فرصة أخيرة للعراقيين لأن يراقبوا حكوماتهم المحلية بأنفسهم، وترك المركزية لقتال داعش، وتقويم موازنة مرهقة بالتراكمات الفضائية والمشاريع الوهمية، ولا تبقى محافظة تدعي التهميش، في ضوء تقسيم عادل للثروات، وحين التفكيرالفدرالية، علينا إزالة جراثيم داعش، وعدم السماح لمن يريد لي الذراع الوطني وتحقيق أهداف الإرهاب ودعاة التقسيم، وحينما يكون لكل عراقي مسكن وفرصة عيش كريمة، نفكر بفدرالية تأتي بالتراضي، وتدعم حكومة تتبنى مشروع التقارب السياسي.
تعرضت فدرالية طرحها السيد عبدالعزيز الحكيم الى مجابهة وأصوات عالية، من السنة والشيعة، وإنخرطوا في جوق أعداء العملية السياسية، وأسموها تقسيم العراق.
تلك الأصوات لم تكن في وقتها والى يومنا هذا، تترجم على أرض الواقع الديموقراطية ومعنى حكم الشعب؟! ولم تعرف أن الفدرالية نظام حكم إداري ناجح، يوزع الصلاحيات، وحقق قفزات نوعية في نظام الحكم المحلي، كونه نظام يستطيع الحفاظ على إدارة المناطق من ساكنيها، ويضمن إستقرارها الأمني والخدمي والإقتصادي والثقافي، ويستطيع أبناء المناطق الضغط على الإدارة المحلية لتلبية الإحتياجات، وملامسة الواقع من المسؤول.
تُطرح الفدرالية في حالة الإستقرار الأمني والإقتصادي والإجتماعي؛ لتكون وسيلة تسابق وتنافس على تقديم الخدمات، وإستفادة المحافظات من تجارب بعضها، وليس في وقت الإنهيار الأمني وقلق الموازنة، مثلما سعت أطراف في التحالف الوطني، وبعد أن أيقنت إنها لا تحصل على كل المناصب السيادية في محافظات الوسط والجنوب، وعقدت مؤتمرات للفدرالية أذا لم تُطعى إدارة المحافظات؟!
تلك القوة التي طالب بالفدرالية أيام مجالس المحافظات؛ نفسها من رفض قانون مجالسها، ووقفت بالضد من تمريره ونقض حتى التعديلات المقترحة؟! في وقت رفض تيار الحكيم تطبيق الفدرالية، في أرضية تزدحم بالأزمات، وظهور خلافات حول الحدود الإدارية بين المحافظات، وأصر على القانون 21 وتعديلاته، ووافق الدكتور العبادي على رفع نقض قانون المحافظات، بعد زيارة البصرة، وإجتماعه مع قادة محافظات غير منتظمة بإقليم.
صلاحية المحافظات فرصة وطنية للعيش المشترك والعدالة بينها، وتقوية لصلاحيات الحكومات المحلية، وقدرتها التنموية والإستثمارية ومغادرة المركزية.
تنبأ السيد عبدالعزيز الحكيم في وقت مبكر؛ بحجم المخاطر والمخططات الدولية والمشاريع الطائفية، التي تستهدف وحدة العراق وهوية شعبه، وطرح الفدرالية كحل إداري لتقسيم الصلاحيات؛ في وقت لم يهظم كثير من الساسة مفاهيمها، ويسجلون مصطلحات وافدة على قصاصات ورق، كطالب غبي ينجح ( بالبراشيم)، ويستخدمها بين سطور كلامه، ويخلط بها الأخضر باليابس بعقلية توحي كذباً نقل تجارب الدول المتقدمة، وهولا يفرق بين الإدارة والسياسة، والسلطة والدولة؟!