23 ديسمبر، 2024 6:18 ص

قبل أن تستباح مدينة حديثة

قبل أن تستباح مدينة حديثة

أتصل بي احد أعضاء مجلس قضاء حديثة قبل ايام قليلة طالباً مني التوسط لدى قيادة عمليات الجزيرة والبادية لغرض نقل عائلته المؤلفة من زوجته وبناته، في حين قرر هو وأبنه البقاء في المدينة لمواجهة محاولات داعش الإرهابية لاقتحام المدينة.
المدينة تتعرض لأزمة غذائية حادة منذ ثمانية أشهر، وتشير التقارير الواردة من داخلها إلى أن سعر كيس الطحين بلغ أكثر من (500) الف دينار عراقي، في حين أن سعره لايتجاوز الـ (25) الف دينار في بغداد والمحافظات التي تخضع لسيطرة الحكومة العراقية، فضلا عن ارتفاع المواد الغذائية الأخرى التي لم يتبق منها الكثير في مخازن تجار المدينة، ولم يعد بإمكان المواطنين التنقل من وإلى قضاء حديثة مع نشر داعش أسماء آلاف المطلوبين لها من أبناء هذه المدينة المحاصرة في سيطراتها وتنفذ فيهم الإعدام حال القبض عليهم بتهمة التعاون مع السلطات الحكومية، ومنهم عشيرة الجغايفة، والعبيد، وغيرهم من العشائر التي وقفت ضد داعش واصطفت مع القوات الأمنية لحماية المدينة.
وتشير التقارير إلى أن آلاف المواطنين بدأوا يغادرون حديثة باتجاه مناطق أخرى بحثاً عن الأمن والغذاء، في ظل ظروف عصيبة يعانون منها، فضلا عن تهديدات داعش المتكررة للمدينة عن طريق محاولاتهم لإقتحامها والنيل من ابنائها الصامدين في مواقع القتال.
وهنا ندعو الجهات المسؤولة الى فتح جسر جوي حقيقي لنقل المواد الغذائية الضرورية لتعزيز صمود المقاتلين على خطوط المواجهة، ولإفشال المحاولات التي تهدف للنيل من ابناء هذه المدينة، والعمل على تسريع العمليات العسكرية في بيجي لتأمين الطريق الرابط مع حديثة باتجاه تكريت ومن ثم إلى بغداد.