لم يفاجئ العراقيين كثيرا من تقاعس اعضاء مجلس النواب في تشريع قانون التقاعد منذ فترة الثمان سنوات ولم ينبهر باجراء تصويت اعضاء مجلس النواب على قانون التقاعد والذي جاء بعد فترة مخاض طويلة ومضنية بسبب المساومات والمزايدات بين الكتل وربما ليس من قبيل الـ (مصادفة) ان يتم التصويت عليه مع قرب موعد الانتخابات التشريعية لكي يبقى طعمه ونكهته يتذوقها (المتقاعد) لتذهب بصمته لمن يريد جعل هذا القانون من انجازاته بحيث نرى اليوم وجود كتل واحزاب تريد تجيير أي منجز مؤسساتي اليها . ونعلم جيدا ان ولادة قانون التقاعد كانت عسيرة بحيث انه حتى مع اجراء عملية فتح البطن( قيصرية) لم تنجح معه بنسبة نجاح مئة بالمئة ليكون هذا القانون قدر الامكان في مصلحة الطبقات المسحوقة والفقيرة بل ذهب كادر العملية (النواب) الى ايجاد مكان اخر لولادة هذا القانون من منطقة جديدة وهي (الخاصرة) وذلك من خلال ادراج فقرتين لم ولن يتفق عليها الشعب العراقي ابدا وهي تقاعد اعضاء مجلس النواب والخدمة الجهادية فمع التقدير لهتين الفئتين الا انهما ليسا افضل من عامة الشعب والمتقاعدين الذين افنوا عمرهم في فترات غنية عن التعريف في حين ان هتين الفئتين ليس لهما انجازات يستحقون عليها ان ياخذوا من قوت المواطن كما لا يحق لاي كان ان يفرض ارادته على ارادة الشعب , فالمؤتمنون (اعضاء البرلمان ) المصوتون مع الاصرار على تقاعدهم يبدوا انهم لايعرفون معنى اداء الامانة الانتخابية وتاكيد الثقة الممنوحة التي منحت لهم ومما يؤسف له انهم يريدون خيانتها بالتصويت النابع من ارادتهم لا من ارادة ناخبيهم في اخر ايام وجودهم في البرلمان فخير الاعمال خواتيمها .
صحيح اننا طالما سمعنا منكم ان العراق كعكة يتقاسمها السياسيون لكن يصل مقدار الطمع الى درجة الانحناء الى الارض للعق حتى فتاة الكعكة امر مخجل فنحن في دولة تتباها بدينها وعروبتها واخلاقها وتاريخها فمن يرى نوابنا يتهافتون على راتب تقاعدي هم غير مستحقيه في أي شريعة او أي قانون يتصور اننا في قلب افريقيا الجرداء او اقصى غابات امريكا الجنوبية . نتمنى من نوابنا ان يكونوا اكبر من هذا الشيء فلا يكونوا سببا ليأس الشعب من العملية الديمقراطية وفقدان الامل . والخطر الاكبر ان يفقد ثقته بكم ويتصرف على نحو يعتبركم فيه خائني الامانة وسراق قوته . انكم اليوم في اختبار كبير وعليكم تضحية اكبر ان اردتم حسن العاقبة .