23 ديسمبر، 2024 1:51 ص

قامات عراقية في زمن التقزم

قامات عراقية في زمن التقزم

حين ينحدر كل شيء في البلد , حين يصبح الوطن عرضة للضياع , حين يتمكن الفاسدون وأصحاب الغايات الدنيئة من مقاليد الأمور , لا يبقى الا ان نحاول بعث الامل عبر استذكار او اظهار نماذج وطنية يمكن ان تشكل دراسة سيرتها محركا لأصحاب الهمم لانطلاقة جديدة , ويستعر الحنين لاستذكار رجال ونساء من وطني رفعوا اسمه عاليا , والعراق ولاد فلا يعدمه ان يلد كل يوم من يستطيع من يأخذ بيده نحو بر الأمان , ولان كانت شخصيات عراقية تركت بصماتها التي لا يعلوها غبار الاحداث مثل منذر الشاوي الذي مازال العراق والشركة العامة للموانئ تدين له بالفضل بما ارساه من أسس حكيمة لتلك الشركة التي تعد رمز من رموز العراق الحديث فان اليوم لدينا من الرموز ما لا يمكن حجبه عن ابناء العراق وفي مقدمتهم الخبير جبار اللعيبي , ولعل حجم التأييد الذي حظي به في الانتخابات والاصوات التي حصدها برغم ما اثاره منافسوه دليل على ان الرجل ابن العراق والبصرة ولد من رحمها ونشا في اكنافها , تجارب اللعيبي الذي جعلته رجل مقرب جدا من اهل البصرة والعراق يمكن ايجازها بانه يفعل كل ما من شأنه تسهيل حياة المواطنين سواء عبر تعبيد الطرق او إيصال مياه الاسالة او تجهيز مستشفيات الحكومة العاجزة عن توفير العلاج للمرضى وكل هذا وهي ليست من مهامه باعتباره مديرا عاما لشركة نفط البصرة او وزيرا للنفط لاحقا , بقي ان نعرف ان رجلا بعمره الذي ناهز السبعين عاما لا ينام الا 6 ساعات يوميا فيما يعمل 18 ساعة وهو ليس مجبرا او مضطرا لذلك لكنه يحمل هما العراق الكبير بأبنائه , وما هؤلاء الذين يتحكمون بمصير البلد الا أناس طارئين استغلوا سذاجة الناس والجهل المتوارث فيهم , وان شعارات الولاء الطائفي ما كانت الا لتسويق هذه الثلة الفاشلة عبر تحشيد طائفي مقيت وانت الغلبة لابد ان تكون لأصحاب الحس الوطني أيا كان دينهم او مذهبهم وان الكفاءة هي المعيار الانجع في خدمة البلد . فحين تقارن الطبقة الحالية من قادة البلد بشخصيات مضت او ربما مازالت تنتج يستحوذ عليك الألم والامل في وقت واحد فلله درك يا عراق كلهم كانوا أبناء عوائل مكافحة , عوائل تدرجت بجهدها الخالص دون الاتكاء على عقود وهمية ومشاريع فاشلة تمكنوا بها من سرقة قوت الشعب ليصبح ثروة لهم ولكن كما اسلفنا مازال الامل موجود ان يسند الغيارى أبناء البلد المخلصين لكشف غبار الفساد السياسي الذي غطى قامات وطنية شامخة شاء الفاسدون ام أبو.