباسي وقرى قبيلة بكميشلو هاج علي اوباسي طاشلي هيوك وقرية مهريبان ميرخا بلوى وقرية أغداش ، وهواهيوك وميرزا وكربجله وخليصه ووكذلك قبيلة قازلي ، وغونش بايراقدار ، وقادرلي ، وهاج محلي ، وحيدرلي ، وجلبي وقره شخيلي كلهم بقوا داخل حدود سوريا الحالية.
وبعد خروج الأتراك العثمانيون من البلاد العربية عقب الحرب العالمية الأولى (1914-1918) حيث استمر وجودهم في مجتمعاتهم ،مؤكدين حقيقة الانتماء إلى الكيانات الوطنية التي ظهرت في المنطقة ، وقدمت هذه القرى التركمانية خدمات رائعة في حرب الاستقلال تركيا ومحاربة الاستعمار الفرنسي حيث لعب التركمان من أبناء قرى حلب بقيادة كال محمد مصطفى باشا وابن عمه احمد نبغله من قبيلة بكمشلو هاج علي اوباسي وكذلك نويران أوغوز وتركان بولاد دشو من قبيلة عربلو اوباسي وقادة اخرين امثال عبد المجيد اغا،وقادة تركمان اخرون في الشمال السوري حيث كان لهم دوراً مشرفا في مقارعة الاحتلال الفرنسي على جبهات عديدة في الشمال السوري , منها جبهة الساحل جبل التركمان حيث كان لتركمان منطقة باير بوجاق بقيادة البطل الزعيم نورس سوخطة (نوراز آغا) نضالا مشرفاً الى جانب نضال التركمان في منطقة الجولان الحبيب بقيادة عيد أغا وجماعته ضد الاحتلال الفرنسي ولهم دور معروف في المقاومة الشعبية التي ظهرت في الجولان أثناء حرب 1967 ضد الاحتلال الاسرائيلي وقدموا مئات الشهداء.
عومل التركمان بعد استقلال سوريا عام 1946 باعتبارهم مواطنين سوريين من دون أن يكون لهم وضع خاص بصفة أقلية ذات ، ويقدر الباحث سليم مطر عدد التركمان في سوريا بأقل من 100 ألف نسمة صدر كتابه في عام 2003 وفي المقابل يبالغ كثير من الباحثين في أعداد التركمان في سوريا، من ذلك القول بأن عدد التركمان في بداية القرن العشرين كان يقارب المليون نسمة وهناك من يرفع الرقم إلى ما يقارب من 5،3 مليون، ويشمل هذا الرقم مليون ونصف من التركمان السوريين الذين ما يزالون يتحدثون لغتهم التركمانية، إضافة إلى مليونين من التركمان الذين لم يعودوا يتحدثون بها.

المصادر
Türkiye Diyanet Vakfı İslam Ansiklopedisi موسوعة المؤسسة الدينية الإسلامية في تركيا
كتاب اسكان العشائر في عهد الامبراطورية العثمانية الاستاذ فاروق مصطفى
تاريخ التركمان / الدكتور محمود نورالدين
تركمان سوريا في كتاب عشائر الشام لاحمد وصفي زكريا
كتاب اوغوزلار للكاتب والباحث فاروق سومر بوز اوكلو بويلاري
سليم مطر، جدل الهويات: عرب، أكراد، تركمان، سريان، يزيدية- صراع الانتماءات في العراق والشرق الاوسط، ، 2003
http://suriyeturkmenleri.com/19-maset&newsID=609~beydili_(begdili)_turkmenleri