23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

قادة الدولة .. بين الخوف و اللامبالاة !

قادة الدولة .. بين الخوف و اللامبالاة !

تقتضي المقتضيات أن نبتدئ برأس الدولة – رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم , الذي لا يغادر المنطقة الخضراء ” التي فيها مقرّ عمله ومنزله ” , والذي لم يرَ الجمهور سيادته في اية زيارة لأي وزارة او مؤسسة حكومية , ولا حتى من القطاع الخاص , وللأنصاف فأنّ السيد الرئيس يقوم بين احايينٍ وأخريات بزيارة مسقط رأسه وحزبه في ” السليمانية ” , وبهذه المناسبة غير المناسبة , ففي محافظة السليمانية يوجد قصر جمهوري آخر , سبق وأن أمر بتشييده الرئيس جلال الطالباني في بداية رئاسته .

ثُمَّ , وإذ يُستثنى كلياً السيد رئيس الوزراء من هذا الحديث , فرئيس الجمهورية ” لم يكلّف خاطره ” بزيارة الخطوط الخلفية لجبهات القتال في معركة الموصل العظمى , بغية رفع معنويات المقاتلين المرفوعة اصلاً بقدومه او عدمه , وحتى للتظاهر الدعائي بحرصه على متابعة شؤون الدولة التي يرأسها وهي في حالة حرب .! , والى ذلك فحتى نوّاب رئيس الجمهورية لم تخالجهم اية مشاعر او افكار بزيارة ” الخطوط الخلفية ” لجبهة المعركة في الموصل , وربما يكون السيد نوري المالكي شبه معذور بعدم زيارته للجبهات ” في تحسّبٍ استباقيٍّ ” كي لا تنهال عليه وسائل التواصل الأجتماعي و وسائل الأعلام لتسأله : < اين كنت عند سقوط الموصل .! وما بعدها ايضاً > .

الأمرُ مسحوبٌ ايضاً على رئيس مجلس النواب السيد سليم الجبوري , الذي وبصراحة ” مع حفظ المقام ” فأنّ الرأي العام العراقي لا يحسب له ايّ حساب , وخصوصاً من الطائفة السنيّه < مع الأعتذار لإستخدام هكذا تعبير > التي لم تنتخبه ولا تجده ولا غيره كممثلٍ عنها على الأطلاق .

ثُمّ ايضاً , فشاشات القنوات الفضائية المحلية والعربية لم تعرض علينا ايّ صورٍ لزيارة ايٍّ من قادة احزاب الأسلام السياسي بالقرب من المواقع الخلفية لجبهات القتال المشتعلة .!

وكذلك , فأذا كانوا هؤلاء السادة – القادة مرتعدين وينتابهم الخوف من زياراتٍ حتى شكلية الى القطعات المشاركة بعمليات التحرير , فمن المحزن – المضحك أنْ لم يقوموا بزيارة مواقع التفجيرات الأخيرة في بغداد , ولا حتى زيارة المواطنين الجرحى في المستشفيات .! , وهل في ذلك خطورة أمنيّة على حياتهم .!