هناك معارك كثيرة يجب إعداد العدة لها، ليس معاركاً عسكرية وحسب بل عمرانية، فإعادة البناء هي مَنْ ستحدد ملامح الوطن، وسنخوضها بقوة في القريب العاجل، بعد أن تحررت كل أراضينا المغتصبة، بسواعد رجالنا الإبطال، وعندما تهدأ النفوس وتطمئن القلوب، علينا أن نتفرغ لإعادة الحياة والإعمار وتوفير الخدمات.
العراق وحربه ضد دواعش العصر، كان نيابة عن العالم، إذ قاتل قوى الشر، والتكفير، والظلام، بكل شجاعة وإيمان، حتى سجل مأثرة جهادية، لذا يتفق كثير من المتابعين، على أن معارك التحرير التي شارفت على الإنتهاء، وحالة الإستقرار النسبي الذي نعيشه، هي بفضل تضحيات جيشنا الباسل وحشدنا المقدس.
حاولت أمريكا وبيادقها من المحسوبين على السياسيين السنة والشيعة على السواء، عزل وتشويه صورة العراق أمام العالم، لكنهم فشلوا لأن المواطن العراقي الشريف، أدرك أهمية التكاتف والوحدة، للوقوف بوجه المخططات الخبيثة، حتى أثبتت أنه الحصن المنيع، لهذا البلد الجريح، ومازالوا وسيبقون على العهد، خاصة في القضايا الفاصلة المهمة، لذلك انتصر المواطن في الدفاع عن الوطن، لأنه دافع عن بلده بصدق، وأيضاً سينتصر في معركة البناء ومحاربة الفاسدين، فالمرجعية هي مَنْ تساندهم في هذه المعركة المصيرية.
إن كل ما يمت للحياة في العراق بصلة، من أمن، وأمان، وتسامح، وتعايش، وحوار، ووحدة، ووئام، نحن بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى، للنهوض بالبلد والوصول الى بر الأمان، نعم إنه الحلم الذي لا يمكن تحقيقه، إلا إذا تكاتفنا يداً بيد، وتعاهدنا بأن يكون ولاءنا للعراق فقط وليس للأشخاص.
واجبنا الأخلاقي والوطني، هو محاربة الذين يحاولون إثارة الفتن والصراعات كيفما كانت، وإطفاء نور الحرية والكرامة، وتعطيل فرص البناء، ليقتاتوا على الفوضى والخلافات، وكذلك يسعدهم رؤية عراقنا ضائعاً متهالكاً لا يقوى على النهوض، ولكيلا نعطيهم الفرصة لذلك، علينا أن نتكاتف نحن، من أجل الوقوف بوجه هذه الشرذمة القذرة.
ختاماً: العراق بحاجة الى دعم من أبناء هذا الشعب الجبار، لأجل إعمار ما دمرته الحرب، ودليل كرم رجالنا وشعبنا هي الدماء الزكية التي سالت بلا هوادة، وكسبنا الرهان حينها، ولكننا في الوقت نفسه، نحن بحاجة الى أن نتشارك معاً في معركة الإعمار، بشعار قادمون للبناء، فهذه معركة مصيرية ستحدد ملامح مستقبلنا القادم.