23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

قاسم سليماني بوصفه مقاوماً أمميا

قاسم سليماني بوصفه مقاوماً أمميا

مرةً تجده في جنوب لبنان يقاتل الاحتلال الاسرائيلي البغيض, وأخرى تراه في سورية يتصدى لعصابات القرون الوسطى التكفيرية ومن يقف وراءها من قوى الاستكبار العالمي, وتارة ثالثة تتلمسه سلاحاً مقاوماً في غزة, ورابعة موقفاً داعماً للثوار في اقليم صعدة في اليمن السعيد, واخيراً وليس آخراً تجده في شمال العراق مع الاكراد او في سامراء وآمرلي وجرف النصر (جرف الصخر) مع ابطال الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الاسلامية وهي تتصدى لمهمة تطهير الارض من دنس عصابات داعش. وفي كل هذه المواقع لاتغادر الابتسامة محياه لتعكس فرحة النصر في كل موقع يطأه, ذلك هو الجنرال المجاهد قاسم سليماني الذي يتحرك في كل ميادين المواجهة مع الاستكبار العالمي وفلوله, يتحرك بوصفه مقاوماً اممياً عابراً للحدود, فحيثما يوجد المستضعفون في مواجهة مع الاستكبار تجده وقد حمل سلاح المقاومة.

انها ليست المرة الاولى التي يعرف بها العالم مثل هذه الظاهرة اعني المناضل او المقاوم الاممي الذي يجند نفسه لأجل نصرة المظلومين وتحقيق العدالة الاجتماعية. فالعالم في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم كان على موعد مع ظاهرة المناضل الاممي اليساري تشي جيفارا الذي تحول الى ايقونة خالدة ورمزاً لكل من يناصر قضايا التحرر العالمي ومحاربة الامبريالية. اوجه الشبه بين الاثنين اعني جيفارا الخالد وسليماني الرائع كثيرة رغم اختلافهما الايديولوجي. فكلاهما نذر نفسه لنصرة قضايا الكادحين والمستضعفين حيثما وجدوا, وكلاهما ترك السلطة وامتيازاتها وأممَّ وجهه شطر النضال والجهاد, وكلاهما عشق الشهادة في سبيل احقاق الحق وإزهاق الباطل

فنالها جيفارا على يد احقر خلق الله اعني جهاز الاستخبارات الامريكية, واما سُليماني فلايزال ينتظرها, ساعياً اليها وهو الموصوف بالشهيد الحي.

وكما كان لجيفار الخالد اعداءاً, فمن المتوقع ان يكون لسليماني اعداءٌ ايضا, لكن المفارقة هنا انهما يشتركان ايضا بوحدة العدو, فجيفارا قاتل الامبريالية العالمية واذنابها من الانظمة الرجعية, بينما يقاتل سليماني اليوم قوى الاستكبار العالمي وحلفائه من الانظمة والقوى الانبطاحية. وبالاخير كلاهما مقاوم لكن كل بحسب طريقته.

واذا كان جيفارا انعكاساً لظاهرة اليسار المقاوم التي طبعت الحقبة الستينية المنصرمة, فإن الحاج سليماني هو مصداق لظاهرة الإسلاموية المقاومة في عصرنا الراهن والتي هي ثمرة من ثمارات انتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران. ويبقى كلاهما مُلكٌ للإنسانية المعذبة الطامحة للإنعتاق من نير الظلم والجبروت, الباحثة عن العدالة والحرية, ومن هنا فمن حق البشرية جمعاء ان تفخر بهما. تحية لرجل الموقف قاسم سليماني, وهو يؤدي مهمته الانسانية الاسلامية السامية كمقاوم أممي ينتصر للحق وينصر القيم والمبادئ, ويساعد الضعفاء, ويتصدى لقوى الاستكبار والطاغوت واضعاً روحه فوق راحته, وكيف لايكون كذلك وهو خريج مدرسة سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام الذي يقول: ( لا أرى الموت الا سعادة وما الحياة مع الظالمين الا برما).

*[email protected]