22 ديسمبر، 2024 8:43 م

قادة الجهاد أم قادة الفساد‎

قادة الجهاد أم قادة الفساد‎

بالرغم من القبضة الحديدية التي كانت تحيط بالمجتمع العراقي وما رافقها من تقويض لوسائل الإعلام والإستحكام الكامل بعدم الإتصال مع العالم الخارجي لما وراء حدود البلد وعدم القدرة على رؤية وسماع ومتابعة مايجري في العالم إلا من خلال نافذة واحدة هي نافذة الحزب الواحد والسلطة الدكتاتورية أبان حكم البعث الصدامي اللعين ، إلا أن هناك فرص أتيحت بين الحين والآخر لمعرفة أسماء (لمعارضة عراقية) في الخارج تنادي بإسقاط نظام صدام والبعث في العراق والمطالبة بإنقاذ الشعب العراقي من الظلم والتعسف والإضطهاد وإعادة الحقوق والمطالبة بالحرية والكرامة لهذا الشعب . وبطبيعة الحال كانت لهذه الأسماء وقع كبير في مسامع المجتمع في الداخل وبنيت الآمال والتطلعات على تلك الأسماء التي أصبحت لامعة في مخيلات من يسمع بها ولربما حازت على التأييد المطلق من قبل شعب يعيش المرارة والألم وأوصلته التمنيات أن يعقد طوق النجاة بهذه الأسماء بالرغم من عدم معرفته الحقيقية بمجريات حياة وسلوكية تلك المعارضة على أرض الواقع ، ووصل الحال بالشعب حسب طراطيش المعلومات التي تصله لتوصيف هؤلاء المعارضة بأنهم أصحاب دين وأخلاق ومبادئ وسائرون على منهج الصالحين في الأرض ويتمتعون بمواصفات الأمانة والإخلاص حتى النخاع مما حدى بالشعب الى أن يجعل منهم قادة ورموز لإنقاذه . ودارت رحى الأيام وتقرر أمريكا وحلفائها إسقاط الحكم العفلقي البعثي المقيت وتنهي حقبة سوداء من حكم العراق لتبدأ حقبة أخرى ، وعلى حين غرة حصل فراغ كامل لمنظومة الدولة العراقية فظهرت تلك الأسماء اللامعة التي كانت تسمي نفسها بالمعارضة العراقية وبلمح البصر إعتلت سدة الحكم لتسوق دفة البلد ومع الأيام والسنين ظهرت حقيقة هذه المعارضة ونزعتها وأخلاقيتها ومبادئها التي لا تتعدى المصالح الفئوية والحزبية والذاتية وعكفت على نهب الثروات وسرقة المال العام والإستحواذ على الممتلكات العامة ونشر الفساد بكافة الوسائل المتاحة لها ولا تبالي إلا بمصالحها حتى لو كانت نتيجة هذه المصلحة دمار البلد وأهله وهنا بانت الحقيقة المرة بأن الأسماء اللامعة بالأمس والتي كان الجميع يحسبها أسماء لقادة الجهاد ماهم إلا قادة للفساد ..