21 مايو، 2024 2:19 م
Search
Close this search box.

قادتُنا الرياضيون…ليسُ بقادة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تكاد تجمع جميع الآراء على إن مشكلة الرياضة العراقية اليوم هي مشكلة إدارية بحتة !!!!!
وهذا الإجماع لم يأت من فراغ وإنما جاء من معايشة طويلة لواقع الرياضة العراقية فبعد مرحلة سقوط الصنم عام 2003 كان الأمل يراود الجميع بعد انهيار أعتى دكتاتورية وبكل عناوينها في أن تشمل رياح التغيير والتجديد الواقع الرياضي العراقي ,وقد استبشر الجميع خيراً بالتغيير واخذ يحلم بملاعب رياضية حديثة وقاعات رياضية بمواصفات عالمية ومشاركات وانجازات وعاش الحلم معنا جميعاً حتى بلغ عمره الآن عشر سنوات ,وقد وعينا مبكراً حجم التحديات والظروف القاسية والتي واجهها حلمنا الكبير ,لكننا في كل يوم يمر نصاب بخيبة أمل جديدة !!! ,لم تنقصنا الإمكانيات البشرية ولم تنقصنا الإمكانيات المادية والمالية لكن ينقصنا مفصلين مهمين وهما البنى التحتية والقيادات الإدارية الرياضية المختصة والكفؤة والتي من الممكن أن نعول عليها لتحقيق حلمنا الكبير .ونحن ندرك جيداً إن هذه المفاصل متلازمة مع بعضها البعض ,لكننا نعتقد بأن مشكلتنا ومصيبتنا الكبرى تكمن في مفصل القيادات الإدارية الرياضية والتي اثبت الوقائع والأيام بأنها غير جديرة في مواقعها حيث أثبتت هذه القيادات بأنها خالية من جميع الصفات التي يجب أن يتصف بها القيادي الناجح  , صحيح نحن العراقيون أبتلينا بسرطان السياسة في العراق (المحاصصة) السيئة الصيت والسمعة لكن أن ينتقل هذا السرطان المخيف والمدمر إلى جسد الرياضة العراقية هذا ما كنا نخشاه وحصل للأسف الشديد ,حيث تسلقت إلى قمة الهرم الرياضي وجوه بعيدة كل البعد عن الرياضة وهمومها ومشاكلها وجوه أفرزتها السياسة المحاصصاتية ,  فبقيت وزارة الشباب والرياضة (والمسؤولة قطاعياً عن الرياضة) قاصرة إلى حد ما في تنفيذ مهامها حيث بقينا نتحسر على ملعب يشابه ما موجود في دول الجوار لكن وزارة الشباب والرياضة باتت تسبح في انهار ضيقة جداً وانشغلت بمشاريع لا نعرف ما ذا نقول عنها ,فلا ندري ماذا جنينا من مشروع برلمان الشباب ذو (الثلاثة مليارات دينار) وماذا جنينا من مشروع المرصد الشبابي أيضا ذو (الثلاثة مليارات دينار) وغيرها من المشاريع التي تعج بالحفلات والمؤتمرات والتجمعات وغير ذلك من الأمور في الوقت الذي بقيت الملاعب والقاعات تعاني التلكؤ في الانجاز حيث كان السادة المقاولون اشطر مما تتصور الوزارة بكل كادرها الهندسي المتجحفل دوماً حيث بقيت المنشئات الرياضية تعاني من مرض مزمن اسمه نسبة انجاز بائسة !!!!!! ,ولا زال السيد وزير الشباب والرياضة يتبجح من خلال الإعلام افتقاره إلى القوانين التي من الممكن أن تنظم العمل وتنهض به ولا ندري متى نرى هذه القوانين ونحن نعيش في بلد يعاني من حالة تعسر ولادة القوانين فيه ؟هل سنصبر عشر سنين أخرى ؟؟؟؟؟ يا سيادة الوزير ربَّ قائل يقول إن الرجل اختصاصه لا يشابه طبيعة عمله !!!!!
وهذا ليس بجديد على العراق لأننا تحكمنا سياسة المحاصصة وليست سياسة بناء الدولة وهناك فرق كبير بين السياستين أليس كذلك ؟؟؟؟ لكننا في نفس الوقت نقول إن وزارة الشباب والرياضة متخمةً بشتى أنواع وإشكال وألوان المستشارين والذين يعانون من نرجسية مقيتة وعلمية بائسة ,مستشارون قذفت بهم المحاصصة أيضا إلى كراسي مهزوزة لذلك كانت استشاراتهم وقراراتهم بائسة وبالتالي أصبحنا نسمع بجعجعة ولا نرى طحين !!!!!! ,فقد أصبح كل مستشار يغني على ليلاه وفق ما يراه مناسباً ولو سألنا السادة المستشارين (أعلى الله مقامهم) ما ذا قدمتم للوزارة وبالتالي للرياضة العراقية ؟؟؟؟ سنجد الجواب عبارة عن تصريحات رنانة وطنانة مليئة بمصطلحات علمية لا نعرف لها أول ولا آخر ,فمن خلال هؤلاء المستشارين قامت الوزارة بأكبر عملية انتخابية للأندية الرياضية في عراقنا الجديد وبعد مؤتمرات وجلسات ونقاشات وصراعات وطرح نظريات خرجت اللوائح الانتخابية للأندية لتعيد لنا نفس الوجوه وكأن شيئاً لم يكن مما جعلنا نرى مَنْ كان مطرباً فاشلاً في يوم ما رئيس نادي جماهيري !!!! ومن كان مشجعاً كروياً يفترش دشداشته في مدرجات الملاعب رئيس نادي فالطامة الكبرى عندنا في العراق نظرية بائسة ومخجلة مفادها إن اللاعب الدولي السابق يصلح بان يكون رئيس نادي ودرب نادي ورئيس لجنة اولمبية وعضو مكتب تنفيذي ورئيس اتحاد مركزي ووو وربما وزير !!!!!!!!!! وللأسف الشديد فقد روجت الوزارة ومن خلال مستشاريها الفطاحل هذه النظرية البائسة ,مما جعلنا نخسر الكثير من الكفاءات العراقية الرياضية العلمية وبالمناسبة فقد تبنت الوزارة وبمشروع ريادي يحسب لها دعوة الكفاءات العراقية المغتربة للعودة إلى ارض الوطن وتم بالفعل تنظيم مؤتمر ذو (الثلاثة مليارات دينار) وحضر المغتربون ,ولكن نسأل الآن أين هم المغتربين ؟ ومن منهم جاء بالفعل ولبى دعوة الوزارة ؟ لا احد وبالفعل فقد صرح الكثير منهم بأنهم راغبون للعودة لكنهم صدموا بالواقع الذي تعيشه الرياضة العراقية حيث الروتين القاتل والعقليات القديمة جداً والوجوه الطارئة على قمة الهرم الرياضي العراقي وهذه الحقيقة يعرفها الجميع لكنهم يتحاشون الحديث عنها لذلك نرى إن العمل في وزارة الشباب والرياضة عمل مشتت هنا وهناك فالوزارة تركت مهامها الرئيسية وهي رعاية الشباب من خلال توفير كل الإمكانيات المتاحة من ملاعب وقاعات ومنتديات لكي يمارس الشباب هواياتهم بكل حرية بعيداً عن لغة الروتين وقضية كتابنا وكتابكم والتي جعلت الشباب يعزفون عن التواجد في منتديات الشباب لكونها تفتح بأوقات لا تلائم الشباب مما اضطر هؤلاء الشباب اللجوء إلى المقاهي حيث (النركيلة وغيرها من الأمور )إضافة إلى إن وزارة الشباب والرياضة توزع جهدها ذات اليمين وذات الشمال وهي تخوض صراعات ونزاعات وحروب داحس والغبراء مع اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وهذا هو صراع (البيضة والدجاجة) فلا ندري متى ينتهي هذا الجدال البيزنطي بين الطرفين ولا نعرف متى تتعلم مؤسساتنا الرياضية بالذات أن تحترم اختصاصاتها حيث لكل من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية مهامهما لكن المشكلة إننا لا زلنا نعيش زمن التفرد بالقرار حيث يتسابق قادتنا الرياضيون على اعتلاء كرسي التسلط متصورين أنفسهم بان الرياضة العراقية ملكاً مشاعاً لهم فقط وألف فقط !!
وهناك في الجانب الأخر وفي قمة أخرى من قمم الهرم الرياضي العراقي لا زلنا نشاهد اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية تحبو بخطواتها مثل السلحفاة وبلا زلنا نسمع بأن قادة الاولمبية يحملون مشروعاً رياضياً وطنياً للنهوض بالرياضة العراقية ونحن نقول أين هو هذا المشروع ؟؟؟؟؟ وانتم تعيشون حروباً وصراعات ونزاعات فحلات التشرذم والتفرق والتي يعيشها البيت الاولمبي العراقي جعلته يترنح فهو آيل للسقوط فهناك تماسيح تسعى بكل ما تستطيع بان تستأثر بالكراسي والمناصب بل إن هناك ذئاباً تتربص وتتحين الفرص المناسبة لكي تنقض على كرسي رئاسة اللجنة الاولمبية وهذا ما ظهر واضحاً من خلال المشهد الكوميدي البائس والذي تقدمه اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية اليوم على مسرح انتخاباتها سواء كانت انتخابات الاتحادات الفرعية أو المركزية أو المكتب التنفيذي والتي ستشهد قمة الصراع وذروتها فبعد أن فقدت اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية بوصلة عملها من خلال تشرذم مكتبها التنفيذي وتوزعه إلى جهات شتى فهناك من هو مع أطروحات وزارة الشباب والرياضة وهناك من هو مع أطروحات لجنة الشباب والرياضة البرلمانية وهناك من له أطروحات خاصة !!!!!! لا ندري كيف تسير الأمور ؟ وأين سترسو سفينة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية والتي باتت تتقاذفها أمواج المصالح الضيقة والتدخلات من الطارئين على المشهد الرياضي العراقي ؟؟!!
كل ذلك يحصل والرياضة العراقية متوقفة وواقفة في مكانها لا لشيء سوى لسواد عيون قادة الرياضة في العراق والذين هم أساسا ليس بقادة .
وكان الله والعراق من وراء القصد
[email protected]  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب