25 مايو، 2024 7:25 ص
Search
Close this search box.

قانون الحرس الوطني الحماقة الكبرى

Facebook
Twitter
LinkedIn

من يقرأ مسودة قانون الحرس الوطني اكيد سيصاب بالذهول وربما الانكسار لعل نهاية العراق الواحد وتشظيه الى دويلات عدة يرسخها ذالك القانون في مسودته وسيعتقد ان واضع تلك المسودة لا يمت الى العراق بصلة وليس من مواطنيه وأول ما يتبادر الى الذهن ان تلك المسودة كتبت في احدى دول الجوار وأرسلت الى لجنة كتابة تلك المسودة في مجلس الوزراء او يعتقد ان من كتبها هو من ازلام النظام البعثي الذي يريد ان يكافئ رجالاته بقانون يسمى قانون الحرس الوطني .
للحديث عن هذا القانون ممكن في دولة ليس لها جيش ولا قيادة عسكرية وكأنها دولة للتو خارجة لتعيش مثل باقي الدول وهي تفتقر لكافة مقومات الدولة ومهددة من قبل الداير الاقليمي ومحط اطماع تلك الدول عند ذاك من الممكن الحديث عن تكوين مليشيات او قوى متعددة تحمي مواطني تلك الاقاليم او المدن في تلك الدولة من تهديدات خارجية وليس دولة ذات سيادة لها جيش يقاتل ببسالة في جبهات عدة داخل العراق وله قيادة عسكرية ويتحرك على كامل التراب العراقي وبحرية كاملة ويمتلك اسلحة متقدمة ومتطورة ومعترف به كجيش للدولة العراقية من قبل الدول الاخرى.
القراءة الاولى لتلك المسودة وللوهلة الاولى يجعلك تعتقد ان تلك الوحدات التي ستؤسس في المحافظات العراقية واجبها التصدي للجيش العراقي ومنعه من الدخول الى تلك المدن وواضح جدا ايضا ان هناك غرض اخر وهو عودة الجيش الصدامي الى الواجهة برتب عالية ..والخطير ان هذا القانون سلم وبسهولة الاغبياء تقسيم تلك القوات بنسب في المدن التي يقطنها خليط عربي وآخر قومي وعرقي ,,فمثلا
المادة الثانية ..خامسا ..أ.. يعتمد تمثيل ابناء محافظة كركوك بنسبة 32% من العرب و32%من الاكراد و32% من التركمان و4% من باقي المكونات الاخرة كمسيحيين .
وللفقرة ذاتها ..ب.. يعتمد تمثيل ابناء محافظة بغداد بنسبة 50% من الشيعة و50% من السنة وحسب الوحدات الادارية وكثافتها السكانية .
وفي المادة الثانية ..2.. فضل وأعطى الاولية والأفضلية لرجال الجيش العراقي السابق من الضباط والمراتب واستثناء من اي قانون وضابطة امنية .
وفي المادة الثالثة ..1..يشير الى تكون قوة بمقدار قيادة فرقة لكل محافظة وقيادتها في مقر المحافظة وبإمرة المحافظ وبأشراف مجلس يسمى مجلس امن المحافظة وهذا المجلس يلغي قرار المحافظ بأغلبية الثلثين .
واجب تلك القوات هو حماية الحدود الادارية لكل محافظة والسئوال هو ممن تحمي تلك القوات المحافظات من اي اعتداء ؟ اعتقد انها تحمي المحافظة من قوات الجيش والشرطة الاتحادية وتقاتلها اذا حاولت الدخول الى تلك المدينة .
عدد القوات التي ستشكل لكل محافظة على اساس النسب السكانية لكل مدينة وتدفع لتلك القوات رواتب من ميزانية الدولة وتخصص لها ابواب صرف من الميزانية العامة وهذا بالتأكيد حمل اخر على كاهل الميزانية العامة التي هي تنوء من ثقل الفساد وقلة التخصيصات لتضاف لها ميزانية الحرس الوطني من رواتب وغذاء وتسليح .
هناك فقرة مدسوسة توقفت عندها وسيتوقف عندها اي متتبع وقارئ لتلك المسودة وهي الفقرة الثالثة من المادة الثانية ,,
يمنع دمج المليشيات والتشكيلات العسكرية من غير القوات الرسمية في قوات الحرس الوطني .
طبعا الغرض واضح من هذه الفقرة لكن اعتقد ان واضعها حاقد على قوات الحشد الشعبي والقوات الحزبية التي تقاتل اليوم بشراسة وضراوة في غير مدنها لتحرير مدن ديالى وتكريت والرمادي مثل سرايا السلام ..وبدر ..وعصائب اهل الحق وقوات اخرى مع العلم ان تلك القوات لا تقاتل في المدن التي ولدت فيها بل تقاتل في مدن لا تريدها لكن الحمية الوطنية جاءت بها الى الجهاد .واضح ان القانون فصل تفصيلا دقيقا على مدن بعينها وهي المدن التي تقطنها الاغلبية السنية والتي على اساس انها تريد التخلص من القوات والعصابات الدخيلة على مدنها ناسية ومتناسية ان تلك العصابات ما
كانت لتأتي لولا وجود حواضن وبيوت تأويها والا لماذا لم تدخل تلك العصابات الى المدن التي يقطنها الشيعة والذين هم يقاتلونها في المدن السنية مثل الرمادي والموصل وتكريت ..اضف الى كل ذالك ان مدن الوسط والجنوب يعمها السلام والاستقرار وهي ليست بحاجة الى اي قوات جديدة ميليشاوية ومكتفية بالجيش العراقي حامي كل التراب العراقي .. اكيد ان الفكرة الخبيثة المدسوسة في جوف وعمق مثل هذا القانون له غاية واضحة هو جعل العراق عبارة عن مدن محاطة باسلاك شائكة وجيش خاص بها لكل مدينة يسأل الداخل والخارج عن غدوه ورواحه او لعل تلك الوحدات ستشرع قوانين
فرعية مثلها مثل مدن الاقليم الذي لا يقبل بدخول احد من العرب الى مدنه الا بكفيل معرف لدى تلك القوات …
لذا على المثقفين اولا والإعلاميين وحتى رجالات الدين الوطنيين التصدي لهذا القانون ووأده في مسودته الاولى والاكتفاء بجيش عراقي واحد عقائدي يضم كل طوائف الشعب العراقي ومن مدنه المختلفة وله قادة وطنيون لا يسأل عن انتماءاتهم الطائفية والعقائدية والاثنية همهم الحفاظ على وحدة العراق واهل العراق وعدم صنع دويلات داخل دولة العراق وجيوش مشبوهة تقاتل جيشه الواحد .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب