21 ديسمبر، 2024 11:14 ص

قانون التقاعد وغيابات الجب !

قانون التقاعد وغيابات الجب !

توكد التقارير الدولية  بارتفاع نسبة الفقر بين شرائح المجتمع العراقي منذ عام 2003 م ، و قد تصاعدت نسبته وبلغ عدد العوائل ضمن هذا الخط الى (8) ملايين عائلة ، و لو اعتبرنا كل عائلة تتألف من (3) اشخاص سيكون (24) مليون فقير . وبات الفقر شبحاً يهدد العراقيين في حين يصاب الالاف منهم بأمراض مستعصية كالسرطان والعمى والكسور وامراض اخرى لا حصر لها  ولا يجدوا من يقدم لهم العون والمساعدة . ونجد طوابير المرضى امام اللجان المختصة للحصول على موافقات لارسالهم الى الخارج لغرض العلاج واجراء العمليات بعدما فقدوا الامل في الشفاء داخل العراق . ان ارتفاع نسبة التضخم وازياد متطلبات الفرد من الحاجات الاساسية وانفاق معظم دخله على الطاقة والنقل والعلاج ، بعدما تفشت الامراض المزمنة  وعدم قدرة المستشفيات العراقية على تقديم خدماتها للمرضى .  في  حين نجد كم عدد من المواطنين يعانون من امراض ولم يجدوا اموالا ً لاجراء عمليات جراحية في داخل العراق وليس في خارجه . ان الفقر هو ثالوث مستعصي يواجهه المواطن بالرغم من  وجود موازنات انفجارية تعادل موازات ثلاث او اربع دول خليجية ، والسبب يكمن في  تبديد هذه الاموال وعدم انفاقها في الجوانب الاساسية التي تهم المواطن لا سيما الشرائح الواقعة تحت خط  الفقر المدقع ومنها المتقاعدين ، واضحت قضيتهم مزايدات سياسية لم تجلب لهم سوى اللعب بمشاعرهم وحقوقهم  ، فضلاً عن  كثرة التصريحات وكل يغني على ليلاه لا تهمه هذه الشريحة بقدر ما يهمه كيف يستميلها اليه في الانتخابات المقبلة . لذا نرى ان المعالجات الترقيعية في تحسين مستواها المعاشي لن تسفر سوى عن اكراميات لا تجدي نفعاً لحين  تعديل قانون التقاعد .  ولم يحصل على اتفاق بين النواب على تمرير هذا القانون والذي سيكون بمثابة نقلة نوعية في تحسين احوالهم ورفع مستواهم المعاشي ،  وبالتالي يجنبهم انتظار الاكراميات بين الحين والاخر . واصبح  التلاعب بالمال العام وصرفه بدم بارد  وبلا مسؤولية  ودون النظر الى ملايين من العراقيين يعانون من شظف  العيش والجوع والمرض ظاهرة لم يدركها السياسيون بعد .  اذاً اين هي العدالة الاجتماعية يا مسؤولون؟ . في حين تصرف مليارات وتسرق اخرها في وضح النهار ولا تجد من يحترق قلبه . وبقيت شريحة المتقاعدين تلوذ وتتضرع جوعاً وتتحسر عما  يحدث وتترقب  وتتابع كل يوم وليلة  قانون التقاعد الجديد اين حل وارتحل في سباقه المارثوني بين مجلس النواب و شورى الدولة والوزراء ولعلنا نحظى به في  دهاليزها المظلمة ام  في غيابات الجب  .