منذ ان قامت الثورة الخمينية والعرب منقسمون بين مؤيد ومعارض ومحذر! فالخميني اعلنها ثورة اسلامية كونية تتخطى الحدود الايرانية وفعلا هذا ما حصل فهدفه كان ومن ثم هدف اتباعه هو تصدير الثورة الى باقي الدول وخصوصا العربية منها.
هذه ليست اسرار تتكتم عنها ايران او تحاول ان تخفيها وانما هي تعلنها ليلا نهارا وفي كل حين ومناسبة او حتى بدون مناسبة. فما من مصيبة تضرب العرب خصوصا الا ووجدت افعى ايران تحوم حولها ويكفيك ان تنظر حولك الى جميع المصائب التي اصابت العرب ومنذ رجوع الخميني على الطائرة الفرنسية والى يومنا هذا.
العراق, اليمن, لبنان, البحرين, السعودية واما العراق فحدث ولا حرج! واذا كان قد قيل عن كل مصيبة ابحث عن المرأة فمصائب العرب تقول ابحث عن ايران.
حين بدأ العدوان الايراني على العراق في الرابع من ايلول عام 1980 حاول العراق تجنب الصراع المباشر مع جارة الشر وبين في مناسبات عدة الشر المستطير الذي تحمله هذه الافعى المتزينة بالزي الاسلامي. وبالرجوع الى تاريخ ذلك الصراع نجد الاحداث التي ادت الى نشوب حرب القادسية الثانية مشابهة تماما لما يحصل اليوم, فالتحريض الذي كانت تقوم به ايران على الحكومة العراقية في اشده والتدخلات الوقحة في الشؤون العراقية ونجنيد جماعات عميلة لايران من اجل القيام باعمال تخريبية داخل العراق ومن المؤسف له ان هذه الجماعات الارهابية صارت تحكم العراق اليوم! اضافة الى ذلك العدوان المباشر والغير المباشر على العراق.
لقد حذر العراق العرب جميعا من هذا النظام الفاشي وبين وفي مناسبات عدة انه نظام فاشي عنصري لا علاقة له بالاسلام وانما يلبس لباسه لغاية في نفسه ولاهداف يعلنها صراحة ولا يخفيها!
فهذا النظام يتبنى النظرة الفارسية العنصرية والفكر الشعوبي في النظرة الى العرب ولا يهمه ان يكون العربي شيعيا او سنيا ويكفي معاناة اهلنا اهل الحواز العربية المحتلة من ظلم هذا النظام الفاشي وكذلك يتبنى هذا النظام مبدأ العنف للتغيير ولهذا تجده ينشيء ويتبنى ويدعم ويجهز المليشيات في كل مكان من العالم العربي حتى يكون له موطيء قدم فيها.
اضف الى ذلك فان هذا النظام يبني امبراطوريته على اساس تحقير العرب وتعظيم شأن الفرس ومن اجل ذلك فهو يحاول ان يزور التاريخ ويقلب الحقائق الثابتة.
لقد كان العراق بنظامه الوطني سدا منيعا امام التطلعات الفارسية التوسعية ونجح خلال حرب استمرت ثمان سنوات من تحطيم احلام الفرس العنصريين او تاجيلها حتى حين! وكان ومع الاسف الشديد الكثير من العرب لا يدركون هذا الخطر الداهم والعظيم فمنهم من ساند العراق على وجل ومنهم من اخذ جانب الحياد ومنهم من ساند الجانب الفارسي ومع الاسف الشديد.
واليوم وبعد ان عمل العرب انفسهم على تحجيم دور العراق واضعافه بل والقضاء على النظام الوطني فيه ما نتج عنه تسنم عملاء ايران لمقاليد السلطة في العراق, فاصبح النظام في العراق حديقة لبني صفيون يرتعون فيها ويسرحون بل صارت اذناب ايران تهدد دول العرب من بغداد وبدعم واسناد من حكومة بغداد العميلة.
ان العرب اليوم وعلى رأسهم دول الخليج يدفعون ثمن عدوانهم وحصارهم وتدميرهم للعراق وصار عليهم مواجهة النظام الصفيوني منفردين ولربما سيقف نظام بغداد ضدهم في هذه الحرب! فعليهم اليوم ان يواجهوا وحدهم حرب قد تطول عليهم ضعف ما طالت على العراق واني لاظنها قائمة قريبا جدا. وهو تصديق لقوله تعالى( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون).
فالكل يشبه ما حدث لنمر النمر مثلما حدث لباقر الصدر فكلاهما دعم النظام الصفيوني وطالب بتبعية علنية له وكلاهما خان وطنه ونال كلاهما نفس العقاب! وكذلك بوادر المناوشات بين ايران والعرب قد بدأت والمواجهات فعلية قائمة اليوم على ارض اليمن وسوريا واماكن اخرى كثيرة.
ان العراق هو جمجمة العرب ومعدن الرجال ورمح الله في الارض وقد عمل العرب على تدميره او اضعافه فاليوم لن تقوم لهم قائمة الا بدعم العراق وتقويته وتخليص شعبه من النظام العميل للفرس في بغداد.
واخيرا وليس اخرا فان القادسية الثالثة اذا ما قامت فستكون قادسية العراقيين جميعا اذ انها ستخلصهم من الاحتلال الصفيوني الدموي الفاشي والذي ارجوا من الله تعالى ان يكون الخلاص قريب جدا.
Email: [email protected]