23 ديسمبر، 2024 5:57 م

جاء في كتاب افواه الزمن للكاتب ادواردو غاليانو، عندما يضع القبعة كان الشاعر مانويل ثيكيرا ينظر في المرآة، ولايرى شيئا سوى القبعة، كان يعرف ان القبعة تخفيه عن الانظار، وتجعله غير مرئي، سكان هافانا الآخرون ماكانوا يشاطرونه هذا اليقين، ومعتمرا القبعة يدخل مانويل البيوت والحانات، فيقبل افواها محظورة، ويأكل اطباق الآخرين، غير عابىء بالغضب الذي ينفلت، وفي تموز عندما تغلي المدينة من الحر، يتجول ماشيا في الشوارع بلا ثياب سوى القبعة، ولايولي اي اهتمام بالناس الذين يرجمونه بالحجارة، فهو لايشعر بشيء ماداموا لايلمسون القبعة، عندما مات، لم تمت القبعة.

هذا شاعر طرده افلاطون من جمهوريته، مشترطا عليه ان لايفسد عقول الاطفال، وهذا سياسي طرده الله من دينه لانه افسد عقول الناس، واستخدم الشاعر في افساد عقول الآخرين، السياسي العراقي الذي لايرى سوى قبعته، فيخرج عاريا امام الجميع بلا ادنى حرج، ومع كم الفضائح التي تثار ضد هؤلاء السياسيين، يخيل للمرء انهم بلا كرامة، وليس لديهم شيء يعطونه للآخرين سوى عريهم الذي يستره الدين بنظرهم هم وليس بنظر العراقيين، فهم عراة امام الشعب بصورهم المليئة بالعاهات.

السياسيون العراقيون خلعوا، وهذا امر نعرفه جميعا، خلعوا امام العراقيين، وخلعوا امام اميركا، وخلعوا امام ايران، وخلعوا امام بعضهم بعضا، والاحرى ان نسمي المنطقة الخضراء، بمدينة العراة، خلعوا امام مسعود، وصار يدعي انه يغطي سوءاتهم، وصمتوا عن داعش وهم يعلمون من يدعم هذه الحركة ومن يزودها بالسلاح، لتسقط الفانتوم الاميركية بطيارها الاردني، والجميع يعرف كم ان الفانتوم طائرة متطورة، وجهد صدام باسلحته الروسية ان يثنيها ولو قليلا بامكانات دولة فلم يستطع، فكيف توفر لداعش ان تكون اقوى من جيوش الدول جميعا.

الاعلام الاميركي يتكلم عن تورط اميركا ودول اوربا والاردن، بايجاد هذا المسخ، وصار ضروريا ان تجد هذه الدول مجتمعة ارضا تضمه، فكانتا سوريا والعراق، والخيار يبقى لداعش باختيار الافضل، اما باقي الكلام الذي يدور حول هذا المسخ ، فهو كلام فارغ، فداعش لم تكن روسية ولا ايرانية، انها صناعة اميركية باموال خليجية وساحات تدريب اردنية، واسلحة متطورة، خلافا للقاعدة التي اقنعتها اميركا

باسلحة روسية قديمة كانت لدى مصر، اشترتها السعودية بابخس الاثمان ووردتها للقاعدة في افغانستان.

صمت السياسي العراقي، صمت ذليل، والمؤتمرات التي يشترك بها حول داعش مؤتمرات فاشلة، والمصالحة التي ينادي بها، هي مصالحة كسيحة، والاموال التي تصرف من اجلها اموال مهدورة، لماذا لايخاطب العراق العالم بقول واحد: لاتساعدوا داعش، ولاتسقطوا حاوياتكم المليئة بالاسلحة عليها، هل يملك داعش تعاونا مثلا مع سكان الفضاء؟، هذا الصمود الذي تصمده هذه العصابات بوجه ضربات الجيش ومن معه، هل يأتي من الفراغ؟، هل تملك داعش جسرا جويا يتم تزويدها بالاسلحة من خلاله، ايها العبادي الكبير ، يامن اسست لسياسة جديدة، سياسة ( الموافج)، لن تخطو بالعراق خطوة واحدة الى الامام.

هل اقنعت اميركا ومسعود بسياستك الجديدة، وتركت الطيارين العراقيين الشباب يتساقطون على داعش كالفراشات، هل تخجل ان تصارح اميركا وفرنسا والاردن والسعودية بحقيقة الامر، لكنني اقسم انك اول من لبس القبعة، وها انت تدور عاريا بين الدول، ولا اظن ان احدا سيستر عريك او عري من معك، مفضوحون وسترجمون بالحجارة في يوم ما.