23 ديسمبر، 2024 9:45 ص

قانون العشائر ونظرية التقدم الى الخلف

قانون العشائر ونظرية التقدم الى الخلف

في بداية حكم البعث وبالتحديد في اول سني السبعينات صدر قانون يمنع فيه استخدام الالقاب العشائرية والقبلية ورفعها من بطاقات الاحوال المدنية وعدها البعض ناحية صحية جدا تؤسس لدولة مدنية يسودها القانون والانتماء الوطني.
ولربما لو كان استمر العمل بهذا القانون الى الان لتغيرت المفاهيم والثقافات ولصارت ثقافة الوطنية هي السائدة لدى الفرد العراقي ولأنتفت النزاعات العشائرية والقبلية التي تفاقمت هذه الفترة . ولصار القانون هو مصدر الحكم ومصدر فض النزاعات وهو الامر الذي تسير بموجبه كل الدول المتقدمة والطامحة الى التقدم ..
ولكن لظروف معينة معروفة للجميع اعاد البعثيون الالقاب الى الحياة من جديد لحاجة الدولة الى العشائر والقبائل ابان فترة الصراع الحربي بين العراق وايران 1980 – 1988 ..
اما اليوم فلقد اصبح للعشائر قانون بعد ان صوت مجلس النواب العراقي قبل ايام بالموافقة على اصداره .
وهذا القانون سيجعل العراق يتقدم الى الخلف وبالتالي سيكون العراقيون محكومين بنظام عشائري تباركه الدولة اذن لا جاجة لنا الان بمراكز الشرطة التي سيغلب عليها الكسل بسبب انتفاء الحاجة اليها فالشخص يقدم شكواه الى عشيرته وهي بدورها ستتخذ الاجراء المناسب والحل المناسب لها
وستنتفي الحاجة الى المحاكم وسيكون شيخ القبيلة هو الحاكم كما كان يحصل حينما كان العرب قبل الاسلام مجتمعين كلهم في شبه جزيرة
العرب عل شكل قبائل متناثرة في ارض الجزيرة كلها.. حيث الحكم لشيخ القبيلة
والان وبعد مرور اكثر من الفي عام سيعود شيخ القبيلة هو الحاكم …. اذن ما حاجتنا الان الى رئيس جمهورية ونواب ثلاثة ؟؟ ورئيس وزراء ونواب ثلاثة ؟؟ ومجلس نواب و324 نائبا ؟؟ ووزراء ووكلاء وزارات ومديرين عامين ؟؟ وما حاجتنا الان الى مجلس القضاء الاعلى ((وهي فرصة ان نخلص من الفاسد رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود الذي بحت حناجر المنادين بأقالته )) …
ما دام قانون العشائر قد شرع (( اذن فلنذهب الى الصحراء حيث البحث عن (( الكلأ والعشب والماء )) . ومنها سنذهب الى سوق عكاظ نتبادل السلع ونشتري ونبيع
وهناك سنلتقي بشعراء المعلقات وربما سنكون نحن شعراء معلقات عصر معصوم وا والعبادي والجبوري وسنتحدث هناك باللغة العربية الفصحى قبل تهذيبها بعد نزول القران الكريم .
ايها العراقيون (( اذهبوا الى الحبشة فأن فيها حاكما لا يظلم عنده احد )) ..
اين الدولة المدنية التي نطمح ؟؟؟ واين الديمقراطية التي نريد ؟؟؟ واين الحرية التي نحلم ؟؟ ..
ما اسعدنا نحن اليوم بمجلس نوابنا الذي يسعى في تقدمنا الى الخلف والعودة الى نظام العشيرة !!!! وانا اتخيل اننا نقاتل بالسيوف ونركب الخيل لنجوب بها الصحراء …
ايها العراقيون احضروا جيادكم واحملوا متاعكم على ظهورها وامتشقوا سيوفكم ولنذهب جميعا الى الصحراء لنتوسط في ايقاف حرب داحس والغبراء …
شكرا لمجلس النواب العراقي الذي سيجعلنا نلتقي بأجدادنا بعد ان فقدنا الامل بلقائهم …