توكد التقارير الدولية بارتفاع نسبة الفقر بين شرائح المجتمع العراقي منذ عام 2003 م ، و قد تصاعدت نسبته وبلغ عدد العوائل ضمن هذا الخط الى (8) ملايين عائلة ، و لو اعتبرنا كل عائلة تتألف من (3) اشخاص سيكون (24) مليون فقير . وبات الفقر شبحاً يهدد العراقيين في حين يصاب الالاف منهم بأمراض مستعصية كالسرطان والعمى والكسور وامراض اخرى لا حصر لها ولا يجدوا من يقدم لهم العون والمساعدة . ونجد طوابير المرضى امام اللجان المختصة للحصول على موافقات لارسالهم الى الخارج لغرض العلاج واجراء العمليات بعدما فقدوا الامل في الشفاء داخل العراق . ان ارتفاع نسبة التضخم وازياد متطلبات الفرد من الحاجات الاساسية وانفاق معظم دخله على الطاقة والنقل والعلاج ، بعدما تفشت الامراض المزمنة وعدم قدرة المستشفيات العراقية على تقديم خدماتها للمرضى . في حين نجد كم عدد من المواطنين يعانون من امراض ولم يجدوا اموالا ً لاجراء عمليات جراحية في داخل العراق وليس في خارجه . ان الفقر هو ثالوث مستعصي يواجهه المواطن بالرغم من وجود موازنات انفجارية تعادل موازات ثلاث او اربع دول خليجية ، والسبب يكمن في تبديد هذه الاموال وعدم انفاقها في الجوانب الاساسية التي تهم المواطن لا سيما الشرائح الواقعة تحت خط الفقر المدقع ومنها المتقاعدين ، واضحت قضيتهم مزايدات سياسية لم تجلب لهم سوى اللعب بمشاعرهم وحقوقهم ، فضلاً عن كثرة التصريحات وكل يغني على ليلاه لا تهمه هذه الشريحة بقدر ما يهمه كيف يستميلها اليه في الانتخابات المقبلة . لذا نرى ان المعالجات الترقيعية في تحسين مستواها المعاشي لن تسفر سوى عن اكراميات لا تجدي نفعاً لحين تعديل قانون التقاعد . ولم يحصل على اتفاق بين النواب على تمرير هذا القانون والذي سيكون بمثابة نقلة نوعية في تحسين احوالهم ورفع مستواهم المعاشي ، وبالتالي يجنبهم انتظار الاكراميات بين الحين والاخر . واصبح التلاعب بالمال العام وصرفه بدم بارد وبلا مسؤولية ودون النظر الى ملايين من العراقيين يعانون من شظف العيش والجوع والمرض ظاهرة لم يدركها السياسيون بعد . اذاً اين هي العدالة الاجتماعية يا مسؤولون؟ . في حين تصرف مليارات وتسرق اخرها في وضح النهار ولا تجد من يحترق قلبه . وبقيت شريحة المتقاعدين تلوذ وتتضرع جوعاً وتتحسر عما يحدث وتترقب وتتابع كل يوم وليلة قانون التقاعد الجديد اين حل وارتحل في سباقه المارثوني بين مجلس النواب و شورى الدولة والوزراء ولعلنا نحظى به في دهاليزها المظلمة ام في غيابات الجب .