19 ديسمبر، 2024 8:50 ص

قادة المكون السني يتعرضون لحملة دعائية شرسة..والمالكي والعبادي مارسا ضدهم حملة إستهداف رهيبة!!

قادة المكون السني يتعرضون لحملة دعائية شرسة..والمالكي والعبادي مارسا ضدهم حملة إستهداف رهيبة!!

لم يتعرض مكون في العراق الى ظلم كبير وانحسار لدوره العروبي الأصيل كما يتعرض له المكون السني العربي وعموم قادة هذا المكون ، من هجمات دعائية وسياسية صاخبة تسعى الى النيل منهم والحط من قدر المكون السني العربي ، وإبقائه ضعيفا مخذول الارادة ، بالتعاون مع ايران والولايات المتحدة ، التي سعت بكل جهدها لكي تبعد دور هذا المكون وقادته عن أي دور أساسي وفاعل، وابقائهم مهمشين منقسمين الى ملل ونحل تتآكلهم الصراعات والولاءات المتعددة ، حتى استطاعت داعش من بسط هيمنتها على محافظاتهم، وزاد ظلم الميليشات والسياسات الحكومية عليهم وعلى قادتهم المشاركين في العملية السياسية لتستهدفهم الواحد تلو الآخر ويتم تسقيطهم أمام الرأي العام العراقي وأمام جمهورهم..
وهناك جملة إستهدافات خطيرة نالت المكون السني العربي قادة وجماهير من جهات حاقدة ، وتصاعدت حملة الاستهداف الظالمة حدة بعد ان تم تشكيل تكتل سياسي سني أطلقوا عليه اللجنة التنسيقية العليا لتوحيد مواقف المكون العربي، ويمكن إجمال مسارات تلك الحملة الظالمة بما يلي:
1.    كانت مسارات الحملة تستهدف رؤوس وقيادات المكون السني العربي بعد ان عملت الحكومة في عهدي المالكي والعبادي على حد سواء على ابعاد رموز القيادات السنية العراقية عن ادوارها والعمل وفق برنامج مخطط على الحط من قدرها وتسفيهها امام جمهورها..والأخطر من ذلك النكث بالعهود والوعود التي قطعت لهم بأنهم سينالوا دورا اكبر في عهد حكومة العبادي بعد ان جردهم المالكي لولايتين من أي دور يذكر، واذا بالعبادي ينقلب على شركائه من المكون الآخر ويبعدهم جميعا عن دائرة الضوء ، بل ان مافعله العبادي بهم وتشريد جمعهم لم يتجرأ حتى المالكي على فعله معهم ، ان لم راحوا ربما يترحمون على عهد المالكي على الرغم من طغيانه ودكتاتوريته وظلمه لمكونهم ولاستهدافه لقادتهم ، لكن دورهم لم ينته كليا مثلما انهاه العبادي الذي يظهر بدور الطيب القلب، في الوقت الذي اتخذ من ابعاد قادة المكون السني من المناصب العليا وسيلة لاستهدفهم بطرق غادرة لئيمة ، لم تبق لقادة هذا المكون من مكانة، واضطروا تحت هذا الاستهداف الممنهج لقادتهم ولجمهورهم ان يبحثوا لهم عن دور سياسي يحاول ان ينتشلهم مما لحق بهم من ظلم وحيف وابعاد عن أي مسار مؤثر في مسارات الحكومة والبرلمان، وابقائهم مشردين خارج السلطة ليس بمقدورهم ان يجدوا لهم مكانا يخدموا به جمهورهم او ينصروه عندما تعرض لمحن التهجير والحرمان حتى من دخول بغداد للتخلص من ظلم داعش واصبح عشرات الالاف من ابناء المكون السني العربي بين ظلمين : ظلم الحكومة التي حرمت عليهم دخول بغداد وظلم داعش التي اذاقتهم المر والهوان، واصبحوا كمن يستجير من الرمضاء بالنار.
2.    كان رئيس ائتلاف متحدون أسامة النجيفي اكثر من تعرض لسهام تلك الحملة الظالمة حتى عندما طالب بحق دستوري ووفق اتفاقات وتوافقات سياسية تم بموجبها تشكيل الحكومة ، وحرم المكون السني العربي من ان يجد له تمثيلا في السلطة العليا بالرغم من ان رئيس الوزراء حيدر العبادي اعترف اكثر من مرة بأن ما اتخذه ضد نواب رئيس الجمهورية ومنهم أسامة  النجيفي كان خرقا دستوريا وسيعمل على اصلاح هذا الخلل في وقت قريب، لكن النجيفي لم يلمس من الاجرءات والخطوات ما يمكن ان يطمئن على مستقيل قيادي ينتظر منه جمهوره ان يكون حاضرا مدافعا عن مصالحه في أقسى حملة ظالمة تعرض لها جمهور هذا المكون، واذا بخطوات أقل ما يقال عنها انها تمثل حالة غدر تعرض لها ، تحت دعوات الاصلاح التي لم تكن تلك المناصب معرقلة لها او تقف بوجهها ان لم تكن داعمة لها وبخاصة النجيفي الذي كان اول نائب لرئيس الجمهورية يعلن دعمه الكامل للعبادي في خطواته الاصلاحية ، لكنه ما ان وجد ان سهام طيشه التي كانت تستهدف شخصيات اخرى يعرفها العبادي وليس بمقدوره مواجهتها الا عبر خطوة حتى وان كانت غير دستورية وغير قانونية ليتخذ اجراءات خالفت الدستور والقانون ، وليست لها مبررات مقنعة على الاطلاق.
3.    تركزت حملة الانتقادات الظالمة على ذلك التشكيل الجديد بعد ان سعى قادة المكون السني لمعالجة حالة الاحباط الكبير الذي يعاني منه جمهورهم نتيجة ماتعرضوا له من حرمان وقتل وتهجير ونزوح وتشرد وبخاصة النازحون الذين يعانون اليوم شتى صنوف العذاب والمحن القاسية في أجواء لاتتوفر فيها أبسط حقوق الانسان ، ولو في حدها الأدنى، ولم تعر الحكومة ولا اجهزتها بما يكفي من الاهتمام للتخفيف عن معاناتهم او يجدوا من يستجيب لدعواتهم في توفير ملاذات آمنة لهم في مساكن تتوفر فيها السكن الآدمي الذي يتناسب ومكانة هذا المكون الذي تعرض الى انواع مختلفة من الظلم ، من الحكومة ومن ميليشياتها وأخيرا من داعش ، وتحول هذا الثلاثي الى أخطر أخطبوط تبادل الأدوار للحط من قدر هذا المكون والعمل على إذلاله بشتى الطرق والأساليب ، ويتواصل مسلسل الاستهداف على مستوى الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى من مختلف الجهات والقوى السياسية الأخرى ضمن مخطط إبادة وضعت له السيناريوهات في دوائر واشنطن وطهران، واجتمع لقاء المصالح المشتركة مع جهات كثيرة في التحالف الوطني للإساءة الى المكون السني العربي ، حتى وصل الى هذه المرحلة التي لايحسد عليها الان.
4.    كانت بعض المواقف المتذبذبة والمترددة لبعض قادة المكون السني العربي وخذلانها لموقف جمهورها وراء حملة الاستهداف الظالمة ضد قادة هذا المكون العريق الذي يشهد له التاريخ انه قادة دولة استمرت لقرون دون ان يوجه ظلما لأي كان من مكونات الشعب العراقي ، وكان الجميع مشاركين في كل حكومات العراق في عهود الملكية والجمهورية، ولم يتم حرمان أي مكون من دوره حتى وان كان يحسب على الاقليات ، وكان الجميع يعاملون على انهم عراقيون متساوون امام القانون وعليهم نفس الواجبات ونفس لهم الحقوق ، ولم يشعر أي مكون بالظلم كما يشعر الان، بل ان حكومات التحالف الوطني ظلمت حتى مكونها الذي تدعي الدفاع عنه، ومارست ضد جمهورهم شتى صنوف الاضطهاد وهو أي جمهورهم من يقود شرارة الثورة والتمردالان  على ساسته الذين أذاقوه مر الهوان، ومشاركاتهم الواسعة في التظاهرات الحالية واعلان سخطهم على الحكومة واجراءاتها وتعسفها بحقهم وحق الشعب العراقي أجمع خير دليل على مانقول.
5.    ان من العدل والانصاف ان لايتم تحميل قادة المكون السني كل المسؤولية عما تعرض له مكونهم من حملات استهداف ظالمة، لأن قادة ذلك المكون هم من كانوا في دائرة الاستهداف المبكرة ، وقد تم ابعادهم عن مركز السلطة والقرار الواحد تلو الآخر، ومسلسل ابعادهم معروف للعراقيين تحت مبررات اقل ما يقال عن اكثرها انها سخيفة ولا يمكن لأي عاقل او منصف ان يتقبلها لأنها خارج القانون وحتى الاخلاق بعد ان تمادى المالكي في طغيانه عليهم وقد جردهم من كل صلاحياتهم ومن ثم انقض عليهم وابعدهم الواحد تلو الاخر لكي تخلو الساحة له ويعبث بمصير العراق وشعبه على هواه، الى ان حصل ماحصل من تداعيات خطيرة وضاعت بالتالي كل المحافظات السنية وسقطت الواحدة بعد الاخرى بيد داعش في مسلسل مريع وتم تسليم رقاب أهل السنة وجمهورهم الى داعش لكي تعبث هي الأخرى بمقدراتهم على هواها، وتناغمت تلك الهجمة مع رغبة ايران في الحط من مستقبل المكون السني العربي والقضاء على آخر معالم القوة والاقتدار وبخاصة ضد قياداته التي شاركت في كل الحكومات المتعاقبة حتى ابعدتهم ضمن مسلسل استهداف رهيب لم تترك لهم فرصة التقاط انفاسهم لخدمة جمهورهم وتحرير محافظاتهم من سطوة داعش.
6.    لقد اعتمدت الحكومات العراقية منذ 2003 وبالتحديد أكثر منذ عهد المالكي لولايتين ، وحتى فترة العبادي الحالية على إظهار شخصيات عليها الكثير من الشبهات لدى أهل الانبار وقدمتهم في الاعلام على انهم وجوه من أهل الانبار بالرغم من ان عشائر الانبار تعرف ان هؤلاء ( نكرات ) وهي لديها ( مثالب ) على توجهاتهم واهدافهم ، ان لم يكون هؤلاء من ( الخارجين عن القانون والاخلاق ) وحتى العرف العشائري وهاربين عن وجه أهلهم وعشيرتهم ، ولاتتناغم توجهاتهم مع رغبات وأماني أهلهم وناسهم ان لم تتعارض كليا مع توجهات أهل الانبار وحتى  باقي المحافظات، وهي مازالت حتى الان تقدمهم عبر وسائل الاعلام على انهم من يمثلون أهل الانبار ولكنهم في الحقيقة عكس ذلك تماما، بل انهم انفسهم من أساءوا الى أهل الانبار واوصلوهم بسبب مصالحهم المادية ولهاثهم وراء الثروة والمناصب حتى وان كانت ( وضيعة ) الى الحالة المأساوية لشعب المكون السني العربي التي هو عليها الان ، أما شرفاء الانبار ووجوها الخيرة وممن لاشائبة على سلوكهم فأغلبهم ملاحقون الان من قبل الحكومة وتوجه لهم مختلف التهم ومنها تهم الارهاب ظلما وعدوانا.
7.    كان هدف اقامة التجمع السياسي الجديد الذي هو عبارة عن لجنة عليا لتنسيق المواقف لقادة المكون السني هو توحيد الخطاب والتوجهات السياسية من اجل التسريع بتحرير الانبار من جهة، ولمواجهة غمط الحكومة لحقوق ممثليهم وابعادهم عن سلطة القرار، وهي تسعى الى ان يكون لؤلاء شأن في المشاركة في الحكومة والبرلمان، وان تحترم إرادة قادتهم ويعاد لهم اعتبارهم ووفقا للاتفاقات والتعهدات السياسية المبرمة التي تم بموجبها تشكيل الحكومة، والا سيكون لقادة هذا المكون موقفا آخر، عندما يجدوا ان مشاركتهم هذه لم تعد تقدم خدمة لجمهورهم ومستقبل محافظاتهم، حتى يكونوا في حل من أي التزام امام من لايحترم الاتفاقات السياسية والتعهدات وينكث بها بعد شهور قصيرة من توليه مهام رئاسة الحكومة وتحكمه بسلطة القرار وتعود اجواء الدكتاتورية والتفرد بسلطة القرار بطرق أخرى هذه المرة.
وللأسف فأن مديات الهجمة تتسع بعد ان استغلت بعض الجهات السياسية التظاهرات الحالية لتتخذ من بعض المشاركين فيها ومن بعض وسائل الاعلام التي لها غايات سياسية مضادة هي الأخرى ، وسيلة للحط من قدر شخصيات المكون السني ، لرفع شعارات والحديث عن مواقف لا تليق بمقامات بعض قادة أهل الانبار وحتى المحافظات الأخرى، مستغلة سخط الجمهور السني على احواله المتردية وعدم ارتقاء البعض من سياسيي المكون السني الى مستوى الآمال والتحديات التي واجهها جمهورهم، حتى حل بهم ما حل من حياة مذلة للكثيرين منهم وبخاصة ممن نزحوا الى بغداد والمدن الاخرى، وازدادات احوالهم سوءا لأنهم لم يجدوا من سبل العيش الكريم الذي يليق بهم وبمكانتهم ولو في حده الادنى وتمادت الحكومة في تشديد اجراءاتها القاسية ضد الكثيرين منهم ، ولم تمنحهم حقهم الذي ثيت في الدستور وقبله في قيم واعراف العراقيين في الضيافة إبان عهود التوترات والأزمات، ولاقوا من الاهوال مالايلاقيه شعب على وجه الارض.

أحدث المقالات

أحدث المقالات