بتاريخ 26/5/2022 أقر مجلس النواب العراقي بالإجماع مقترح قانون “تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني” و هو في واقعه فتح الباب الديني للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
جاء في المادة 4 الفقرة أولا من القانون “يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت كل من سافر إلى الكيان الصهيوني أو زار إحدى سفاراته أو مؤسساته في دول العالم كافة أو إتصل بأي منها”، و لكن الفقرة ثانيا من المادة 4 نفسها جاء فيها “لا تسري أحكام هذه المادة على الزيارات الدينية المقترنة بموافقة مسبقة من وزارة الداخلية العراقية” و بهذا الإستثناء ينفتح الباب الديني للسفر إلى الكيان الصهيوني, و عن طريق هذا الباب سيستطيع العراقيون، من تلقاء أنفسهم أو بدعوة من الكيان الصهيوني، زيارة المقدسات الإسلامية في القدس التي هي عاصمة الكيان الصهيوني، و هذا سيضفي شرعية للكيان الصهيوني و عاصمته القدس. و لأول مرة في ظل هذا القانون ستحمل جوازات سفر العراقيين ختم الكيان الصهيوني “إسرائيل”، و سيقوم الكيان الصهيوني بتنظيم زيارات دينية للعراقيين و الترحيب بهم و الإحتفاء بهم في الوسط الإجتماعي و الإعلامي و تحميلهم الهدايا ذات الصبغة الصهيونية لإستعمالهم الشخصي و التجارة بها، و هذا سيكون كسراً للحواجز القائمة بين الشعب العراقي و الكيان الصهيوني. و سيقوم الإعلام الصهيوني بالتطبيل و التزمير لهذا التقارب العراقي الصهيوني، و سيكون هؤلاء العراقيين دعاية مجانية للكيان الصهيوني بما سيجدونه فيه من تقدم عمراني نحن نفتقده و هذا هو فحوى التطبيع الذي يبتغيه الكيان الصهيوني و الذي نحن عنه غافلون.
ينص قانون العقوبات العراقي رقم ١١١ لسنة ١٩٦٩ النافذ في المادة 201 منه “یعاقب بالإعدام كل من حبذ أو روج مبادئ صھیونیة بما في ذلك الماسونیة، أو إنتسب ألى أي من مؤسساتھا أو ساعدھا مادیاً أو أدبیاً أو عمل بأي كیفیة كانت لتحقیق أغراضھا”، و كما يبدو واضحاً فإن قانون العقوبات العراقي النافذ بنص المادة 201 المطاطية لم يكن ليسمح لأحد حتى و لو التفكير بشيء إسمه الكيان الصهيوني و ليس زيارته بإسم الدين ليكون دعاية مجانية له.
عن طريق الباب الديني لقانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني سنرى مستقبلاً مواطني الكيان الصهيوني يصولون و يجولون في العراق، و في ظل الفوضى السياسية و صراع الأحزاب على السلطة و ضعف الدولة العراقية و الفساد المستشري فيها ستبدأ حقبة جديدة في العراق مشابهة لتلك الحقبة التي حدثت في فلسطين في نهاية عهد الإمبراطورية العثمانية على أيدي الصهاينة و إستحواذهم على فلسطين، و إذا بقينا على نفس الحال سيستحوذ الصهاينة على العراق لا سامح اللّـــه، و لات حين مندم.