10 أبريل، 2024 8:02 م
Search
Close this search box.

قانون الحشد الشعبي والفرصة الاخيرة لنا

Facebook
Twitter
LinkedIn

على مدى ثلاث عشر سنة مضت يمطر علينا قادة ومثقفين اهل السنة حملات استنكار وتنديد من خلال بيانات ورقية او حملات دعائية كبيرة على المواقع الصحفية والاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي عن الواقع المرير الذي يعاني منه سكان المدن المدمرة ، ولكن للاسف لم نرى خلال الفترة الماضية اي مشروع عملي على ارض الواقع سواء من جهة الاحزاب السياسية او الافراد او الجماعات المدنية والدينية ولكن الشئ الوحيد المشترك بينهم جميعا هو التنظير في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي واصدار البيانات الورقية والشعارات الرنانه والكلام المنمق ،واكتفوا بالاستنكار والتنديد تجاه القضايا المصيرية الخاصة بجماهيرهم ويبد بان “مرض الاستنكار والتنديد” الذي يعاني منه قادة منظمة الامم المتحدة انتقل الى قادة وعلماء ومثقفين اهل السنة .
ويبقى السؤال هنا… ماالفائدة من مئات الصفحات الورقية التي تدين او تستنكر او البوستات والتويتات على مواقع التواصل دون عمل حققيي على ارض الواقع… ؟
  ولو نظرنا الى الامم المتحدة فهي منذ عشرات السنين تستنكر وتندد بجرائم القتل والاغتصاب ومصادرة حقوق الناس من قبل الحكام ولكن الواقع لم يتغير كما ان جامعة الدول العربية منذ اكثر من نص قرن تندد وتستنكر جرائم الاحتلال الصهيوني ومايفعله من تجريف للارضي الزراعية الفلسطينية وتشيد مستوطنات اسرائيلي عليها ولم ينفع ذلك مازالت اسرائيل تمشي بخطى ثابتة فعلية وعملية للتوسع في انشاء المستوطنات وقتل الفلسطينين دون حملات كلامية او شعارات ببساطة لان قادة الصهيونية لديهم خطط واهداف واضح يسيرون عليهامن اجل تحقيق حلم دولة اسرائيل الكبرى .
    الشاهد من ذلك بان من يمتلك مشروع وهدف واضح وويضع الخطط لبلوغ هدفه سيصل الى ذلك حتى ان كان اصحاب المشروع على باطل واسرائيل خير دليل على ذلك اضف الى ذلك المشروع الصفوي هو لايقل خطورة عن المشروع الصهيوني ويحاول اصحاب هذا  المشروع تصدير افكار ومبادئ ولاية الفقية الى الدول العربية ونجحوا الى الان في احتلال اربع عواصم عرببة ومشروعهم يمشي بخطى ثابتة نحو الهدف المحددة وهو السيطرة على البلاد العربية واعادة مجد الامبروطورية الفارسية العظمى وما التصويت اليوم على (قانون الحشد الشبعي) الا انتصارا جديدا لولاية الفقية على العرب في العراق فايران تخطط وتعمل ليلا ونهار من اجل اختراق العراق والدول العربية من خلال اتباعها في تلك الدول واقولها بصراحة دون تردد رغم انها حقيقة مؤلمة ايران نجحت بصورة كبيرة لان لديها خطط فعلية وعملية تسير عليها .    والطامة الكبرى بان قادة ومثلين اهل السنة يعرفون تلك المشاريع جيدا ويراقبون  تحركات وانجازات تلك المشاريع التوسعية يوم بعد اخر ولم يحاولوا العمل على وضع مشروع حقيقي واضح لصد وايقاف تلك المشاريع التوسعية ويكتفون بالاستنكار والتنديد فقط.! واذا ما رجعنا الى مواقف السياسين اما تلك المشاريع التي تنفذ على ارض العراق نجدها مخجلة جدا والسبب الخوف على مصالحهم الشخصية ،ومواقف الطرف الاخر الذي يجلس في الفنادق او البيوت وينظر بحرمة العملية السياسية ويعترض على كل مشروع للاصلاح وتغيير الواقع وخير مثال على ذلك ما طرحه بعض القادة والمثقفين “مشروع الاقليم السني” لحفظ المناطق المتبقية وسكانها من المشاريع التوسعية لولاية الفقية رغم انه حل جيد نوعا ما للمشكلة لانه يوفر الامان والسلام المطلوب لعودة الكفاءات التي هجرت المدن بسبب الحرب وتردي الاوضاع المعيشية والامنية وخاصة بان مدنهم الان باشد الحاجة لهم لاعادة بناء ها و اعمارها ،ببساطة فان اؤلئك القادة والمثقفين يعيشون في عالم افتراضي غير موجود على ارض الواقع وهو(حلم حكم العراق الواحد )ويجلسون في الفنادق بامان وسلام ولم يكلفوا انفسهم وضع حل لعلاج الواقع المرير الذي يعاني من سكان المدن السنية من تشريد في العراء ويكتفون بالاعتراض واذا ماطلب منه مشروع اخر لحفظ الحقوق والعرض والارض او حل للواقع المرير يصمت ويندهش ببساطة لان عملهم هو الاعتراض والتنديد فقط .! وليس وضع حلول للمشاكل ورسم خطط واضحة للخروج بالجماهير من واقعهم المؤلم الى بر الامان والاستقرار.
    اخيرا رسالتي الى شباب وقادة وعلماء ومثقفين اهل السنة يجب ان تدركوا بانه لا فائدة من الاعتراض وشن حملات كلامية على مواقع التواصل الاجتماعي من صوت على (قانون الحشد الشعبي) لم يتكلم بل اقرره بالفعل وبالقوة والتاريخ لن يعود الى الوراء ابدا ،لذلك يجب عليكم جميعا ترك العالم الافتراضي والانتقال الى العالم الحققي من اجل معرفة الواقع والمشاكل التي نعاني منها وتحديد سبل العلاج للخروج بالجماهير من هذه والازمة والمحنةالى بر الامان ،واستغلال الفرصة الاخير لنا وتشكيل قوات عسكرية تحمي مناطقتنا مثلما فعل الكرد والشيعة والمباشرة باعلان الاقليم السني.
فماهو المطلوب الان من الجماهير والقادة والمثقفين والعلماء …
اولا : يجب على الجماهير ترك العالم الافتراضي والتحرك على ارض الواقع والتعامل معه وفق المعطيات الموجودة فواجبهم الان ليس العزوف عن العملية السياسية لان ذلك سيزيد المشكلة تعقيدا اكثر بل واجبهم المشاركة بقوة بالعملية السياسية وتغير الخارطة السياسية واستبدلها بشخصيات وطنية صادقة تعمل بكل مالديها لانقاذ ماتبقى من مناطق اهل السنة. ثانيا: يجب على القادة والمثقفين والعلماء النزول من ابراجهم العاجية القابعين فيها منذ سنين الى ارض الواقع من اجل التواصل مع الجماهير لمعرفة همومهم ومعاناتهم عن قرب ثم بعد ذلك وضع الحلول لعلاج هذا الواقع المؤلم ورسم سياسة واضحة يسير علىها جميع قادة الراي والفكر لاعادة بناء المدن واعمارها وتوفير المناخ المناسبة المطلوب لعودة العوائل والكفاءات العلملية للمباشرة بعملية اعادة اعمار المدن و اهم شي في ذلك السيطرة على الوضع الامني من خلال تشكيل قوات امنية وحرس خاص بالمدن للدفاع عن امنها وحقوقها.
ثالثا: اصبح الان من الواجب على القادة تدويل قضية اهل السنة والمطالب باستفتاء خاص لسكان تلك المدن لتقرير مصيرهم واقامة الاقليم السني لحفظ الحقوق والارض.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب