22 ديسمبر، 2024 11:34 م

:يقول الفيلسوف المعلم كونفوشيوس:-
(يضع الرجل الاعلى نصب عينيه تسعة أمور لا ينفك يقلبها في فكره .فأما من حيث عيناه فهو يحرص على ان يرى بوضوح ,وأما من حيث وجهه فهو يحرص على ان يكون بشوشا, وأما من حيث سلوكه فهو يحرص على ان يكون وقورا ,وفي حديثه يحرص ان يكون مخلصا ,وفي تعريف شؤون عمله يحرص على ان يبذل فيه عنايته ,وأن يبعث الاحترام فيمن معه ,وفي الأمور التي يشك فيها يحرص على ان يسأل غيره من الناس ,وإذا غضب فكر فيما قد يجره عليه غضبه من الصعاب ,وإذا لاحت له المكاسب فكر في العدالة والاستقامة ).
…..
هذه الكلمات قالها الفيلسوف قبل مئات السنين وهي وصف دقيق لرجل اعلى قد لا يمكن للأغلب ان يتصفوا بهذه الصفات في ذلك الزمن او هذا الزمن ومما يؤسف له اننا وفي زمن التطور والتقدم والتكنلوجيا شاعت مظاهر سلبية يعجب منها ذوو العقل والفهم والاعجب ان الكثير ممن يحسبون من المتعلمين صاروا من رواد وممارسي هذه الظواهر بل ان قنوات فضائية تسهم وبشكل فعال لترويج وتسويق وانتشار هذه الامور .
هنا انقل هذه الصور ولا اضيف تعليق اواي كلمة اخرى .
…..
هل يمكن تغيير قدر المرء من خلال عملية سحر تؤخر امور حياته التي يسعى الى تحقيقها او تغيرها او تلحق به امراضا جسمية أو نفسية …؟
انا هنا في دائرة التساؤل فقط لا أعلن رايا ولا أقدم ملاحظة أو شرح.
……
حين قرأت كلماتي على البعض ممن تربطني بهم علاقات ود وصداقة كان جوابهم هو امكان التأثير ولم يكتفوا بذلك بل حكوا لي حكايات تحدثت عنها نساء عند العرافة او العراف وها انا اسجل بعضها مؤكدة انني هنا اسجل ما سمعت ولا يتعلق ذلك برأي شخصي ولا اسجل تصديقي او تكذيبي لما استمع من قصص لأني لست في مجال مناقشة وانما اقتصر على تسجيل القصص فقط كمصور يصور الحدث بعدسة الكاميرا.
وكما يقال هي تمثل اراء الاشخاص الذين يدلون بها وعليهم تبعة صدقها او كذبها.
قالت لها العرافة:

(هناك من يسحرك وعائلتك ,الزوج ,الاولاد ,البنات) بل وكل من تشملهم عنايتك)
صدقت القول فأفضى الأمر الى هذه الاحداث.
في الصباح الباكر تنهض من فراشها وتبدأ بمزاولة اعمالها المنزلية ولكنها في الآونة الأخيرة أصبحت ضيقة النفس حرجة الصدر وهي لا تكف عن مراقبة جميع نساء الدار ………..فهي موقنة الآن ان هناك من تسحرها وحين افضت بالسر الى زوجها ثارت ثائرته وصار هو الآخر موقنا ان هناك من يسعى لإلحاق السوء والاذى به وبأسرته وما اكد له الامران زوجته اخبرته بفقدانها بعض قطع الملابس الخاصة بأسرتها ولاحظ تهدج صوتها بل ودمعت عيناها وهي تحاول ان تزيل ما لحق بها من عنت وهي تراقب نساء الدار ليل نهار لمعرفة الحقيقة.
السؤال هو لماذا اعتبرت فقدان الملابس امر خطير له علاقة بعملية السحر لها ولأسرتها.
هل يمكن ان يكون للسحر اثر في تغيير الواقع او اتيان الخير او الشر…………؟

قصة عند عرافة
دخلت البيت بخطوات سريعة وتوجهت الى العرافة فجلست بإزائها ,بكت عند العرافة وانهمرت دموعها لتؤكد انها تقول الحقيقة ولملمت اطراف عباءتها وانحنت الى الارض بما يشبه السجود .امرأة في اواسط العقد الرابع من العمر بدت شاحبة الوجه محمرة العينين من كثرة البكاء.
كان منظرها غريبا وما جاءت به من حركات مثار عجب وتساؤل لذلك تحلقن حولها النساء الاخريات واصخن السمع لما تقول لكن الاغرب من ذلك هو سؤال طرحته العرافة علي المرأة الباكية قائلة …اعلم ان شكواك هي من شخص معتد يسمى سمعان..
اجهشت المرأة في البكاء بينما النساء استغرقن في عجبهن ودهشتهن حتى باتت احداهن ذاهلة عن فمها المفتوح واخرى لم تنتبه لطفلها العابث بمنفضة السجائر والتي تبعثر رمادها واعقاب السجائر على السجادة وتلوثت يده الصغيرة ولم تعبئ به وهو يضع يده الملوثة في فمه وما سينتج عن ذلك من ضرر ومرض.
…آه …ومسحت دموعها بكم ثوبها اذ لم تمهلها الدموع المتساقطة لالتقاط منديل ورقي وضعت علبته قريبا منها فبادرت العرافة الى رفعه اليها وبعد لحظة مدت يد بيضاء يزين اصبعي الخنصر والبنصر خواتم ذهبية بفصوص ياقوت وعسجد اثار جمال صياغتها وروعة فصوصها دهشة الحاضرات بينما تدلت على صدرها قلادة ماثلت الخواتم جمال وروعة .
وانبرت باكية ومشتكية…لقد قضى عليَّ سمعان واضافت انا داخلة على الله وعليك … اريد حقي الضائع الذي استولى عليه سمعان هذا الذي لا يخاف الله وراحت تسرد قصتها وخلاصتها ان سمعان هذا جارهم وتربطه بهم علاقة طيبة استمرت لسنوات طويلة نال خلالها ثقتها حتى امنته على بيتها واولادها وكانت تكلفه بنقلها واولادها بسيارته الخاصة الى حيث تشاء وكان لهذا الرجل اخت بلغت من العمر الثامنة والعشرين وهي مطلقة ورغم ذلك فقد راحت تلقي بشباكها لتعلق شاب لم يبلغ من العمر الا ثمانية عشر عاما هو (مجد) ابن المرأة التي تشكو حالها عند العرافة وتابعت حديثها بسرد حوادث لا تصدق مدعية ان سمعان اختطفها وبناتها وولدها واجبرهم على ان يعقد قران شقيقته على مجد ممارسا معها اشد الاساليب قسوة وخسة مما لا يستطع قلمي الكتابة عنه اذ يمس ذلك الشرف والاخلاق وكان نتيجة ذلك طلاقها من زوجها الذي بحث عنها واولادها بادئ ذي بدء وحين اعتقد انزلاقها الى الهاوية فضل ان يحفظ كرامته بتطليقها حتى انه لم يسأل عن اولاده ولم يكتفي سمعان بهذه المآسي بل اجبرها وتحت التهديد والوعيد والتعذيب النفسي والجسدي ان توقع سند بيع بيتها له دون ان تقبض منه اي مبلغ من المال.
……..
(اللهم صلي على محمد وآل محمد )صرخت احدى الحاضرات من مجلسها وراحت ترتعش وهي تعيد صلواتها ( اللهم صلي على محمد وآل محمد) واتت بحركة مفاجئة وهي تشد مقدم رأسها بكلتا يديها وتهتف ( اعطيتك مرادك اعطيتك مرادك انا العباس انا ابو فاضل انا ابو راس الحار شوفي شوفي دعيتني واني ابو الفضل انطيتج ما تردين والله ليصير سالفة بكل السان ) .
تصاعدت الصلوات من كل مكان .