4 مارس، 2024 4:21 ص
Search
Close this search box.

قبل نهاية هذا القرن ستعود الاشتراكية الى بعض بلدان العالم

Facebook
Twitter
LinkedIn

المتتبع لحركة التاريخ يجد ان الحركات الجارتية التي اجتاحت اوربا عام 1848، كانت وراء الكثير من التغييرات التي لحقت بالدول الاوربية والناتجة عن بروز الصوت العالي للعمال وقيامهم بتشكيل النقابات، او ميل هذه الطبقة الى الضغط على الراسمالية للتوسع بفتح المصانع والورش والمتاجر لاستيعاب المزيد من الايدي العاملة .
ان الراسمالية في السابق كانت تتصدى للعمال بحكم وفرة الايدي العاملة الا انها فيما بعد اخذت تتودد لها بدافع عدم التفريط بالمتدرب منها والقادر على دفع عجلة الانتاج الى الامام ، ولان التوسع حال دون هذه الوفرة بعد الانتشار المبهر لهذه المصانع وتلك الورش، ودخول الدول لتشغيل المزيد من الايدي العاملة في بناء وتشييد البنى التحتية لها ، عندها اخذت الاجور بالارتفاع واصاب احوال هذه الطبقة التحسن الملموس غير ان التوسع الهائل للنظام الراسمالي بعد الحرب العالمية الثانية وظهور منظومة الدول الاشتراكية والحرب الباردة بين التيارين المتعاكسين جعل التقدم يندفع بشدة للاختراع وتنويعه حتى لحظة الوصول الى تفكك الاتحاد السوفيتي لا بفعل قوة الامبريالية انما بفعل عوامل داخلية اهمها فتور همة العمال امام التوسع بمساعدة العالم الثالث بالثورة على واقعه ومحاولات سلب خيراته ، مما نتج عنه تبديد الاموال الهائلة على حركات قومية او وطنية خام لم تك جميعها تؤمن بالاشتراكية بل كان اغلبها مخترقة من الغرب ابعدت القيادات العمالية من القيادة والتوجيه ، وفي بدايات الثمانينات تحول الانتاج الالي الى الانتاج الالكتروني ومن ثم التحول الهائل والسريع نحو تسخير هذا الانتاج في تغيير معالم الاتصالات والمواصلات ودخول الالكترون في تخطيط وتوجية هذا الانتاج ادى الى توسيعه بشكل سريع ومذهل بعيدا عن اشراك الايدي العاملة مما ساعد على زيادة الانتاج وتقليل الاعتماد على القوى البشرية العاملة كما وان اختراع الرابورت والتوجه باستغلاله لعمليات توجيه المكننة والسيطرة عليها بعيدا عن البشر او التوسع الذي اصاب حركة الطائرات دون طيار او التخطيط لان تكون الراربوتات هي مادة الجيوش المحاربة ، كل ذلك سيحد من الاعتماد على الايدي العاملة مما يؤدي بدوره الى تكوين معادلة عددية تترك البطالة تتوسع شيئا فشيئا مولدة المزيد من الفقر والمزيد من المشاكل الاجتماعية والتي ستؤدي بدورها الى قيام وحدة من نوع جديد لهذه القوى العاملة وتدفع بها الى القيام بتمردات موضعية ما تفتأ ان تزداد جغرافيا لتتسع من دولة اوربية الى اخرى مولدة عام 2048 حركات نيوجارتية اخرى لا تعرف الفشل كما عرفته تلك الحركات عام 1848 ، وذلك لوجود الملايين من العاطلين عن العمل، ولوجود سرعة الاتصال وسهولته ولوجود الوعي العلمي والمركز لدى هذه القوى وعندها ستسخر الرابوتات للتصدي لهذه الجموع الجائعة ، فالتطور الالكتروني وما يستتبعة من خدر في جسم البشرية ، وبسب لذة ليبرالية العولمة ستنتقل هذه الثورة الى بلدان العالم الثالث الذي ازدادت مأسيه بفعل مفعول الالكترون الذي وسع من فجوة الفقر وزاد من نسب التعليم وادى بشكل غير مقصود الى تكوين وعي لدى هذه الشعوب للعودة الى اعادة تقيبم الاقتصاد العالمي والتخلي تدريجيا عن فكرة دعه يعمل دعه يمر. والعودة الى اشراك الجميع بملكية الانتاج ووسائله وعدم التمسك بالحيازة المحدودة لانتاج الخيرات وانما اللجوء للعودة للطبيعة في الزراعة واعادة الطلب للايدي العاملة في الصناعة ، بتعبير اخر ان التطور التكنولوجي — المرتكز على الالكترون–اذا لم يك محسوبا على اساس التشغيل المتلاحق للايدي العاملة ، فانه سيولد تطور اخر معاكس يقوم على ثورة ضد الراسمالية يقودها جياع العالم لا جياع اوربا والويلايات المتحدة لوحدهما ، وعندها فقط لا يفيد الالكترون، فاما ان تتخلى الراسمالية عن نهجها القائم على الربح والربح فقط واما ان تلجا الى الاشتراكية على الاقل في بعض وسائل الانتاج، وسيكون خيار الاشتراكية هو خيار راسمالي مفروض من قبل قوانين الطبيعة ، وليس خيار ااطبقة العاملة لوحدها…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب