18 أبريل، 2024 8:41 ص
Search
Close this search box.

قادسية الخليج العربي فوق رؤوس اليمنيين

Facebook
Twitter
LinkedIn

لكل امة او شعب شخصية اجتماعية او ثقافية عامة,تظهر من خلالها صور متعددة الجوانب والملامح والابعاد,تعكس التأثيرات الحضارية او البيئية الموروثة لهذا المجتمع او ذاك,فهناك فرق شاسع على سبيل المثال لا الحصر بين حضارة العرب والفرس والاتراك,لكل منهم خصائص اجتماعية يصعب تشخيصها بسهولة,البعض يرجع تلك الصعوبة لتداخلها الثقافي مع الحضارات والعرقيات المختلفة,ولعدم وجود دراسات معرفية تخصصت بدراسة البيئات الاجتماعية بشكل متسلسل , ومجرد من الاعتبارات الشخصية للباحث او المؤرخ(تجربة ابن خلدون لاتمثل معيارا مجردا من التطرف والانحياز),وبالاخص دراسة المجتمعات العربية بعد انهيار الدولة العباسية وصولا الى عهد الاستعمار الاول والثاني(العثماني والافرنجي الفرنسي الانكليزي),لكن الكل متفق على ان احد اهم خائص الشخصية العربية المتوارثة هي الانفعال الشديد البعيد احيانا عن العقل والمنطق,وهذا يرجع الى طبيعة الحياة العربية قبل وبعد الاسلام,بحيث يستطيع اي باحث اكاديمي ان يدرس تاريخ الشعر العربي في تلك الفترات,ليجد انها تعطي نموذجا واضحا عن طبيعة الشخصية العربية المتأثرة بالبيئة ومحيطها المتداخل(البداوة والمدنية البدائية), هذه الشخصية الطاغية على المشهد الرسمي العربي العام,هي شخصية انظمة الحكم الطائفية العربية السنية,التي تجد في طريقة حكم الامويين والعباسيين للمسلمين, منبعا خصبا لادارتها للحكم,ونموذجا ناجحا للحكم العربي السني المغلف بالاسلام الاموي,ولهذا دخل ال سعود الحكم عبر البوابة الوهابية او ماكان يعرف بالاخوان قبل ضربهم والتخلص منهم,الغريب ان الانفعالات العربية كانت دائما تأتي بنتائج عكسية,لاينتفع منها العرب ولاتزيد من رصيدهم الاقليمي او الدولي الا تراجعا وانكسارا وتبعية للاخر,

اليوم يسيرون في الظلام كرعيان تائهيين خلف الزهايمر العثماني,هذا الذي طرده الاتحاد الاوربي من بيته ,فعاد ليخرب بيوت العرب,فسارت عدواه الى بعض حكام الخليج المتورطين بدعم الارهاب في المنطقة والعالم,حتى طفحت بطونهم بالشر ,ونطقت قبل عقولهم بقذارة الطائفية المقيتة,والضحية الجديدة ليست بعيدة عنهم انها اليمن السعيد,بحجة ان الحوثي شيعي زيدي وهو قريب من

الجارة المسالمة دوما ايران الاسلامية,عبر القيام بجرائم ارهابية مخالفة للشريعة السماوية وللقانون والاعراف الدولية والعربية,(متناسين ان الحوثيين قاتلوا القاعدة نيابة عن العالم اجمع),استمالت تلك العقول الشيطانية الدرويش السيسي,هذا الذي جاء للحكم بحجة ان مصر دولة علمانية لايمكن ان يحكمها اخوان المسلمين وفقا لشريعة الوهابية,وهو لايعلم او ان دهاء دهاقنة الجزيرة العربية قد جعل من حوله طوقا مليئا بالدولارات يحول بينه وبين مايحدث من جرائم ارهابية في سيناء وبقية محافظات ومدن مصر,والغاية نفسها تفكيك الدول العربية الكبيرة والمؤثرة.

اغرب مارافق العمليات الارهابية الخليجية في اليمن هو تناغم دواعش الفتنة الوهابية في بلاد نجد والحجاز(شيوخ الفتنة والضلالة) وتصريح اردوغان الغريب بقوله “محاولة ايران الهيمنة على المنطقة”,لكنه يتجاهل جرائمه في سوريا والعراق بدعمه داعش وجميع الجماعات الارهابية المقاتلة في تلك الدول,والاكثر غرابة تصريحات جلاوزة صدام الهاربين من وجه العدالة ,بأنهم بحاجة الى قادسية ثالثة تنطلق من الخليج العربي ضد العراق وايران,هؤلاء الاغبياء التافهين بالطبع لايعلمون حجمهم ,ولاحجم دول الخليج التي وقفت والعالم الامريكي كله مع صدام في حربه العدوانية عام 1980لتدمير الثورة الاسلامية الايرانية المحاصرة,فخرجت اصلب واقوى مما كانت عليه,

ايران بلد لايعرف الهزيمة(وعنده على ما اعتقد هزائم قليلة في التاريخ واحدة في عهد الاسكندر ,والثانية في معركة ذي قار,والاخرى عهد ابن الخطاب وهي تعد نصرا لدخولهم الاسلام),ليس دفاعا عنهم انما هذه حقيقتهم,والعالم الغربي يكن الاحترام لهم ولعقولهم(في كل جامعات العالم تقريبا هناك عقل اكاديمي ايراني مهم),على عكس نظرتهم الصفراء للعرب ومايحصل لهم منذ خروج الاستعمار وحتى ايامنا الداعشية البائسة حاليا.

قادسية من ؟

وضد من!

,تورطتم في التضاريس اليمنية المعقدة كما تورطت اسرائيل مع المقاومة اللبنانية,نماذج حرب العصابات يعد من اعقد واصعب الحروب الغير نظامية

على الاطلاق,تبدأ ولاتعرف متى تنتهي,وهذا ماتفعله اغلب الحركات والمنظمات الثورية او المعارضة وحتى الارهابية منها في مواجهة جيوش نظامية,افراد من داعش يمكنهم تحت جنح الظلام ابادة قرى كاملة,الحوثيين لايفعلون تلك الجرائم المخزية ,لكنهم بالطبع قادرين على استهداف الامن والاقتصاد الخليجي بسهولة,ارجعوا الى مضاربكم ومجالس القهوة والدلال وسباق الخيل والهجن,قبل ان تنقلب عليكم انفعالاتكم ,ويطير الملك الى غير رجعة,الحرب ليست لعبة ومن يدق ابواب الايرانيين بالشر لن تغلق ابوابه بعدها بسهولة,اسألوا العراقيين عن قادسية صدام قبل ان تجربوا قادسيتكم الجوفاء…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب