18 ديسمبر، 2024 8:53 م

قبلنا بكذبة نيسان .. فلماذا الكذب في ايام السنة كلها ؟!

قبلنا بكذبة نيسان .. فلماذا الكذب في ايام السنة كلها ؟!

منذ ان خلق الله تعالى الانسان اودع فيه الصفات الحميدة وحذره من فعل الصفات السيئة التي تمقت صاحبها ومن بينها الكذب وهو مفتاح المفاسد وسبباً في سقوط الامم والحضارات . وقد اتفقت جميع الشعوب والامم على سوء الكذب ونزول مكانة من يمارسه ، الا انها فرقت بين الكذب الاسود والكذب الابيض بالرغم من انهما كذب ، ولكن الكذب الابيض يتداوله الناس فيما بينهم اما للنكته او المرح والضحك واحياناً يستخدم لتحريك الشارع والفات نظر الحكام عما يحدث في شعوبهم من بلايا وظلم وجور ، وبالتالي تكون الكذبة اقصر طريق لايضاح ما هو مستور او تسليط الضوء على احداث ومواقف تهم فرد او اشخاص . وكان العراقيون منذ القدم يتداولون في بداية  شهر نيسان كذبته المعروفة من بين مجموعة كبيرة من الكذبات  وقد تفوز من هي اكثر وقعاً وتاثيراً وصدىً  . ومن حسن حظ المرشحين العراقيين ان الانتخابات العراقية جرت هذا العام في شهر نيسان وهو موسم الكذبة اذاً لا ضير ان كثٌر الكذب فيه  . السؤال المطروح هل ان هذه الشعارات المرفوعة من قبل الكتل والمرشحين قابلة للتحقق ام انها باباً من ابواب الدعاية غايتها استقطاب الناخبين ؟ وهل ظنوا ان الناخبين ستنطلي عليهم مثل تلك الشعارات الجوفاء ؟ . هناك حقيقة لم يدركها اغلب المرشحين ويعتقدون ان فوزهم بالانتخابات يكسبهم الشرعية لمدة اربع سنوات اخرى ، في حين ان الشرعية عملية مستمرة تبدأ من   الفوز بالانتخابات وتمتد وتترسخ باداء نظام الحكم وسياساته . اذاً شرعية الفائزين لا تنتهي بالفوز وانما بالاداء لان الشرعية ليست مرحلة وانما عملية متكاملة . في المقابل نجد ان عملية ( نزع الشرعية ) عن كل نائب ومسؤول في الحكومة او حتى الحكومة برمتها اذا بدأ الشعور بعدم الرضا من قبل الاكثرية من الشعب وعدم تمثيل النظام لمصالح الاكثرية وظهور الحركات الاجتماعية الاحتجاجية ودعواتها الى اجراء التغيير .  فان لم يستطع النظام او الحكومة بدأ عمليات الاصلاح والتغير فليس له خيار سوى الدعوة الى انتخابات مبكرة وهذا هو الاساس الفكري لمبدأ تداول السلطة ، وان لم يحتكم النظام الى مطالب الشعب فسيفتح الباب لاحتمالات تغيره من خلال انتفاضة شعبية تستند الى مفهوم الشرعية الثورية ، وبالتالي انتزاع السلطة منه بالقوة ، كما حدث في مصر. اعتقد ان بعض المرشحين قد راق لهم أفكار وزير الدعاية الالماني (كوبلز) ( اكذب ، اكذب تصدقك الناس ) ولم يتصورا انهم لا زالوا في موسم كذبة نيسان .