23 ديسمبر، 2024 10:56 ص

قادمون يا رقّة قادمون يا حلب …

قادمون يا رقّة قادمون يا حلب …

حين اندلعت التظاهرات في سوريا عام 2011 ضمن ما يسّمّى بثورات الربيع العربي , لم تكن الصورة واضحة عند الغالبية العظمى من الذين انساقوا وراء شعارات الديمقراطية , ولم تتكشّف لهم معالم هذه الصورة والأجندات الجهنميّة التي تقف وراء هذه التظاهرات والغاية منها , حينذاك لم يكن من أدرك هذا المخطط الجهنمي إلا القليل القليل من الساسة , بينما كانت الصورة واضحة جدا عند رئيس وزراء العراق نوري المالكي وأمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله وقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني , فهؤلاء الثلاثة تحديدا كانوا على دراية تامة مما يجري من أحداث في سوريا , وكانوا على يقين راسخ أنّ الدعوّة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد , تحمل بين طياتها إسقاط النظام السياسي في العراق والقضاء على حزب الله اللبناني وفرض الحصار على إيران , ومنذ البداية أدرك نوري المالكي أنّ المستهدف الأول هو النظام القائم في العراق , وأنّ الساحة العراقية هي الساحة المرشّحة للصراع الإقليمي وتصفية الحسابات , وحين اندلعت التظاهرات في العراق على خلفية اعتقال حرس رافع العيساوي وأقيمت منّصات الفتنة المؤججة لنار الطائفية , كان المالكي أول من أشار إلى أنّ هذه المنّصات هي منّصات للفتنة والاقتتال الطائفي , وأول من حذرّ من خطورتها على الأمن والاستقرار في العراق , وما من عاقل يصدّق أنّ أنظمة مثل السعودية وقطر تريد الديمقراطية للشعب السوري وشعوب المنطقة .
وها هو نوري المالكي يخاطب أمام مؤتمر الصحوّة الإسلامية المنعقد في بغداد هذا اليوم , الشعب العراقي والشعوب الإسلامية , أنّ عمليات قادمون يا نينوى معناها قادمون يا رقّة وقادمون يا حلب , لأن المالكي يدرك تماما أنّ تحرير الموصل من قبضة داعش لن يقضي على الإرهاب ولن يفضي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في العراق ما لم يتم القضاء التام على داعش في سوريا , فوجود داعش في الرقّة يعني وجودها في الموصل , ووجودها في حلب يعني وجودها في بغداد وكربلاء وكل المدن العراقية , وخلاص العراق وشعبه من الإرهاب مرهون بالقضاء على داعش والنصرة وكل المنظمات الإرهابية في الرقة وحلب وكل الأرض السورية , فأمن سوريا هو أمن العراق وأمن العراق هو أمن سوريا ولا يمكن تجزئته , وهذه هي الحقيقة التي لا أحد يستطيع أن يجهر بها غير نوري المالكي وحسن نصر الله , وكما كان شعارنا قادمون يا موصل , سيكون إن شاء الله بعد تحريرها قادمون يا رقّة .. قادمون يا حلب , وما النصر إلا من عند الله .