في العراق كثيرة هي الغرائب والعجائب، فلا نكاد ننتهي من أزمة حتى ندخل في أُخرى، والمشكلة تتكرر دائماً، فنحن لا نضع الحلول حتى تقع المشكلة وندخل في عنق الزجاجة …
رغم حرارة الجو التي لا زالت مستمرة لحد الآن، لكن حسابياً وبأبسط تفكير، إن الشتاء على الأبواب، والمسؤولون يتبعهم الغاوون في سباتٍ نائمون؛ وأما الفقراء، من الجياع التعساء، والنازحون البؤساء، والمشردون بلا إيواء، الذين ليس لهم غطاء، إلا السماء وربها، فبدأو يهيئون ما يستطيعون من أشياء وأمور تقيهم بأس شتائهم، كأنهم النمل، حيث بدأ دبيبهم …
هل يسمع المسؤول دبيب النمل؟!
هل يعرف المسؤول شيئاً عن حياة النمل؟!
هل المسؤول من سلالة نمل الشعب؟! أم من سلالة بعوض الحكام؟!
كما قلنا الأزمات تتوالى واحدة تلو أخرى، فعند دخول الصيف، بدأت أزمة الكهرباء، وتشغيل المولدات، وما نجم عنها من أزمة في مادة(الكَاز)؛ وأزمة نقص المياه، وفوق كل هذا وذاك، الأزمة الأمنية المستمرة حتى يأذن الله؛ وهكذا هو حال الدنيا، لهوٌ ولَعب، مع إختلاف بسيط عندنا في العراق، فدنيانا قتلٌ وسلب …
نفذت البطاقة الوقودية السابقة قبل عدة أشهر، والمسؤولون في حيص وبيص، قالت أمريكا!، قصفتنا داعش؛ تسقط أمريكا!، دحرنا داعش!، فاز فلان، خسر علان؛ جلس البرلمان، صوت البرلمان!، لا، أسف لم يصوت البرلمان!؛ والشعب المسكين يبحث عن النفط الأبيض، الذي ينفع في اليوم القارص الأسود، ولم يجد إليه سبيلا .
أين النفط الأبيض؟
هل طُبعت البطاقة الوقودية الجديدة؟
متى ستوزع على المواطنين؟
من أين سيستلم الناس حصتهم الوقودية؟
هل ستتبع بطاقتهم الوقودية بطاقتهم التموينية(المرحومة) ؟
أسئلةٌ بدأ الناس يطرحونها وهم في حيرةً من أمرهم، فيا أيها المسؤولون إن كنتم لا تسمعون دبيب النمل، فإنكم قطعاً رأيتم فعله، فحذارِ ثم حذار من يومٍ لا تنفعكم فيه جدرانكم الكونكرية، ولا منطقتكم السوداء .
نعم لا ذنب للحكومة الجديدة فيما فعلته الحكومة القديمة، ولكن من واجبها إصلاح ما أفسدته الحكومة السابقة، أو أن لا تقع في نفس أخطائها على أقل تقدير.