23 نوفمبر، 2024 4:55 ص
Search
Close this search box.

قادة للبلاد أم كتاب للمقالات ؟

قادة للبلاد أم كتاب للمقالات ؟

إستطاع المالكي من خلال نزعته الدكتاتورية أن يحول القادة الذين عرفوا في مابعد 2003 بـــ ” قادة العراق ” وهم ( جلال الطالباني , مسعود البارزاني , أياد علاوي , عمار الحكيم , مقتدى الصدر , وبعض الرموز البارزة ) الى كتاب مقالات فيها نوع من الصدى الإعلامي لكنه سرعان ما ينعدم وتتحول مقالاتهم الى رفوف النسيان
هؤلاء القادة يشعرون بحالة من اليأس الشديد على إنحسار دورهم القيادي لأن المالكي جردهم من كل شيء وأصبح بقدرة قادر يمسك بكل مفاصل الحياة داخل العراق ولم يترك لهم أية وسيلة سوى حرية المبادرات وما هذه المبادرات التي نشهدها اليوم إلا عبارة عن مقالات تعبر عن وجهة نظر كتابها ليس إلا
كل هؤلاء القادة قدموا مبادرات ولكن كل مبادراتهم باءت بالفشل لأن المالكي ضرب مبادراتهم عرض الجدار , ولسان حاله يقول أن كانت مبادراتكم تصب بمصلحتي فنأخذ بها وإن كانت مبادراتكم لاتحقق لي العديد من المصالح والإمتيازات والولايات فأضربوها عرض الجدار
السيد جلال الطالباني قدم مبادرات عدة ولم تحقق أهدافها وكذلك السيد مسعود البارزاني قدم مبادرة أربيل الشهيرة التي تشكلت على إثرها حكومة المالكي الثانية لكنه تحايل عليها ومزقها وأخلف بجميع تعهداته التي وقعها للحاضرين هناك
بعد توقيع المالكي لمبادرة اربيل أستطاع أن يجتث أياد علاوي من منصب رئيس مجلس السياسات الإستراتيجية ولم يعط للقائمة العراقية بعض الوزارات التي أتفقوا عليها في المبادرة , بعد ذلك قدم السيد عمار الحكيم مبادرة للصلح جمع على اثرها المالكي بالنجيفي ولم تستمر هذه المبادرة لعدة ايام بل كانت عبارة عن مشهد مصور بطريقة جيدة إختفى عن الأنظار بعد عرض صوره أمام الملأ
بعد ذلك جاءت مبادرة السيد خضير الخزاعي التي عرفت بإسم ” معجون المحبة ” الشهير وكذلك عرفت بمبادرة وثيقة الشرف للسلم الأهلي لكن هذه المبادرة جفت وأختفت قبل أن يجف الحبر الذي كتب به البيان
لم يستفد السيد عمار الحكيم من تجاربه السابقة مع دولة المالكي ولم يدرك الى الآن مكره وتمسكه برأيه ورغبته الجامحة لبناء دولة الفرد الواحد وضرب شركاء الوطن وعمله على إفشال أي مشروع يمكن أن ينقذ العراق ويبعده عن شبح الحرب الأهلية , لذلك على السيد الحكيم أن يدرك إن مباردته الحالية سوف تضرب عرض الجدار من جديد ولم تحقق أهدافها
لوكانت هذه المبادرات تشكل خطرا على وجود المالكي لقام بإعتقال كل من يطلق إسم مباردة لكنه أدرك إن هذه المباردات ماهي إلا عبارة عن مقالات صالحة للنشر فرأيناه يرحب بها ويدعمها لكنه في نهاية المطاف يلتف حولها ويحولها الى عقبة حقيقة بوجه من أطلقها
على جميع العراقيين أن يدركوا إن المالكي لايمكنه العيش بلا أزمة لأن وجوده يتطلب إفتعال الأزمات وبفقدانها تتم محاسبته ومساءلته ومطالبته بالرحيل لذلك نراه بين فترة وأخرى يدخل العراق بأزمة حتى أصبح العراق الجديد يسمى بلد الأزمات .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات