23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

قبول بالتدخل الايراني فقط

قبول بالتدخل الايراني فقط

لايزال القرار الامريکي القاضي بإدراج الحرس الثوري الايراني ضمن قائمة المنظمات الارهابية يثير ردود الفعل المختلفة أزاءه، لکن أکثر ردود الفعل غضبا وإنفعالا قد جاءت من جانب قادة النظام الايراني والاحزاب والميليشيات المرتبطة به في بلدان المنطقة، ولاعجب في ذلك لأنهم جميعا يمثلون کتلة واحدة متداخلة مع بعضها وتشدها وتربطها أواصر قوية من مختلف النواحي بحيث لايمکن فصم عراها لأنها إرتباطات مصيرية.
المثير للتهکم، هو إن العديد من ردود الفعل هذه والصادرة من جانب الاحزاب والميليشيات التابعة والمرتبطة بالحرس الثوري، تٶکد بصورة أو أخرى على تلك التبعية وتبيح للنظام الايراني والحرس الثوري بأن يتدخل في بلدان المنطقة کما يحلو له، والذي يثير السخرية أکثر إن رئيس كتلة بدر النيابية، حسن الكعبي، يحذر يوم السبت الماضي على خلفية ذلك القرار بأن لعراق غير مستعد لخوض مزيد من الحروب بسبب التدخل الأمريكي ويضيف قائلا بکل برودة أعصاب أن”كتلة بدر لا تقبل التدخل الامريكي بالشأن العراقي”! ونتساءل؛ أي تدخل قد تسبب بإثارة الحروب في بلدان المنطقة أکثر من التدخل الايراني مع الاقرار بأن التدخل الامريکي بعد إحتلال واشنطن للعراق قد أطلق يد النظام الايراني في العراق ليتدخل کما يشاء. ونسأل الکعبي إذا ماکنتم ترفضون التدخل الامريکي بإعتباره تدخلا أجنبيا فذلك حق ولکن يجب أن يشمل الامر التدخلات الايرانية أيضا خصوصا وإنها الاکثر دورا وتأثيرا وإنها سبب معظم مشاکل وأزمات والاوضاع السلبية في العراق، غير إن الکعبي يبدو واضحا بأنه يسعى ليس لتبرير التدخلات الايراني في العراق وإنما جعلها أيضا کشأن داخلي عراقي بحت خصوصا عندما يصرح علانية بأن:” العراق لا يأخذ قراراته إلا من مرجعيته في قم والنجف”!
مشکلة کعب وکتلته التي تعتبر تابعة لإيران قلبا وقالبا، إنها تنظر للأمور والاوضاع والتطورات بمنظار النظام الايراني وليس من المنظار العراقي، ولذلك فإنها لاتأخذ بنظر الاعتبار أوضاع النظام الايراني القلقة والحرجة جدا جدا خصوصا من حيث الرفض الداخلي واسع النطاق ضده والمطالبة الشعبية المتزايدة بتغييره وحتى إن کارثة السيول الاخيرة وماشهدته من ردود فعل عنيفة جدا للمواطنين الايرانيين في معظم المناطق المنکوبة، قد جاءت لتثبت الى أي حد صار هذا النظام مرفوضا ومعزولا عن الشعب، کما إن المقاومة الايرانية قد باتت هي الاخرى تحرز تقدما ملفتا للنظر في سائر أرجاء إيران الى جانب نشاطها المتزايد على الصعيد الدولي وتزايد دورها وحضورها، وإن الاحتجاجات المستمرة للشعب الايراني ونشاطات معاقل الانتفاضة الى جانب الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي والعقوبات التي أعقبتها وأخيرا وليس آخرا تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب والحبل لايزال على الجرار، کلها ليست إشارات وإنما تأکيدات قوية على إن النظام الايراني في اواخر خريف عمره!