في دول العالم المتقدمة والحضارية التي تهتم بالبيئة وتحترمها يتم اعادة تدوير الفضلات الورقية منها والبلاستيكية والزجاجية والمعدنية بل وحتى العضوية. وبشكل عام لا يمكن ان يعاد انتاج نفس المواد الاصلية من اعادة التدوير حيث تفقد المواد بعض خواصها الكيمياوية والفيزياوية الأصلية. لذا يتم تحويلها الى منتجات أخرى مفيدة كطبقات البيض وورق التغليف والملابس البلاستيكية والعوازل وحتى في تبليط الشوارع.
في العراق العظيم المتجذر في الحضارة لدينا اعادة تدوير على مستوى البرلمان والحكومة حيث يتم كل اربع سنوات اعادة تدوير نفس الوجوه النتنة والعفنة الى البرلمان ومنه تخرج وجوه اكثر تشوهاً وقبحاً لتشكل الحكومة وذلك من خلال قانون انتخابات مفصل على مقاس الكتل السياسية التي صنعتها امريكا منذ تشكيل مجلس الحكم وهي تكبر وتتربع على عرش المناصب والثروات يوماً بعد يوم.
فالكتل السياسية المهيمنة على البرلمان ضمنت بقائها من خلال قانون اعادة التدوير عفواً الانتخابات الذي انتجوه مؤخراً بحيث لن يسمحوا لأي تكتل جديد او كتل صغيرة ان تأتي الى مقاعد البرلمان وبالتالي نفس حكومة المحاصصة والتوافق والشراكة في تقسيم السلطة. فهنيئاً للشعب العراقي اعادة تدوير نفاياته عفواً نوابه وحكومته وحصوله على برلمان نظيف خالي من الوجوه الجديدة التي تسبب التلوث للبيئة والمنافسة والازعاج للكتل الحالية. فلا معارضة ولا استجواب ولا محاسبة والكل راضي ومرتاح البال ويقبض.