إن السياسة كما نفهمهما هي القدرة على الاستقراء والاكتشاف والتمكين والتخليق وفق آليات ومنظومات إدارية سلطوية واقتصادية وعسكرية وثقافية لسلطة ما ، وطالما تفرد الحزب الجمهوري بسياسته القائمة على الهيمنة والتركيع أو عزل القوى الكبرى واجبا رها على التبعية العمياء وابتلاع الصغيرات من القوى الأخرى ، والعقود الأخيرة من سيرة الجمهوريين تكشف ان القطبية المتفردة والاحادية جلبت للولايات المتحدة الكوارث والأزمات التي تشظي أزمات غير متناهية ، كل هذا وذاك بات الناخب الأمريكي على مفترق طرق أما اختيار العظمة وبكل كوارثها وأزماتها ومستقبلها المجهول أو الإيمان بالشراكة مع الأخر قوي أم ضعيف وانتشال ما تبقى من العظمة والجنون – وفحولة الولايات المتحدة- وهذا يعني البصمة بعينين مغمضتين للمرشح الأوفر حظا ( باراك اوباما ) الذي عمل مضمدا ومداويا للجراحات التي خلفها الجمهوريون للأمريكيين من أزمات اقتصادية للشركات وللمواطن وحروب شتى شنها الجمهوريين على القاصي والداني من العباد ومرشحهم الساخن والمنهار أصلا ( رومني ) ،
أي إن الناخب الأمريكي بين أمرين أحلاهما مرّ أما اختيار العظمة والجنون والكوارث والمستقبل المجهول والانجراف مع عاطفته أو تغليب صوت العقل والحكمة واختيار الشراكة مع الآخر وإتباع سياسات هادئة حكيمة تقوم على أساس البحث عن مصلحة المواطن ومعالجة الأزمات الاقتصادية الداخلية والخارجية وانتشال المواطن الأمريكي من البطالة والفقر وتقليل الإنفاق الحكومي وسد المديونيات ووضع برنامج اقتصادي تنموي يعيد لكبريات الشركات والمصارف الأمريكية هيبتها وتنشيط استثماراتها وعودة عماله وموظفيها و كذلك تخفيف كاهل المواطن من الضرائب و أيضا سحب الجيوش الأمريكية المنتشرة في بقاع المعمورة والكف عن احتلالات البلدان الفقيرة .
خلاصة القول : إن الامريكين شعب حيوي ومعطاء ومبدع وإنساني و لا اعتقد البتة سوف يجازف ويختار( رومني ) مرشح الجمهوريين بل أنا متأكد وباليقين إذا ما ارارد الأمريكيون صنع مستقبلهم ومستقبل بلادهم سوف يختارون وبملء إرادتهم ( باراك اوباما ) لأربعة أعوام أخر وهذا هو صوت العقل والمنطق