18 نوفمبر، 2024 12:40 ص
Search
Close this search box.

قبل الولادة

تحاورت مع نفسي كثيرا حينما أردت الخوض في سطور هذا البوح المرتدي ألما بطعم الأمل وأمنيات بسعة الوطن واليكم النص الكامل للحوار الذي دار بيني وبين نفسي دون إي حذف أو إضافة خوفا من نشوب إي خلاف يتفاعل لمستوى الانفصال بيني وبين نفسي واشتعال حرب لأتعرف النهاية بين مدن هدوئي وصخب نفسي … إلى التفاصيل ..

انا : جميلة هي الديمقراطية حين تحتل نفوسنا برؤية الحوار واحترام الأخر أليس كذلك

نفسي : نفوسنا لم تعجن تلا فيفها بفكرة الديمقراطية بعد لأنها عانت من أحادية اللون وسطوة الرأي بالأمس . واليوم نغتال بعضنا ونرفع صوتنا على بعضنا ونفتخر بديمقراطية ينقصها الفهم الأصيل والإدراك المتجذر في نفوس لاتفرق حين تراها في لونها الأبيض بينها وبين الحمائم التي تتخذ من القباب فراشا آمنا

انا : أفكر في الذهاب بعيدا من نفسي أو عفوا عن وطني كي انعم بهدوء يمنحني عمرا أطول وراحة اكبر

نفسي : الوطن فكرة لا تتحقق إلا بوجودك أنت وهي وهم .. وان قررت تركه ستذهب وحيدا بدوني لأني أتلاشى حين لاتفترش عيوني واحة سمائه صباحا

انا : أفكر كثيرا في أشياء لم تتغير في الجغرافيا في مدني لكن التاريخ يصطبغ باللون الأحمر لكن للأسف الأحمر القاني

نفسي: الجغرافيا تكتب التاريخ .. مازال هناك متسع من الوقت لنخفف شدة لون التاريخ القاني ونحتفل بجغرافيا الإنسان القوي بوجه أساتذة تغيير التضاريس وما أقربهم وأكثرهم .. أيها إلا انا لاتفكر كثيرا بل افعل أكثر

انا : أيتها النفس لماذا لم يعلمو إخوتي الضحك حينما كانوا صغارا

نفسي: لان الطعنات على مر التاريخ تأتي من الخلف مما جعل المعلم يقف إمامهم معلوما وإمام نفسه مهزوزا .. فصار يعلم الخوف لينتج البكاء في مختبر الصدمات الموروثة منذ نشوء الزمن

إنا : حين أرى الشمس فوق شارع النهر أتسأل هل هي نفسها فوق برج إيفل …. هكذا سمعت أبي يقول لامي

نفسي : رغم كوني لست مرشدا سياحيا أو خبيرا بعلوم الشمس لكن يمكنني القول إن الشمس تكتسب لمعتها من عيون الناس ونفسية ناظريها فمؤكد هناك فرق بين تفكير العم أبو رزاق المتخم بحاجات مؤجلة له ولعائلته لحين غير معلوم وبين مستر جاك الذي تعتلي قمة همومه التفكير بربطة العنق وزجاجة العطر . فعيون العم تستنشق تعب الهموم وعيون المستر تحتمي بنظارة الاسترخاء فمهما تعددت العيون فالشمس واحدة

إنا : كم المسافة من هنا إلى هناك

نفسي : لاتوجد لأنها تموت في عتمة السؤال ..

إنا : وأين السؤال

نفسي : تلاشى بين فوضى الإجابات واحتدام الحضارات

انا : لما يقتل الإنسان نفسه حينما يخسر دور البطولة في الروايات .. هكذا سمعت أخي الصغير يسال أخي الكبير

نفسي : لأنه شريك لايحتمل مناصفة نفسه .. فيصبح ضحية السطور الأخيرة

انا : احلم دائما إن امشي بطولي بين شوارع الوطن لكن طولي في تناقص والشوارع تبحث عن وطنها .. هكذا سمعت الطبيب يتحدث همسا لأبي

نفسي : انه يحلم !!! قل له اترك حلمك وعش صحوتك فطوله يعانق الغيوم والوطن يلد الشوارع . وليصدق نفسه فصحوة في الأرض خير من عشرة أحلام تحت الوسادة

انا : متى نشعر بتخمة الارتياح وزهو المشهد في وطن ينام وينام على الصراع .. هكذا سمعت الطبيب يقول لأحدهم عبر الهاتف

نفسي : لن يشعر بل عليه ان يتذوق ولا يبحث عن الزهو بل يصنعه . ومهما طالت نومتكم فلن تجدوا وطنا إلا حينما نترك أخلاق الضباع ونملك أخلاق الفرسان ..

انا : أجوبتك بدأت تفقدني الأمل بالغد

نفسي : الأمس لم يمنحك فرصة لحضور اليوم لذا من غير المسموح ان تفقد شيئا لم يأتي بعد

انا : يا نفسي انا موجود ومن حقي ان يكون الغد لي ولنا ولهم

نفسي : لن يكون !!! إلا إذا استوعبت جحيم الأمس وتفاعلت مع فوضى اليوم لتعلن نفسك ابن الغد

انا : اشعر بالتعب ارغب بإنهاء الحوار

نفسي : لن ينتهي الحوار بيني وبينك إلا بنهاية جسدك وذهابي مطمئنة إلى ربي راضية مرضية …

انا : إذا فدعيني افكر كثيرا بحوارنا فقد أجد مفاتيح الأيام لأبواب الزمن الأجمل واجد وطني ينتظرني مبتسما أصافحه فيعانقني اشكي له همومي فيسعدني اروي له أسطورة العطش فيرويني اصارحة بحزني فيحتويني بالأمل .. دعيني أيتها النفس ان التقط صورتي الأخيرة مع الوطن لتصبح حكاية لكل من أراد إن يمزق صورته الممتلئة بروعة الحضور وقيمة المكان .

نفسي : سأدعك بكل آمان ومحبة وسلام ..

(( انتهى الحوار )) كان هذا هو التسجيل الكامل لنص الحوار الذي دار بيني وبين نفسي وانأ مازلت جنينا في بطن أمي وحينما سأكون موجودا بينكم بعد الولادة أعدكم بحوارات جديدة لاتخلو من الصراحة والوضوح فأعذروني لسطحية الحوار لأني لم أرى عالمكم بعد ولم أصبح مواطنا بعد في وطنكم لذا كانت مفردات الحوار تخلو من عمق ماتشعرون به فأرجو منكم المعذرة والى موعد قريب بعد ولادتي . أرجو منكم الحفاظ على الوطن حتى ذلك الحين ..

أحدث المقالات