قالوا: هل لنا أن نسأل عن تطورات وباء الكورونا في العراق؟.
قلت: ما زالت الأحصائيات العراقية حول الوباء شحيحة، حتى أن المسؤولين في وزارة الصحة قد أوقفوا كما يبدو عقد مؤتمرات صحفية حول الكورونا، ولو على المنصة الأفتراضية.. ومع هذا فأرقام الأصابات اليوم في مختلف مناطق العراق ما زالت عالية.. وتشير الأرقام الى ما لا يقل عن 7 آلاف حالة أصابة بالكورونا يوميا، حيث زاد عدد الأصابات على المليون عراقي في حين توفي ما يزيد على 15 ألف عراقي بسبب مضاعفات الكورونا ومنذ بدء الوباء.
قالوا: وماذا عن المتغيّرات والسلالات الجديدة من الفايروس؟.. أين العراق من هذه الطفرات الوراثية في الكورونا..؟
قلت: لابد أن نعلم أولا أن العراق النظيف من الكورونا هو مهم لباقي دول الجوار وللمنطقة ككل.. ولكن ما علمناه اليوم أن هناك شك في وجود حالات من الفايروس المتغيّر الهندي في بعض من مناطق العراق. وعلى الأغلب فأنها نتجت عن عودة المرضى العراقيين الذين كانوا في الهند في رحلة للعلاج من أمراض مختلفة.. وكنا قد سمعنا عن أن هناك عددا من المواطنين العراقيين كانوا قد علقوا في الهند بعد أن تقطعت بهم السبل، نتيجة أنتشار الوباء في مدن الهند المختلفة ومنها العاصمة دلهي. ومن المعروف فأن التحورات أو الطفرات الوراثية في الفايروس أنما تنتج عن أنتشار الفايروس بين الناس بشكل غير مسيطر عليه، وعدم الألتزام بضوابط الصحة العامة من أرتداء الكمامات، والتباعد الأجتماعي، والنظافة الشخصية، والتهوية الجيدة.. الى غير ذلك.. وعليه فقد منعت أغلب دول العالم السفر بينها والهند للحيلولة دون أنتشار الوباء والفايروس المتغير الجديد أليها…
ومن الضروري التأكيد على أنه لم تثبت لحد الآن تفاصيل شدة الأصابة بالمتغير الهندي في الهند نفسها، حيث أن الموضوع بحاجة الى المزيد من البحوث. أضافة الى ضرورة الأنتباه الى طبيعة تأثير المتغيّر الهندي على فعالية اللقاحات المضادة للكورونا ومستويات المناعة التي تتكون في جسم الشخص الملقح.
قالوا: وماذا عن التلقيح ضد الكورونا في العراق؟
قلت: مع الأسف.. لا يزال المسؤول الصحي العراقي غير قادر على أعطاء أرقام محددة لأعداد المواطنين الملقحين. وقد يكون ذلك لتفادي الأحراج بالأمر ذلك أن أعداد الملقحين ما زالت قليلة بالنسبة لعدد سكان العراق، وما زال الأقبال على التلقيح بطيئا بل ومعدوما في بعض المناطق.
قالوا: وما الحل أذن في هذا الموضوع، خاصة وأن دول العالم المتقدم تقول اليوم أن لا طريق للخلاص من وباء الكورونا الاّ بالتلقيح؟
قلت: بالتأكيد فأن التلقيح ضد فايروس الكورونا (الكوفيد19) هو الطريق الفعال الوحيد اليوم والذي يضمن سيطرة الأنسان على هذا الوباء، وبالتالي أستعادته لحريته التي سلبت منه خلال العام الماضي، بعد أن أصبحت الكورونا وباءا يصيب الملايين من البشر في عموم دول العالم. ولعل البحوث التي نشرت مؤخرا في بريطانيا والتي تثبت أن جرعة واحدة فقط من لقاح الكورونا (أي لقاح مجاز) أنما هي كافية لتوفير مناعة بنسبة تصل الى 60% ضد المرض، بل وتمنع أنتشار الوباء بين الناس.. فالبحث قد أثبت بما لا شك فيه أن اللقاح يمنع أنتقال الفايروس بين شخص وآخر بنسبة 50%… وهو مهم مما يجب أن يتم التثقيف به. كما أن الأمر يستوجب العمل على توفير اللقاحات وأقناع الشعب بضرورة التلقيح حماية للوطن من فواجع وكوارث مضاعفات الكورونا على الصحة، ووقاية الشعب من مرض له تبعاته الضارة مستقبليا أيضا.
قالوا: وعودة الى المتغيّر الهندي من الفايروس.. كيف يمكن أن نحمي العراق منه بضوء ما ذكرته؟..
قلت: أولا يتوجب تشجيع الألتزام بقواعد الصحة العامة التي ذكرتها، وعدم التجمع للناس ومهما كانت الأسباب وراء هذه التجمعات، وخاصة خلال هذه الفترة من الزمن. كما قد يضطر صاحب القرار الى أغلاق المدن والمناطق التي ينتشر فيها المرض أكثر من غيرها، وذلك لمدة محددة قد لا تزيد على الأسبوعين، فأن ذلك بحد ذاته سيقلل من أحتمالية أنتشار الوباء ويقلل من عدد الأصابات، وأنتقال التغيّرات الفايروسية بين شخص وآخر.
وبالمناسبة فنحن نعلم أن هناك المتغيّر البريطاني من فايروس الكورونا في العراق، ولم يثبت لحد الآن وجود المتغيّر الهندي. وعليه لابد من الأنتباه الى المناطق التي ينتشر فيها الفايروس أكثر من غيرها، أو المناطق التي تكون الأصابات فيها شديدة خاصة بين الشباب، فأن ذلك مدعاة للشك بطبيعة الفايروس المسبب للمرض.
ومن المعروف فأن المتغير الهندي تكون طبيعة الأصابة به شديدة وسريعة الأنتقال بين الأشخاص. وعليه لابد من التعاون مع منظمة الصحة العالمية في التوصل الى سرعة التشخيص لطبيعة الأصابات بالكورونا في العراق، وطلب المساعدة في كشف الخارطة الجينية لفايروس الكورونا الذي يصيب المريض العراقي. وهذا بدوره سيكون مدعاة لزيادة الأهتمام بضرورة تكثيف الفحوصات المختبرية الخاصة بالفايروس (فحص البي سي آر) وبالتالي العمل وبسرعة لعزل من تثبت أصابته بالكورونا، وعلاج من يحتاج الى العلاج بعد المعاناة من المضاعفات المرضية (نسبة 5% من المصابين) .