19 أبريل، 2024 5:33 م
Search
Close this search box.

قانون عفج

Facebook
Twitter
LinkedIn

وعفج قضاء في محافظة الديوانية، وحكاية هذا القول تتلخص عند احتلال البريطانيين العراق، رعوا العراقيين الذين خدموهم اثناء الاحتلال، فوضعوهم بالوظائف بحسب اخلاصهم وخدماتهم، لا لعلمهم او قابلياتهم، وكانت عفج ناحية، فعينوا بهذا الاسلوب مديرا لها يجهل القوانين، وليس له من العلم شيئا سوى اخلاصه للبريطانيين، ويحكى ان هذا المدير، كان يصدر احكامه اعتباطا وحسب هواه، فاصدر احكاما جائرة بحق اهلها، فاعترضه احدهم قائلا: بيك بأي قانون اصدرت هذا الحكم؟ فرد عليه: اصدرته بقانون عفج.

وبقانون عفج شكلوا الكتائب التربوية، وهذه فصائل مسلحة تستوعب الطلبة ، من المتوسطة والاعدادية، نحن نجرم داعش لانها تجند الاطفال، ونأتي لنضيف فصيلا مسلحا جديدا للفصائل المسلحة لدينا، لقد تعبنا من حروب صدام ودعوات الاحتياط، وكان الرجل يدرب الطلبة تدريبا فقط ، اما الآن فالخطة ان يمسكوا قاطعا بمواجهة داعش، ولا ادري هل ان هذه الكتائب تشكلت بمعرفة العبادي، ام بمعرفة وزير التربية، الذي يريد ان يرتفع بالعملية التربوية، كيف تطلب من مقاتل ان يكون متفوقا، وان يكون من النوابغ، مايعني ان العملية التربوية متخلفة جدا، وسنضيف لها تخلفا جديدا حين جعلنا العسكرة طريقة مبتكرة لمحاربة التفوق العلمي.

لم نعلن الحرب على دولة تمتلك طائرات واسلحة حديثة جدا حتى نجيش الجيوش لهذه الدرجة، الجيش العراقي اين؟ الشرطة اين؟ المفخخات في الطرقات تحصد ارواح المدنيين، وداعش احتلت ثلث الوطن، فاين الجيش الذي تجاوز تعداده المليون مع الشرطة، كم هي ميزانية وزارة الدفاع، واين تذهب؟؛ السيد السيستاني قال تدربوا على السلاح خوفا من تطورات الامور، وهذا لايعني ان يترك الجميع عملهم للتوجه الى محاربة عصابات لا اعتقد انها تمثل خطرا حقيقيا لو كانت القوات الامنية قد مسكت الارض بشكل صحيح، اين شرطة الانبار؟ هل يحتاج الامر ان يدافع عنهم طفل في المتوسطة؟

صدقوني منذ 2003 وقانون عفج هو الذي يحكم الناس ولهذا وصلنا الى ماوصلنا اليه، لاحظوا تحركات الجيش التركي، والقاء الشرطة التركية القبض على 289 متشددا اسلاميا، بدأت تركيا بقصف داعش وهي في سوريا، دفاعا عن اراضيها، انها تستبق الاحداث، لكنكم فشلتم في هذا السياق، حذر الكثيرون من ان داعش اذا

سيطرت في سوريا ستتمدد الى العراق، لكنكم اهديتموها آليات واسلحة بمئات المليارات، وحتى الآن لم نعرف رأس الافعى لتبقى القضية ملفات وحسب في مجرات رئيس الوزراء القديم والجديد.

ماذا فعل هذا الطفل ليرى اول مايرى البندقية، هل هو من امر بانسحاب الجيش العراقي من الموصل والانبار، ام هو من قام بتسليم السلاح الى داعش، ام انه لم يشرف على تأسيس جيش حقيقي يدافع عن الوطن بمختلف شرائحه، لا ان يؤسس لجيش يحمي الطائفة فقط، اتعلمون ماذا تفعلون ؟ انكم تدمرون العراق بزجكم الطلبة بهذه الحرب وتلغون المستوى العلمي تماما، وتحيلون هذا البلد الى بندقية وبدلة عسكرية.

التربية من اهم مفاصل المجتمع، ابتعدوا عن عسكرتها، لانها ستفشل وسيكون الخراب هذه المرة سريعا وشاملا، لسنا بحاجة الى المزيد من الدماء، تفاهموا مع تركيا واكسبوا ود السعودية، فبمجرد ان تتطبع العلاقات مع السعودية، ستعود الانبار الى حضن الوطن، وسيقاتل ابناؤها كما قاتلوا من قبل، يكفي تهريج وعداء للدول المحيطة، ليكن العراق بلدا محايدا لينعم بالهدوء، واتركوا العمل بقانون عفج.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب