العراق بيت يجمع كل الأطياف والأديان ولايوجد لدى الشعب العراقي عقدة التمييز بين شخص وآخر على الأساس العرقي او الطائفي وتلك حقيقة يعرفها كل شريف يلتصق بالوطن حباً أبدياً .
وبرغم كل الجراخات التي جائت بها مجاميع قذرة نتنة من خارج الحدود يبقى العراقي محباً للعراقي عربياً كان مسلما او مسيحي كردي أو تركماني او أزيدي اوصابئي او من طائفة او دين آخر . فالولاء للعراق كان سمة من سمات كل عراقي اصيل .
ولأن الشعب العراقي يختلف عن بقية شعوب الكون في ولائه وحبه لبلده نجده يتحمل الويلات والكوارث لكنه يصبر لأنه يعرف ان الفوضى لن تدع للعراق وجود مع ان ساسة العراق قد اشاعوا الفوضى في البلد لكنها فوضى سياسية وليست شعبية .
والحقيقة الواضحة للعيان ان الشعب العراقي ومن فرط ولائه للوطن بات يعرف تماماً السموم التي تهب عليه كالرياح منذ اكثر من عشر سنوات وهو يئن من ظلم حكامه الذين تناسوا ولائهم للوطن الأم وتشبثوا بالوطن الثاني الذي آواهم عندما كان الشعب يتحمل ويلات الحروب المجانية والحصار الأجرامي الذي فرضته قوى الأستعمال من اجل اذلال الشعب ونهب ثرواته
والذي لم يتمكن الأجنبي من فعله تبرع القادمون من الخارج في ان يفعلوا الأسوأ منه ليستمر نزيف الدم والأموال وليتحول العراق الى خربة من خالي من كل شيء .
الشيء المعيب في ماجرى ان رأس السلطة في العراق في الحكومتين السابقتين كان حامياً لمن دمر وأساء للشعب وقتل الآلاف من شبابه واطفاله وشيوخه ونسائه بل كان حاميا لنزف الآموال العراقية بأتجاه الخارج للتحول الى شركات وعقارات وحسابات خارجية .
كل ذلك يحدث من قبل اشخاص أمتلكوا السلطة بالحيلة والوعود المخادعة ويمكن ان نحصيهم بعدد أصابع اليد رغم ان ذيولهم من الذين يتناولون الرمم بالمئات .
اليوم وقد وصلنا الى ماوصل حال البلد اليوم من فهل هؤلاء الجبناء الى شعب مقسم الى نازح ورازح تحت الأرهاب ومضطهد وملامح كارثية للتقسيم تلوح في الأفق مالذي نفعله ؟
هل نبقى صامتين مكتوفي الأيدي بينما الأمعات تخطط للتقسيم حباً بالسلطة والتسلط ؟
حديثا أكثر من رائع دار بيني وبين صديقي عمر . ذلك المهندس الوطني الشريف الذي يحمل هم ابن البصرة قبل ابن الأنبار وابن الديوانية قبل ابن تكريت . يتحدث وهو يحاول ان يتماسك من فرط حزنه على مايحل في البلاد من قتل وتخريب . يشاركني حب العراق فكلانا نحب العراق والشعب العراقي الى حد النخاع ونشعر بألم كبير ونحن نتفرج على بلد يضيع من بين ايدينا نتيجه لأحقاد السياسيين ومن تبعهم من ابواق تصفق للتقسيم والطائفية .
هو مهندس متمكن من عمله وذو شأن في العديد من بلدان العالم وأنا اعلامي وسياسي افهم في العلاقات والأعلام . قال هل نسكت ياعلي قلت ليس لنا سوى الرفض بصيغة اضعف الأيمان فرد بحرقة لماذا ارجوك لنتعاون فبلدنا يحتاج ان نصنع له شيء ونحن نستطيع ان نصنع الكثير . قلت وصل بلدنا الى الأفلاس والموازنات تبخرت ياعمر ونحن نواجه مرحلة صعبة من خلال حرب على ارهاب جاء بأرادة اشخاص في السلطة فما علينا الا ان نصرخ ونكتب الى ان يفرجها الله . قال لدينا فرصة تأريخية لنعيد لحمتنا ونبني مشاريعنا التي اهملت دون أن نحمل الحكومة اية مبالغ في الوقت الحاضر بل على العكس نحن سنعينها على تحمل الظرف الصعب ولكن المهم ان يعود بلدنا الذي يتجه الى الهاوية . قلت له ياعمر انا وانت كما كل العراقيين الشرفاء لاتوجد بيننا سوى المحبة والمودة تجمعنا العراقية وارضنا واحدة من الشمال الى الجنوب لكن ساستنا لايسمعون وهم متجهون الى ما هو اسوأ . قال يا علي لنحاول ولتكن محاولتنا الأخيرة وليرعانا الله . قلت على بركة الله . ومثلنا الكثير من العراقيين الشرفاء يتمنون ان تنتهي الغمة ليعود العراق خيمة لكل العراقيين بعيداً عن الأدعياء انصار الطائفية من الأميين السذج الذي غالبا ما يتبنون شعار ( بالروح بالدم نفديك ياهو الجان )
نحن نستطيع ان نعيد الوطن الى وضعه الطبيعي ولو من خلف الكواليس ولكن المهم ان الساسة يبتعدوا عن سياسة اشعال الشارع والأنتقام منه بقص او بدون قصد .فلدينا من الحلول مالايحمله كل مدعي على انه سياسي بينما الشارع ينزف .
هذه رسالتنا الى الدكتور حيدر العبادي والمرجعية الشريفة في العراق في النجف وغيرها اسمعوا لنا فنحن لسنا طلاب سلطة بل نحن طلاب وطن يكاد ان يضيع فهل من مجيب . العراق يستحق الخير وأكثر فلاتفوتوا فرصة الخير البالقي في ربوع بلاد الرافدين فالطوفان قادم ولات ساعة مندم ..
والله من وراء القصد – ليعيش العراق وليعيش شعب العراق موحدا وتباً للتقسيم ومن يسعى اليه …