لك الله يا وطن .. ولك الله يا شعب , من سيء إلى أسوء , ومن فخ قذر وحفرة وهاوية , إلى فخ أقذر وحفرة أعمق ومصير مجهول أسود , ومن حاضر مفجع تعيس بائس , إلى مستقبل محفوف بالمخاطر لا يعلم إلا الله مدى مخاطره وأخطاره وعواقبه الوخيمة على مصير وطن ومستقبل شعب , إذا نحن استسلمنا للأمر الوقع وقبلنا بالفتات التي يجود به علينا حزب الدعوة وأزلامه , وفي حال تصديقنا لفرية وأكذوبة الديمقراطية الفريدة في الشرق الأوسخ , وبقينا نترقب موعد الانتخابات القادمة كي نرفض ونغير هؤلاء الهتلية والسيبندية الذين تسيدوا علينا في غفلة من الزمن الأغبر , لنمنح أصواتنا من جديد كي نأتي بحرامية وبشلة وعصابة جديدة جائعة تنهب ما تبقى من خيرات وثروات هذا البلد المنكوب , وتجثم على صدورنا أربع سنوات قادمة ونحن لهم صاغرون .
فهل يعقل بعد عشر سنوات عجاف مريرة قاسية ونحن ننتظر الفرج والمولود الجديد بعد كل هذا المخاض العسير للعراق الجديد , أن يولد لنا مولود لقيط مشوه قبيح كسيح مشبوه , أطلق عليه اسم ( قانون البنى التحتيه ) , لينطبق علينا المثل العراقي القائل ( صام .. صام .. وأفطر على بصلة ) ويا ليتها بصلة !؟, وما علينا إلا تقديم فروض السمع والطاعة والسكوت , وأن نفرح ونتفاءل بهذا الإنجاز العظيم تيمناً بالمقولة العراقية : ( إلي يشوف الموت يرضى بالصخونة ) .
فبعد كل ما لحق بالعراق من خراب ودمار ونهب وسلب .. ما فوق وما تحت الأرض على مدى عشر سنوات, وبعد أن تم بيع ورهن ثروة العراق البترولية والكبريتية والفوسفاتية للشركات الاحتكارية الأجنبية من جديد , والتي أخرجها العراق إبان الحكم ( الدكتاتوري الصدامي البعثي الشمولي ؟؟؟, عام 1972 عندما أمم نفط العراق ورفع شعار نفط العرب للعرب ) , والذي أخرج هذه الشركات الاحتكارية من أوسع أبوب وبوابات العراق الوطنية .. العراق الحر المستقل والسيد على كل شبر من أرضه وترابه الوطني , جاءت هذه الشركات الاحتكارية وجاء هؤلاء الضباع ليدخلوا من جديد , ولكن هذه المرة من شباك التحرير الأمريكي الإيراني الطائفي القذر , وتحت قوانين قرقوشية كقانون اللفط والغاز .. , وقوانين الترخيص والمزاد والكوميشن العلني وغير العلني لتفصيخ العراق وبيعه في المزاد العلني , ناهيك عن هدر وحرق الغاز الوطني وشراء الغاز الإيراني بمئات الملايين من الدولارات لتمويل ودعم الاقتصاد والبرنامج النووي الإيراني , عن طريق مد أنبوب الغاز من إيران إلى العراق بكلفة 450 مليون دولار من قبل الشركات الإيرانية الموالية !؟, والذي تم إنجاز أكثر من نصفه لحد الآن , وسيتم افتتاحه منتصف عام 2013 بهمة وقوة الولي الفقيه فألف مبروك يا عراقيين .
أما الآن جاء دور رهن وبيع ما تبقى من أبناء الشعب العراقي والأجيال القادمة بشكل رسمي وقانوني ودستوري , تمهيداً لمحو ومسخ الهوية الوطنية لهذا الشعب المغلوب على أمره وهذا البلد المنكوب . إن ما أقدمت عليه حكومة نوري المالكي بعد سبع سنوات من حكمه القويم الرشيد ؟, وبعد عشر سنوات من الخراب والدمار والفلتان الأمني , بطرحها مشروع قانون وقرار ما يسمى بقانون البنى التحتية ؟, بالتزامن مع قانون العفو العام عن مئات الآلاف من الأبرياء المغيبين ظلماً وعدواناً في سجون ومعتقلات حزب الدعوة الإيراني الحاكم السرية منها والعلنية بدون أي تهمة موجهة لأكثرهم .. إلا تهمة واحدة وهي : كونهم عرب .. عراقيين يرفضون الاحتلال والتدخل الأجنبي ونهب وتدمير بلدهم .
إن هذا القانون ما هو إلا نوع آخر جديد من قوانين شريعة الغاب التي يتم طبخها في مطبخ السفارتين الأمريكية والإيرانية في المنطقة الخضراء , ومن ثم يتم تقديمه للتصويت عليه تحت قبة البرلمان المتمقرط تمقرطاً حوزوياً أمريكياً إسرائيلياً غريباً عجيباً , ظاهره سياسة التهديد والوعيد بين ولاية الفقيه والشيتان الأكبر , ومحو دولة إسرائيل من الوجود عبر طريق القدس ( رقم 34 سنة تهريج ) المار عبر كربلاء ؟, وباطنه الضحك على ذقون الغشمة والمغفلين من الأتباع والموالين .
أي أن من يريد الحرية لشعبه ويدخل في لعبة ( الدم قراطية ) عليه أن يقبل وينصاع لقوانينها وفنونها ولكماتها حتى لو كانت ضرباتها تحت الحزام ؟, وتحت شعار السياسة فن الممكن , وأن هذا القانون الجديد الذي يراد من خلاله تعمير ما خربته الحروب والحصار والاحتلال هو مشابه لقانون ( مارشال ) بعد الحرب العالمية الثانية , ولكن بالمقلوب في الحالة العراقية , أي على العراق الذي دمرته دول المحور الجديد أمريكا + حلفائها منذ عام 1991 أن يقدم ضمانات مكتوبة لهذه الدول التي دمرته ونهبته لكي تتم إعادة بنائه وإعماره ؟؟؟, لذا يجب أن يتم تكبيله وتقيده بعقود واتفاقيات دولية وهمية طويلة الأمد لا يعلم إلا الله كيف ستنتهي أو كيف يتم التخلص من آثارها وتبعاتها المهينة والمدمرة على العراق أرضاً وشعباً مستقبلاً .
قصة ومحنة العراق تكاد تكون فريدة من نوعها خاصةً منذ أن تم غزوه واحتلاله , فالأموال التي كانت في حوزة العراق كأرصدة مجمدة في فترة الحصار , وكذلك استثمارات العراق الإستراتيجية في الخارج والتي من المفارقات الغريبة والعجيبة لا يتكلم عنها أحد لحد الآن وهي بالمليارات وليس بالملايين ؟, ولم يعرف الشعب العراقي عن مصيرها شيء ؟, وكم هو حجمها ؟, وأين ذهبت , بالإضافة إلى المساعدات الدولية التي حصل عليها العراق في بداية الاحتلال , وكذلك الـ ( 700 مليار دولار) التي جناها العراق من صادرات النفط والصادرات الأخرى , أي حوالي أكثر من ترليون دولار أي أكثر من 1000 مليار دولار !؟, هذه الأموال الهائلة .. هل سئل الشعب العراقي نفسه يوماً أين ذهبت ؟, ولأي مشاريع رصدت ؟, وماذا تم إنجازه منها إن هي وجدت ؟, وإذا لم يتم بناء أو إنجاز أي مشاريع بها .. ففي جيوب وحسابات من دخلت يا ترى ؟؟؟, والتي لو قدر لها أي لهذه الأموال أن تسخر في مجال البناء والإعمار بشكل صحيح ونزيه لكانت تكفي ليس لبناء العراق لوحده .., بل كانت لتكفي لبناء العراق وخمس دول عربية أصغر أو أكبر منه بشكل يرقى أن يضعها جميعاً في مصاف الدول المتقدمة كالسويد أو ألمانيا , أو في أضعف الإيمان حتى على مستوى دولة الإمارات العربية أو المملكة العربية السعودية .
فكيف يجوز لنا أو كيف نسمح لأنفسنا كعراقيين بعد كل هذه السنين الطويلة من المعانات والحرمان التي خسرناها من أعمارنا ومن مستقبل أبنائنا , بعد أن سكتنا وتقاعسنا على رهن جميع ثرواتنا الطبيعية من ذهب ونفط وزئبق أحمر ويورانيوم وكبريت وغاز وفوسفات وغيرها لا يعلمها إلا الله بيد الشركات الأمريكية والإيرانية والأوربية , أن نستيقظ اليوم من جديد وكأننا كنا في سبات ونوم عميق على أكبر عملية نهب ونصب واحتيال وجريمة اشتركت بها جميع دول العالم وفازت بورقة الحظ يا نصيب العراقية , وخرجنا نحن منها خاسرين ومفلسين من كل شيء , وترك أغلب العراقيين .. الجمل بما حمل للأمريكان والإيرانيين , وذهبنا نتكفف الدول الأجنبية والجمعيات الخيرية كالصليب الأحمر الدولي , ونقف طوابير كلاجئين ومغتربين أمام سفارات الدول حتى تلك التي شاركت في جريمة الاحتلال , نشحذ وطن جديد يؤوينا في أغلب دول أوربا ودول أمريكا الشمالية لطلب الحماية والعون والمساعدات الإنسانية .
الخطوة التي اخترعها أسياد المالكي وخبرائهم الذين علموه السحر وأوصلوه إلى سدة الحكم , ودربوه تارة في قم وطهران وتارة في أروقة ودهاليز البيت الأبيض .. علموه كيف يفاجئ العراقيين ويبتزهم ويقايضهم تارةً بأرواحهم وحتى بأعراضهم وشرفهم وكرامتهم عندما بدأ يعتقل أم وزوجة وبنت المطلوب في سابقة خطيرة لم يرتكباها حتى الصهاينة الذين يحتلون فلسطين منذ أكثر من ستة عقود ’ لكن المالكي وحكومته العميلة لم تبقي ولم تذر من شيء ومن ارتكاب أي فعل مشين بحق هذا الشعب , وتارةً أخرى نراه اليوم قد أقدم بكل صلافة وحرفية لصوصية وبأوامر من أسياده في قم وطهران والبيت الأسود أن يقايضهم بهذا القانون البائس والمخادع والمرواغ , ليضمن لنفسه وللعصابة التي يقودها منذ سبع سنوات الفوز بولاية ثالثة ورابعة … وليذهب الشعب العراقي إلى الجحيم , ويبقى هذا الشعب الخائف والمرعوب من قانون أربعة إرهاب يئن تحت سياط جلادي دولة القانون وفتاوى المرجعية الرشيدة الساكته من جهة , وبين مطرقة إيران وزناجيلها وقاماتها على رؤوس وظهور العراقيين وسندان أمريكا والغرب من جهة أخرى .
الشعب العراقي الآن .. الآن .. وليس غداً أبو بعد غد مطالب وبكافة قومياته وملله ونحله وأديانه أن يقول كلمته الأخيرة , وليحسم هذه المعركة المصيرية والمفصلية من تاريخه .. يكون أو لا يكون , يسود أو لا يسود , ويعود أو لا يعود لرشده والسيطرة على زمام أموره , كي يخرج من عنق الزجاجة التي حبس فيها أنفاسه المالكي ورهطه من صهاينة وإيرانيين على مدى سبع سنوات , أحرق خلالها الحرث والنسل ولم يبقي من العراق إلا الاسم فقط , ومن هذا الشعب إلا الرعاع وجيوش الأميين الذين ألهتهم وما زالت تلهيهم المرجعية السستانية بأمور وطقوس لا تمت للدين ولا للعادات ولا لتقاليد هذا الشعب بأي صلة .
المرحلة حساسة وخطيرة جداً , وتتطلب منا جميعاً وقفة وطنية مشرفة , لوقف مسلسل هذه المهازل والهزائم الوطنية المتتالية , التي تحوكها إيران وأمريكا معاً في السر وتنفذها حكومة نوري المالكي , وفي حال تمكن هذه الحكومة من تمرير مثل هكذا قانون , كما مرروا بالأمس القريب قوانين وتشريعات قرقوشية , وسنوا دستور نوح فليدمان , وجميعها بعيدة كل البعد عن تاريخ وحضارة هذا البلد العريق , فسيأتي اليوم الذي سيشرعون فيه .. لا سامح الله قانون تقسيم العراق وتمزيقه على أساس عرقي قومي طائفي , وما هذا القانون إلا كغيره … من القوانين التي مررت من ذي قبل … بعد أن يتم جس نبض الشارع العراقي ؟, أو شغله وشل عقله بتأمين قوت يومه , أوتمزيق أجساد أبنائه إلى أشلاء متناثرة عن طريق الموجات المتتالية والمتلاحقة بواسطة السيارات المفخخة , وما هذا القانون الجديد وهذه التفجيرات الجديدة التي رافقته إلا كسابقاتها من أفلام جس النبض ومعاينة وجولة ميدانية لنفس ذلك المريض الراقد في المستشفى ( العراق ) منذ عشرة سنوات , هل لازال فاقد الوعي والحس الوطني ؟!, وهل لازال في حالة غيبوبة تامة في غرفة الإنعاش المركز , أم صحى من غيبوبته الطويلة , وسيقوم وسينهض من جديد من هذه الكبوة , ويقلب الطاولة على رؤوس أصحابها ؟؟؟.