22 نوفمبر، 2024 10:12 م
Search
Close this search box.

قاضي السماء

أن انبثاق تنظيم إرهابي في اقدس مدينة عراقية هي النجف الاشرف، واقتران اسمه بالامام المهدي ”عج” كان أحد المؤشرات الخطيرة جدا، لخطورة التعاطي مع القضية المهدوية.

”جند السماء” هو من أوائل التنظيمات التي ظهرت على الساحة العراقية، مدعيا ارتباطه بالامام المهدي ”عج” في سنة ٢٠٠٧، وتحديدا في مزارع قرية ”الزركة”، قامت القوات العراقية بالاشتباك مع مجموعة من أعضاء مايسمى ”تنظيم جند السماء”، وقتل قائدهم الذي أطلق على نفسه اسم ”علي بن علي بن أبي طالب”، وعددا من أعضاء التنظيم، الذي خطط لاحتلال مرقد الإمام علي ”عليه السلام” وقتل المراجع وإدخال البلد في دوامة الفتن والانحلال.

”ضياء عبد الزهرة القرعاوي” وصف نفسه ب”قاضي السماء” ، وألف كتاباً بهذا الإسم، قال فيه عن نفسه( أنا المهدي ، وأنا واحد من ولد فاطمة (عليها السلام)، وزعم أنه وُلد من بيضة مخصبة للزهراء(عليها السلام) من الامام علي (عليه السلام)، وقد بقيت حتى استقرت في رحم أمه !

وان هذه الحركات الضالة ما هي إلا مقدمة لحركة الحق والإصلاح العالمية، فكل حركة ظالمة تقابلها أخرى عادلة، وكل حركة فاسدة تقابلها أخرى مصلحة.

الإمام المهدي ”عج” هو الإمام الثاني عشر لائمة الهدى ”عليهم السلام”، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا، هو الحلم الاتي، والوعد الصادق، والمبرهن لقدرة الله تعالى، صاحب الزمان، والمكان، يظهر في نهاية العالم لإنشاء الدولة الإلهية، التي حلم بها جميع الأنبياء، والرسل، والائمة ”عليهم السلام”، وقد ورد ذكره في الكتب السماوية وجميع الديانات الأخرى.

ولأن هذا الظهور يسبقه تمهيدا، وتمحيصا، وغربلة، وعلامات؛ البعض منها يعده الشيعة من المحتوم، الذي لابد منه للظهور، وأخرى تحتمل البداء، وعلامات كونية، تتعلق بالمنظومة الشمسية؛ تتوالى لتهيأة الظرف، والوقت المناسب، لتحقيق الحلم المنشود، والإعلان عن ظهور الامام بصورة مباشرة وغير مباشرة، وان هذه العلامات كثيرة، تختلف باختلاف الديانات.

وقد وردت روايات كثيرة لسنا بصدد طرحها هنا، لكن ما نراه في الآونة الأخيرة، كثرة الدجالين الذين اتخذوا من هذه القضية العالمية تجارة، لتحقيق أجندات خطيرة ممنهجة، لضرب القضية المهدوية، وعلى ما يتضح، أن قضية علامات الظهور، وما يرد حول تحقق جزء كبير منها، يجعل الانجرار والانحراف بشكل اسهل وأسرع، كلما ظهرت علامة تدعم من القضية، ولعل البعض بدأ يفتعل تلك العلامات بصورة أو أخرى، لجعلها تتقارب مع الروايات التي وردت بهذا الشأن، والبعض يحترف التحليل، والتفسير ليربط كل ما يحدث ويدور بتلك العلامات، وانا لا اشكك ابدا بها، ولكن يجب الانتباه إلى من يقوم مقام المفسر والباحث والداعي الى صاحبكم.

وفي الحقيقة ان ما ورد من روايات حول علامات الظهور الشريف، كلها قابل للتطبيق، وقد حدثت أحداث مشابهة ومطابقة للروايات كثيرا، وعلى مدى التاريخ، وهذا لا يعني عدم صدقها، لكن دائما التاريخ يعيد نفسه، وان تحققت علامة واحدة، فهي لا تؤكد مصداقية الدجالين، والمنحرفين الضالين، وإن الغوص بهذا الموضوع يحتاج الى من أوتي علما وفقها في هذا المجال، أو الى مرجعية رشيدة لا تشوبها شبهة.

نود ان نؤكد هنا، ونشدد على أبناء المذهب، أن أية حركة تدعي المهدوية، وخارجة عن إرادة المرجعية الشريفة، فإنها حركة ضالة ظالمة، هدفها تسقيط القضية المهدوية، وتأخير الأمر المرتقب، لتترك علامات التشكيك تجوب خواطر البسطاء من المؤمنين، بقضية طول الغيبة، وعلاقاتها بالعلامات المتحققة.

أحدث المقالات