نقلت وسائل ألآعلام عن لقاء قباد الطالباني مع السفير ألآلماني قوله : لم نعد ننتمي لدولة أسمها العراق ؟
وقباد هو أبن جلال الطالباني الذي كرمه العراقيون وجعلوه رئيسا لجمهورية العراق , ودولة العراق هي التي أنفقت أموالا طائلة لاتزال سرا لدى الجهات المعنية طيلة مايزيد عن سنة ونصف من العلاج في غرف العناية المشددة بمستشفيات ألمانية وهي مدة زائدة عن اللزوم من منظور طبي , ولكن على طريقة ” العراق بستان قريش ” أصبح بعض ألآكراد ومنهم قباد ينظرون الى العراق على أنه بستان وليس دولة ؟
أن الدولة العراقية التي تعاني من مشاكل كثيرة في مقدمتها المشاكل ألآمنية , وليس أخرها المشاكل ألآقتصادية , وبين هذين العاملين ألآساسيين لكل دولة , يأتي ألآنهيار الصحي الذي يخشى المسؤولون في وزارة الصحة هذه التسمية لآنهم ليسوا أهلا لمسؤولية واقع طبي يعاني الموت السريري , فيتكتمون عليه كما تكتمت عائلة جلال الطالباني على الوضع الصحي لوالدهم طيلة سنة ونصف , لآنهم لم يعتبروه أبا للعراقيين , وسكوت الجميع عن تلك الحالة هو من مؤشرات الفشل التي يعاني منها المجتمع العراقي , وبعض مسؤولي ألآكراد نسوا أن الكرد العراقيين هم جزء من المجتمع العراقي والدولة العراقية , أذا نجح المجتمع ونجحت الدولة العراقية نجحوا , وأذا فشل المجتمع العراقي والدولة العراقية فشلوا .
وقصور النظر هذا لم يكن مختصرا على بعض مسؤولي الكرد وفي مقدمتهم السيد مسعود البرزاني وأعضاء البرلمان العراقي من الكرد , وأنما ظهر قصور النظر هذا لدى من عمل في المشروع السياسي العراقي ممن ينتمي لمحافظات نينوى وألآنبار وصلاح الدين وديالى ولن أسمح لنفسي أن أطلق التسميات الطائفية الطارئة على النسيج ألآجتماعي العراقي والتي أثبتت نساء ناحية العلم وفي مقدمتهن أم قصي المرأة التي تقدمت في وعيها سنوات ضوئية على سياسي ومعممي المحافظات الغربية .
وعند الحديث عن بعض الكرد وبعض من مدن المحافظات الغربية وقصور نظرتهم الى أفق المشاكل التي تعاني منها الدولة العراقية والتي تراكمت فيها أخطاء الحكومات السابقة مع سوء نوايا ألآحتلال ألآمريكي مجتمعة مع سوء نوايا العربان ممن وجدوا في الوهابية متنفسا لصناعة زعامات لاتنتمي لروح هذه ألآمة , فقصور النظر كان ملازما لكل الذين عملوا في أحزاب السلطة والمحاصصة من مدن محافظات الوسط والجنوب , المعمم فيهم وغير المعمم , ولذلك كان موقف المرجعية الدينية في النجف ألآشرف التي سحبت ثقتها من أولئك جميعا وعبرت عن ذلك بعدم أستقبالها لهم , ولكنهم ظلوا يستعملون التضليل ألآعلامي وأغراءات السلطة حتى لايعرف المواطن حقيقة مايجري , على أن ذلك ليس مبررا للمواطن الواعي وليس مبررا لوسائل ألآعلام ولا للنخب الفكرية أن تترك الحبل على الغارب على طريقة المثل الشعبي المرفوض ” من يأخذ أمي يصبح عمي ” ؟
لقد عمل بعض مسؤولي الكرد في كردستان العراقية على أفشال مشروع الدولة والحكومة العراقية , ظنا منهم أن ذلك سيعطيهم فرصة ألآستقلال وألآنفصال , ناسين أن المنطقة والعالم تحكمه سياسة المحاور , والقوي هو من كان قويا في بيته الداخلي ” أي دولته ” فأمريكا لم تكن قوية لولا تماسكها الداخلي وولاياتها الفدرالية لاتتعامل مع بعضها كما تعاملت أربيل والسليمانية مع بقية أبناء المحافظات من فرض الكفيل وتحديد مدة ألآقامة وهي أجراءات غير دستورية , ومسؤولي الكرد عند كتابة الدستور العراقي الذي وضع مسودته نوح فيلدمان ألآمريكي الصهيوني هم من كان وراء مايسمى ” المناطق المتنازع عليها ” وهم من كانوا وراء بعض مواد الدستور الملتبسة خصوصا مايتعلق بصلاحيات المركز الفدرالي ومايتعلق بصلاحيات المحافظات وحكوماتها المحلية , ومما زاد الطين بلة ترشح أعضاء للبرلمان ولمجلس المحافظات ممن هم ليسوا أهلا للسياسة وليسوا أهلا للآجتماع لآنهم ممن يفتقدون ألآثنين , وهذه هي المشكلة العميقة في صناعة وتوفير أسباب فشل الحكومة والدولة في العراق , يضاف الى ذلك أرباك منظومة القيم لدى الكثير من الناس في المجتمع العراقي بفعل عوامل كثيرة , لذلك وجدنا طبيبا يفتقد الروح المهنية فأصبح علمه ضارا بدلا من أن يكون نافعا , وهذا ألآمر ينطبق على المهندس وألآستاذ الجامعي والقاضي والمحامي والضابط والتاجر والعامل والفلاح فأنتجنا بيئة فاشلة تعادي ألآصلاح وتحارب البناء وتعاكس مفهوم القيم , لذلك تساوى الكردي والعربي والتركماني والمسلم والمسيحي في مساحة الفشل الذي يعاني منه المجتمع والدولة في العراق , فقتل النساء غسلا للعار في كردستان هو موروث للتخلف يشترك فيه جميع العراقيين على تفاوت في النسب , والذين تحمسوا لمايقال له أحتفال ألآلوان في بغداد هو تعبير عن ظاهرة فراغ ثقافي وروحي يدفع أصحابه الى التقليد القادم من وراء الحدود الجغرافية والعقائدية بأسم الحداثة التي أصبحت في العراق والمنطقة ذريعة للتنصل من ألآلتزام ألآخلاقي .
أن نجاح الدولة العراقية مرهون بنجاح المجتمع العراقي عربه وكرده وتركمانه مع فهم ناضج لمسألة الدين كشريعة سماوية يجب أن تحترم لدى جميع معتنقيها وقد لامس قانون شبكة ألآعلام العراقي شيئا من ذلك وهذا ألآمر يحتاج الى دراسة مفصلة في وقت أخر .
أن قيام الدولة التركية بتجاوز حدود وسيادة العراق لقصف جماعة حزب العمال الكردستاني يتحمل مسؤوليته بالدرجة ألآولى مسؤولي أقليم كردستان العراق الذين تمسكوا بالبيشمركة وأعرضوا عن دعم الجيش العراقي وحرموه علنا من ممارسة صلاحياته الدستورية في التواجد على الحدود العراقية من جهة أيران وتركيا وسماحهم لحزب العمال الكردستاني التركي من التواجد في جبل قنديل من الجهة العراقية , وهذا هو الذي يجعل الدولة العراقية تظهر بمظهر العاجز تجاه تجاوزات الطيران التركي .
وهكذا نرى أن فشل الدولة العراقية هو مسؤولية الجميع , والعمل على تلافي الفشل هو مسؤولية جميع العراقيين – وللحديث صلة