23 ديسمبر، 2024 2:27 ص

قبلة على ( جبين ) أردوغان

قبلة على ( جبين ) أردوغان

لم يكن للمقال الذي كتبته يوم أمس حول الإنقلاب التركي علاقة بموقف معين أو تأييد ومعارضة لجهات داخل الكيان السياسي التركي فالمقال كان عرضا موجزا لتاريخ الإنقلابات التركية وإشارات تحليلية محايدة جدا للحركة الإنقلابية التي يبدو أنها جعلت بعض زملائي يوجهون عتبا لي ممن يسكن في تركيا أو من المؤيدين لنظام أردوغان على نشر هذه الأسطر! لكنني الآن سأتكلم قليلا وأضع بعض النقاط على الحروف ، الإنقلاب في تركيا سواء نجح أو فشل فهو شأن داخلي تركي ولن يؤثر على مستقبل العلاقات ( التركية – العراقية  ) فالحكومات التركية جميعها بلا إستثناء تنظر إلى العراق كمحطة لجني الفوائد وأولها طبعا النفط العراقي، والأتراك لا ينشغلون كثيرا بمن يستلم السلطة بل يهتمون أكثر بسلامة أنابيب النفط العراقي لأنها تغنيهم عن شرائه بأضعاف سعره من بلدان أخرى والمبالغ الكبيرة للخزينة التركية جراء مرور النفط العراقي في أراضيها وتشغيل موانئها وناقلاتها النفطية.. وإذا كانت تركيا قد إنتعشت إقتصاديا فهو أمر يعنيها ولا شأن لنا به.. الحكومات التركية المتعاقبة منذ أكثر من ٩٠ عاما ، أي بعد تمرد الضابط العثماني السابق مصطفى كمال على آخر السلاطين وإسقاطه لدولة إسلامية وإستبدالها بدولة علمانية،جميع هذه الحكومات لم تكن علاقتها مع الأنظمة العربية وبخاصة من يجاورها جيدة.. فالأتراك مستعمرون بإمتياز إستبدل غلافه فقط! 
فلو كان الأتراك صادقين ( وهو حديث طويل ومتعب ومكرر) لقبلوا على الأقل بالتفاوض حول الإسكندرونة المغتصبة من سوريا، لكن خطوطهم الحمراء كثيرة ومنها بطبيعة الحال سيطرتهم التامة على مناسيب المياه لنهري دجلة والفرات ومؤامرة السدود المائية التي بلغت في نهاية عام ٢٠١٥ ثمانية سدود معظمها على الفرات، تضاف إلى وضع حجر الأساس لسدود أخرى هدفها تأمين الطاقة الكهرومائية وزيادة مناسيب الأراضي المزروعة في تركيا وإبادة وتجويع العراقيين!! نعم ليس إلا..فالخبراء الأتراك لديهم هدف على المدى الطويل سيتحقق بلا أدنى شك إذا بقيت المشاكل والحروب تعصف بنا وإذا بقينا ننتظر من حكومتنا الفاشلة الفاسدة أمرا نافعا..الهدف هو إستبدال برميل ماء ينزله الله من السماء في الأراضي التركية ببرميل نفط مطمور منذ ملايين السنين في العراق.. أما ما حدث من خراب ودمار وهلاك وقتل وتهجير للعراقيين بسبب التهاون التركي والمزاجية البراغماتية لأردوغان فقد سحقتنا وبالتحديد أهل الأنبار الذين مازال العديد منهم يحلم في نومه أن الأرض ستعود كما كانت.. أعترف أن هناك دولا عدة تآمرت على العراق ومن وقع ضحية لهذا التآمر هم النساء والأطفال والشيوخ والمرضى من أهلي في الأنبار لكن الأتراك كانوا أنبوب الموت الذي يضخ الخراب لنا ومازال، أما هذه المسرحيات عن إيواء اللاجئين ومنحهم مساعدات وغيرها من النكات السوداء غير المضحكة فثمنها مدفوع مسبقا .. نحن الذين لا حول لنا ولا قوة إستنجدنا بالله أن يأخذ بثأرنا ممن ظلمنا وهاهي بوادر حرب الله تلوح في الأفق فتركيا لن تعود كما كانت والدور سيأتي تباعا على الظالمين في كل حكومات ودول الأرض.. وسيأتي من يدافع عن السعوديين والإيرانيين والأتراك وحكومات الخراب والفتنة كي يروا مالم يصدق.. 
أكثر من مليون مواطن من الأنبار إنقسموا بين مخيمات الدرجة الأولى! ودرجة الحرارة أكثر من ٥٠ وبين من يسكنون لاجئين ونازحين ومهجرين في محافظات العراق والكل يطاردهم وكأنهم مجرمون.. نحن لانتمنى إلا الأمان والإستقرار لكل شعوب الأرض وهو مالايمكن تحقيقه مادامت هناك حكومات منافقة كحكومة أردوغان ومن سيأتي بعد أردوغان..إنها حرب الله قد بدأت على من ظلمنا ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)..