23 ديسمبر، 2024 4:46 ص

قادة الانبار …لا يحسمها إلا شيعة العراق

قادة الانبار …لا يحسمها إلا شيعة العراق

وأخيرا وبعد خراب الانبار أدرك قادة وشيوخ عشائر الرمادي ان التخلص من داعش لن يكون الا بمشاركة الحشد الشيعي الطائفي لأنه الطرف الوحيد القادر على الوقوف بوجه جبروت وجرائم التنظيم الإرهابي الداعشي وسحقه والتخلص منه.

وللحقيقة وحتى لا يحتسبها البعض لنفسه فان دخول أبطال الحشد الشعبي وأبناء العشائر الى الانبار لم يكن بناءا على ترخيص قادة وشيوخ عشائر المحافظة المستباحة إنما هو درس كان لا بد لهؤلاء ان يتعلموه حتى وان كانت التضحيات والثمن كبير والذي سيدفعه أبناء المكون الشيعي بعد ان تخلى الانباريون عن البيوت وعن الأرض والعرض وفروا امام تقدم جرذان داعش.

ومؤكد ان الموقف النهائي من دخول الحشد الشعبي إلى الانبار من اجل تطهيرها من دنس القتلة والمجرمين لن يكون نهاية فصل التشكيك بنزاهة وعراقية الحشد الشعبي حتى وان دعت الحاجة إلى القبول بدخوله الى الانبار بل سنستمع الى قصص وروايات عن خروقات وعن جرائم سيتم تصويرها وفبركتها في مواقع منتخبة تابعة الى مؤسسات إعلامية رائدة في تصوير مثل هكذا قصص..وإذا كان تطهير صلاح الدين قد انتهى برواية وفلم الثلاجة والأعراض ولا الاغراض فلا يعرف احد بعد ما هو السيناريو الذي سيتم إنتاجه أثناء تطهير الرمادي خاصة وان إعادة الفلم التراجيدي الخاص بصلاح الدين لم يعد مقبولا بعد ان أظهرت الأفلام والصور قيام الدواعش بنهب وحرق المحلات والأسواق التجارية.

ان ما يعول عليه قادة العراق والمدافعين عن وحدة أرضه وشعبه هو إن تكون تجربة الانبار نهاية لكل تطلعات الانفصال والارتماء بأحضان الغرب الأمريكي او المحيط العربي السني بعد أن أثبتت تجربة الاحتماء بهؤلاء  والارتماء بأحضانهم عدم جدواها وانكسارها وانهزامها.

ان تناخي أبطال الحشد الشعبي وتوجههم إلى الانبار من اجل تطهيرها من رجس القتلة والمجرمين إنما يؤكد حقيقة لا غبار عليها وهي توحد الجميع بداخل جسد الأمة العراقية… فجرح الرمادي يستشعره ابن البصرة وابن ميسان وابن الفرات الأوسط وهم وحدهم قادرين على تضميده وإزالة أثار هذه الجراح والى الأبد ولو لم يكونوا كذلك لما ارتضى اخوتنا السنة بطلب النجدة والنصرة من قادة الحشد الشعبي المؤتمر بامر القائد العام للقوات المسلحة.

ان الدماء التي ستروي ارض الرمادي من اجل تطهيرها من فلول جرذان داعش لن تكون موسومة باسماء الطوائف التي ينتمون اليها بل ستكون عنوان لمرحلة وتاريخ جديد تذوب فيه كل صيحات الفتنة والتقسيم بعد ان ترتوي شجرة توحد الجميع تحت سقف العراق الواحد الموحد.

ان ثمن الدماء لن يكون رخيصا وعلى من يسعى الى الحرث في ارض وحدة العراقيين ان يحفر قبره بيده لان مجال الفرص قد انتهى وستكون نهايته مع الدواعش وستكون صحراء الرمادي المكان الافضل لقبرهم والتخلص من اثامهم وشرورهم.