23 ديسمبر، 2024 10:34 ص

قادة بلا مبادىء وشعب بلا وطن

قادة بلا مبادىء وشعب بلا وطن

يتداول الكثير من قادة الوطن الذين حلوا علينا بعد سقوط الصنم هذه الايام موضوع مهم جدا وحساس يتعلق بمستقبل البلد بعد تحرير الموصل من براثن داعش , كلام طويل وتحليلات عديده أخذت وقتها في طرح الورقه لمن ومن يتحمل مسؤولية التطبيق , صاحب المشروع رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم بعد ان وافق عليه جميع المنظمين تحت لواء هذا التحالف .
من يمثل السنة  من السياسيين والقادة لهضمه والنقاش حوله ومحاولة التوصل لاتفاق يحقن الدماء ويساهم بالقضاء على العنف ويكون عاملا مساعدا في استقرار البلد , طرح المشروع من قبل الشيعة غير مناسب وبعيدا عن الواقع لوجود خلافات كثيرة حول نقاطه بين المتحالفين , فالدعوة لاتوافق على بعض نقاطه وبدر ايضا والتيار كذلك وفصائل المقاومة رافضة له وكلا يدعي أحقيته بابداء رأيه في مثل هكذا مشروع , لاضير اذن على أي أسس استند سيد عمار بهذا المشروع وطرحه في الاردن وايران وفي نيته دول اخرى , ولادته ميتا لأن المقابل والشريك في العملية السياسية لم يوافق على مناقشته بالرغم من تدخل الامم المتحدة في تبنيه , توقيته  جاء متأخر جدا ونقاطه لاتمس الواقع وتحاكي مايريده الشارع فهو كسابقاته في تشكيل حكومة العبادي عندما طرح تحالف القوى ورقته والزم شركاءه بالموافقة على بنوده كالعفو العام وقانون المسائلة والعدالة والتوازن وغير ذلك  , بعضها طبق بحذر وببطىء والاخر لازال يراوح في ادراج مجلس الوزراء , الشريك فقد الثقة ولم يعد مهتما بما يقوله الشيعة لانهم في نظره لايلتزمون بما وقعوا عليه منذ اتفاقات اربيل عندما استوزر المالكي ولساعتنا هذه .
السؤال المحير والذي اجابته صعبه على من يُطرح المشروع ولمن نناقش ومن يتحمل مسؤولية التطبيق ؟؟
الشيخ حامد الملا في واحد من لقاءاته قال هيئة علماء المسلمين وبقايا حزب البعث بشقيه يونس الاحمد وعزت الدوري هم من يجب اشراكهم به , أراء اخرى تخالف هذا الرأي فخميس الخنجر أعد العدة لوجوه جديده مدعومة من جهات اجنبية مؤثرة في الشارع العراقي بكتله واسم وهيكلية اخرى , نائب رئيس الجمهورية النجيفي وصالح المطلك ودكتور سليم رئيس مجلس النواب واحمد المساري وظافر العاني بجهة أخرى , اللويزي واحمد الجبوري واخرين بجهة مخالفه , رؤوساء العشائر ورجال الدين بجانب مغاير .الشيعة مختلفون عليه بالرغم من سعي السيد الحكيم لطرحه  ثم لايوجد من يتحمل مسؤولية قرار الموافقة ولدت اختلافات عميقة بين الشركاء , لهذه الاسباب والموجبات قلنا ولد ميتا  .
مالحل ؟؟
مرور هذه السنوات العجاف على بلد ملغم بالعناصر المسلحة وتفجيرات مدمره واحتلال أرض واغتيالات وتصفيات جسدية وخدمات ضعيفه وبنى تحتيه شبه مهدمه ودولة لايحكمها القانون  , وشريعة الغاب وفساد مستشري ومحسوبية ومنسوبية واستحواذ على المال العام ودماء وشهداء وجرحى ومنكوبين وعاطلين عن العمل لاحصر لعددهم , وثكالى وايتام وارامل وانعدام الامن  وانتشار الجريمة وحبوب الهلوسة والمخدرات , عوامل من شأنها ان تدمي القلب وتحبط النفس وتبدد الحلم الوردي الذي عشناه بالتخلص من طغاة العصر ومجرمي الفعل .
لاشيعة يمتلكون القرار ولاسنة يمثلون شعبهم اذن قادة بلا مبادىء وشعب بلا وطن مستقر آمن يعيش في ظلاله محترما كبقية البشر في العالم الواسع. العودة لمنطق العقل والتفاعل بجدية مع العراقيين بدون استثناء وفق القوانين والانظمة والدستور ومراعاة الجوانب الانسانية في كل ذلك ونشر خيمة العدل والاحسان ضروري جدا لتجاوز الواقع واستشراف المستقبل بعيدا عن الثأر والاستئثار , ان منح الفرص للجميع بخدمة بلدهم وشعبهم شريطة الايمان بالتغيير الذي حدث بعد عام 2003كفيل بأن يحمي التجربة الديمقراطية ويشيع الأمن والاستقرار في البلد بعيدا عن ورقة التسوية السياسية والتصالح المجتمعي . تفعيل القوانين والانظمة عامل آخر ومهم لحماية التجربة في العراق كتجريم البعث ومحاربة الارهاب والاقتصاص من المجرمين وخلق حالة التوازن بين جميع مكونات الشعب يخدم المسيرة ويعيد الثقة بين الاطراف , اعادة سطوة الدولة وفرض القانون ومسك السلاح بيدها مهم لاشاعة قيم الثقة والعدل , لنطوي صفحة الماضي السوداء ببيضاء اخرى اكثر اشراقا وسموا كما جاء على لسان المرجعية الحكيمة مؤخرا , أفضل من التناحر والتسقيط والاقصاء لان المسألة لاتهم الاحزاب الموجودة في الساحة العراقية بقدر تعلقها بحياة الناس واستقرار البلد .