عندما نريد أن نبحث ونتعمق في وضع البلاد الغربية نلاحظ انهم يعيشون في مجتمع يصفه الشرقيون بأنهم قوم لايمتلكون دينا والطبقة المتشددة تنعتهم بالكفار.. ولكن العكس صحيح فهولاء القوم رغم انهم (غير مسلمين) ولكنهم يتمسكون بمبادئ (دينهم)، ويمتلكون (الانسانية) بمضامينها كافة، والدليل ان مايعيشونه من استقرار وحياة مترفة ولربما سعيدة جدا ويحيطهم التطور العمراني والتكنولوجي والاقتصادي ويعيشون في طبيعة خلابة.. ليست بوضع غريب او يدعو للدهشة مقارنة بالبلاد العربية (المسلمة) ، فجميع تلك الأمور هي نتيجة حتمية لأ فعالهم وعملهم في الدنيا وانهم ملتزمون بنظام (الحياة) من حيث المساواة والعدل والحب والخير.. وابرز مايراه الفرد هناك ان الجميع متساوون بالحقوق والواجبات ولايوجد فوارق بينهم الا من حيث كمية الثروة والمال التي يمتكلها الشعب.. فلو تطرقناالى موضوع (حقوق الشعب) ، ترى الجميع منهم في طبقة واحدة من حيث الدخل والمورد والأشياء المادية والمعنوية .. فهناك طبقات متعددة للشعب (موظفون في الدولة ، والقطاع الخاص ، والطبقة العاملة)، منهم من يملك مؤهلا دراسيا عالياومنهم من أسرة (ارستقراطية) ، وغيرهم من ينتمي الى (الطبقة البرجوازية) وآخرين يرتبطون بجهات تابعة (للدولة)، لايوجد بين هولاء فرق في الراتب الشهري اذا كان موظفا مستمرابالعمل او متقاعداوالاخير تكون حظوظه اوفر واوسع وله امتيازات عالية بعد ادائه الخدمة الوظيفية (المعقولة) بالمصطلح الشائع..!! لم يفرق قانونهم بين عامل ومهندس وبين طبيب وممرض وبين خريج عالم ومجتهد وبين استاذ جامعي او قاض او ضابط.. هؤلاء جميعهم يتقاضىون الراتب نفسه ((تقريبا)) ولهم حصة في البلد وعليهم واجبات متساوية.. فاذا بحثنا في وضع (المعلم) التربوي هناك لاحظنا ان (راتبه) ودخله المادي أعلى واكثر من غيره فهو يعد العنصر (الأساسي) في عملية بناء وتطوير المجتمع من خلال ما يقدمه للمجتمع والافراد كافة.. وهنا تكمن القضية في التركيز على بناء بلد او موطن يحتضن الجميع ويلغي الفروقات بينهم، فلا يوجد شيء او مادة تجعل ممن يحمل شهادة عليا مختلفاعن غيره ممن يمتلك مؤهلا دراسيا بسيطا او ضعيفااو لايملك فالاثنان لهما الحقوق والراتب ذاته والحديث عن هذا القانون او المنظومة التي وضعتها (بلاد الغرب)، هي الناجحة والصحيحة والتي يجب ان تتبعها انظمتنا العربية، التي لاتزال تحكم بالمجاملات والتفرقة والعنصرية والاستبدادية.. ولعل ما شاهدناه في بلدنا اليوم من مجاملات وقحة تجعل الغبن يتلبس في الشعب ويجعلهم طبقات ، وهذا مناف للدين والعرف الانساني، وخير دليل عندما تم التصويت على قانون التقاعد العام، تعالت الاصوات وكثرت تطالب بالعدول عن تنفيذ هذا القرار ليس لحساب المواطن البسيط ، لابل لجهة او أفراد لهم من الحقوق الكثير ، فلماذا نجامل فقط (المفصول السياسي ، والضابط والقاضي والطبيب والاستاذ الجامعي).. لماذا لا نجامل الموظف البسيط الذي يعتاش على (فتات) من الراتب الفقير الذي لايكفيه لأيام تعد على اصابع اليد الواحدة.. ولماذا لانفكر بشريحة الشباب ، هل اكتفى البلد برجالات لها (فضلها الكبير) في خدمة البلد ، ولكن علينا بفسح المجال للعاطلين الشباب فمنهم من يمتلك عقلا وموهبة ومن المحتمل ان يقدم عملا جميلا كما قدم أصحاب الخبرة حاليا، ام يريدون فقط ان يصبح الفرد الشاب عاطلاعن العمل ويقف في تظاهرات تطالب بحقه والوعود فقط تصدع رأسه..
كفى بكم شرا انتم تصنعونه ، قانون تقاعد يجامل طبقة ويسحق طبقة اخرى.. راجعوا انفسكم يا أصحاب القرار، فانتم تهدمون ما تبقى من خيرات البلد. ولنا وقفة ان شاء الله تعالى .