فرق كبير بين الندائين،أو بين الشعارين ،اللذان أطلقا.
اصحاب الشعار أو النداء الأول(قادمون يا بغداد)،وهم البعثيون، والمتعاطفون مع التنظيمات الإرهابية، واصحاب المشروع الاجنبي،كتركيا والسعودية،الهادف للاطاحة بالنظام السياسي الجديد في العراق،وإرجاع المعادلة السابقة في الحكم.
أهداف اصحاب هذا الشعار،خلق الأزمات السياسية،وإحداث الفوضى في البلد،وتسهيل دخول الجماعات المتطرفة،ودعمهم اللوجستي، للقيام بأعمال ارهابية واجرامية ضد العراقيين، وكان من نتائج هذه الأهداف،ظهور الأعتصامات،وخروج التظاهرات، في المحافظات التي يقطنها غالبية أهل السنة،تحت ذريعة المطالبة بحقوق أهل السنّة،وهي كلمة حق يراد بها باطل،في حين أن وضع المحافظات الجنوبية الشيعية، كانت أكثر بؤساً منهم،وعلى أي حال فقد كان هدف هؤلاء،عرقلةالمسيرة السياسية، والوقوف بوجه أي رئيس حكومة شيعي،حتى ولو أتى بنظام ديمقراطي،وانتخاب حر عادل،يعطي كل ذي حق حقه.
آثار هذا النداء أو الشعار،كانت سلبية ومدمرة،فقد أحدث الفوضى العارمة، عندما سقطت المحافظات السنّية بيد الجماعات الأرهابية المتطرفة”داعش”، وما رافقها من أحداث مفجعة ومؤلمة بالعراقيين،من قتل فظيع،وتشريد ونزوح لساكنيها،وسبي للنساء وبيعهن،وامتلاك خيرات وثروات أهلها بعنوان الغنائم،ودمار للبنى التحتية، والقائمة طويلة وعريضة! حتى صدرت فتوى المرجعية المسددة،وتم طرد الدواعش،وإنقاذ ما يمكن إنقاذه،بفضل قواتنا الأمنية وحشدنا المبارك،ولم يبقى عليهم سوى الموصل التي رزحت تحت حكم الارهابي ابو بكر البغدادي لمدة عامين تقريبا.
قادمون يا نينوى،تسمية أطلقتها الحكومة العراقية، على العملية العسكرية لتحرير الموصل،والتي يشارك فيها كافة العراقيين،من القوات الامنية بكل تسمياتها،وحشدنا الشعبي المبارك،وقوات البيشمرگة، والحشد من أبناء المنطقة،وقد قرأت خبراً جيد،ان العراقيين من أبناء السنة في الأعظمية،شعروا بتأنيب الظمير، ويريدوا ان يشاركوا في تحرير الموصل، ودعوا الى تشكيل حشد عسكري بأسم كتائب النعمان،أسوة بأخوتهم في الحشد الشعبي!
قادمون يا نينوى،كأنها رداً على نداء قادمون يا بغداد،وهي جاءت لتخليص الموصليين من ظلم وإرهاب داعش، وتطهير أرضهم المحتلةمن دنسهم، وقد أحرزت عملية قادمون يا نينوى تقدماً كبيراً ملحوظاً،بحرفية ومهنية عسكرية وإنسانية عالية الدقة،والصور والمشاهد التلفزيونية التي تعرضها القنوات الفضائية خير شاهد.
خلاصة قولنا:ان شعار:”قادمون يا بغداد”،هو نداء بعثي وعميل للأجنبي، وخراب،وتدمير للعراق،ولقتل العراقين، وتفريق صفوفهم،وتمزيق نسيجه الاجتماعي.
أمّا أسم:(قادمون يا نينوى)،هو لوحدة العراقيين، وللتعايش السلمي، وسيادة القانون ولإعمار المدن،ولإنقاذ الانسان،وحفظ كرامته،وصون أرضه وعرضه،من خطر الارهاب والظلم الشنيع،فشتان ما بين قادمون يا بغداد،وقادمون يا نينوى!!