نظام المحاصة – سيء الصيت – في العراق وضع الكثير من الاشخاص في مواقع ومناصب كبيرة ومهمة جداً ، وكان ماكان من تدّني للاداء او حدوث تداعيات كارثية نتيجة لشغل الامي والجاهل او عدم وضع الشخص المناسب في الموقع المفروض انه مناسب ، ولهذا شغل المهندس ( الذي يعرفه اكثر العراقيين ) كوزير لوزارة امنية – الداخلية – او وزارة المواصلات ووزارة المالية ، ووزارة اخرى – وهذه تدخل ضمن المقولة المعروفة : ان ينتقل المرء بسرعة من تحت الارض الى قمة السلطة تجعل المرء يشعر بالدوار ، والذي ينعكس سلباً على اداء وزارة باكملها ، فالولايات مضامير الرجال ، واحسب ان الجميع قد فشل في السباق .. ويحضرني هنا قول المصطفى (ص) : من ولي احداً من المسلمين وفيهم من هو افضل منه فقد خان الله ورسوله ، او حديثه الاخر : اذا وسّد الامر الى غير اهله فانتظروا الساعة .. وقال الحكيم علي (ع) : تعلّمت من رسول الله ؛ ان الولاية لاتُعطى لمن يطلبها ، ولا لمن يحرص عليها .. بعد هذه المقدمة : لقد تابعت لقاءاً تلفزيونياً في قناة Rt الروسية مع وكيل وزارة الخارجية العراقية السيد نزار خير الله ، ولقد اثار فيّي هذا الحوار نقطتين : كيف يكون وكيل وزارة افضل واكثر جدارة من وزيره ، وثانياً ، لماذا لم يكم هذا الشخص القديرعلى راس الوزارة وهو بهذا المستوى المهني والجدارة ؟ لقد كانت جميع اجاباته على اسئلة محاورة تنم عن وعي وحرص كبير ، جعلتني اشعر بالفخر والاعتزاز بشخص هذا الرجل ، والشعور بالخيبة ايضاً عند مقارنته باداء وكفاءة كل وزراء الخارجية السابقين ، فليس من الانصاف ان يسود الجهلة والاميين في بلد عريق كالعراق ، فهل يعقل وزير كهرباء مهندس مدني او وزير تربية صيدلاني ؟ وهل من هو في منصب مدير عام ليس له رصيد من خدمة مدنية او ممارسة في مجال منصبه.. عبد الامير الربيعي ( شقيق موفق الربيعي ) بمنص مدير عام وقد سرق عشرين مليار دينار عراقي وهرب الى الخارج !
ولنا في حال وزير الدفاع السابق الذي حدثت في عهده الانتكاسة والانهيار في الملف الامني ودخول داعش ، او الطبيب الربيعي وهو يدير ملف الامن الوطني !
او رئاسة اركان الجيش لشخص من البيشمركة ، وهذه الفوضى في الاختيار اذا رافقها فساد الشخص المسؤول فسوف تحدث الطامة الكبرى ولقد حدثت طامات في العراق في العهد الجديد !
لك الله ياعراق الخير